لندن/14 أكتوبر/رويترز: قال وزير بالحكومة البريطانية أمس الاثنين إن رئيس الوزراء جوردون براون سيجري تحقيقا في حرب العراق ولكنه لن يفعل ذلك قبل سحب القوات المسلحة البريطانية من هناك. ويمثل قرار براون تحولا عن سياسة سلفه توني بلير الذي جعل بريطانيا تخوض الحرب في العراق قبل خمس سنوات رغم معارضة سياسية وجماهيرية شديدة لم تهدأ إلى الآن. ونقل عدد الأمس من صحيفة (اندبندنت) البريطانية عن خطاب كتبه براون إلى (ذا فيبيان سوسايتي) وهو مركز بحث له توجهات يسارية جاء فيه «سيأتي يوم يصبح فيه الوقت ملائما لإجراء تحقيق.» ولم يذكر تفاصيل حول طبيعة التحقيق وما إذا كان شاملا أو وقت إجرائه ولكنه أكد على أنه لن يجرى في الوقت الحالي. وأضاف الخطاب «بينما توجه جهود الحكومة برمتها والقوات المسلحة نحو دعم الشعب والحكومة في العراق وهم يحاولون تكوين مستقبل استنادا إلى المصالحة والديمقراطية والرخاء والأمن نحن نعتقد أن هذا (التحقيق) لن يجرى الآن.» وصرح مارك مالوك براون الوزير بوزارة الخارجية لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بأن براون وغيره من كبار أعضاء الحكومة يرون أن «من المهم للغاية أن تكون هناك نظرة موثوق بها» في حرب العراق.، ومضى يقول «سيحدث هذا عندما لا تكون هناك قوات بريطانية...منتشرة ومعرضة للخطر وموجودة في الجبهة بالعراق.» وأصر بلير دوما على عدم الحاجة لإجراء تحقيق عام بما أن عددا من اللجان البرلمانية قد ناقشت الأمر بالفعل إلى جانب إجراء تحقيقات أصغر حول الخلفية الأمنية والمخابراتية للحرب. وكان بلير أقوى حليف للرئيس الأمريكي جورج بوش في حرب العراق التي بدأت يوم 20 مارس عام 2003 وهي تقترب من ذكراها الخامسة. ولكن صحيفة اندبندنت نقلت عن خطاب براون قوله «هناك حاجة للاستفادة من الدروس المحتملة من العمل العسكري في العراق وتداعياته.» وفي نهاية عام 2007 كان لبريطانيا 4500 جندي متبق في العراق بما يقل عشرة في المائة عن القوة الأصلية التي أرسلها بلير للانضمام إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. ويقول براون إن القوة ستتقلص إلى 2500 جندي بحلول منتصف العام الجاري وستتضمن بعثة تدريب صغيرة وفريقا للرد السريع. ولم يتحدد موعد للانسحاب الكامل للقوات البريطانية من العراق.