إعداد/ وهيبة العريقي تأثير التدخين على صحة النساء لابد أن يسترعى انتباهاً خاصاً بهذه المشكلة التي قلما ينظر إليها باهتمام في مجتمعنا، ففتيات اليوم مع إقبالهن المتزايد على الشيشة سيصبحن أمهات مستقبلاً، ولو ظللن يسلكن دروب الإدمان على التبغ، فمن المحتمل أن العواقب والنوائب لهذا الإدمان لن تكون عادية على الإطلاق فضلاً عن أنهن عرضة تقريباً للمخاطر الصحية للتبغ التي يتعرض لها الرجال ـ في معظمها وعرضة أيضاً بسبب التدخين لأمراض وأورام واعتلالات تصيب النساء من دون الرجال.وفي الواقع تشير بعض الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال لخطر الإصابة بأمراض معينة، وبينت دراسة أخرى أن الموت بجميع أسبابه الأعلى نسبة بكثير “أكثر بمرتين” بين النساء اللاتي يدخن، والأمر كان واضحاً بالفعل في الاعمار من “35 ـ 44 عاماً”.وللتدخين أثر واضح في خفض خصوبة الأنثى، ويزيد من معدل الإجهاض التلقائي للأجنة وحوادث انفصال المشيمة، والنزف خلال الحمل والتمزق المبكر للأغشية وحالات الأمراض، وهو يقلل أكثر من قدرة المرأة على الإنجاب.كما أن النساء المدخنات يصلن سن اليأس مبكراً بسنة أو سنتين بالمقارنة مع غير المدخنات.وبالمقابل جميع هذه المخاطر التي تصيب الخصوبة وتؤثر على نتائج الحمل تقل بشكل كبير أو تختفي لدى المدخنات اللاتي أقلعن عن التدخين.أنهن مهددات بأمراض ومشاكل صحية كثيرة بسببها التدخين: كالسرطان والأمراض القلبية الوعائية وأمراض الرئة ومشاكل الخصوبة وترقق العظام.وحري بالمدخنات أن يقلعن عنه لصحتهن الآنية والمستقبلية وأن يتلافين ويتجنبن التعرض اللا إرادي للتدخين لما له من أضرار خطيرة وواسعة فالواقع لايبشر بخير لكثرة الفتيات والنساء اللواتي يتعرضن للدخان المنبعث سواء من مدخني السجائر أو “الشيش أو المدائع” أو غيرها وذلك بشكل يفوق بكثير عدد اللواتي يدخن فعلاً.إذا ما أتينا إلى تأثير التدخين على الحمل نجد أن الابحاث العلمية أثرت هذا الجانب بالكثير من الحقائق الدامغة منها أن التعرض إلى مواد ضارة كالنيكوتين وأحادي أكسيد الكربون لدخان التبغ، يترافق مع عدد من المضاعفات الخطيرة خلال الحمل، على نحو يسهم في زيادة معدلات الإجهاض التلقائي والولادة المبكرة ونقص أوزان المواليد.والتدخين خلال الحمل أيضاً يعيق النمو داخل الرحم، وقد أظهرت الدراسات أن نقص وزن المولود يظهر حتى مع المستويات المنخفضة للتعرض لدخان التبغ، مما يعني أن تدخين السجائر أو غيرها من وسائل التدخين ذات التركيز المنخفض من القطران أو النيكوتين لايقلل من خطر ولادة أطفال صغيري الحجم، كما تبين أن تعرض المرأة الحامل لدخان التبغ البيئي يترافق مع انخفاض الوزن عند الولادة لدى الرضع المولودين لأمهات غير مدخنات اللاتي تعرضن لدخان التبغ علاوة على أن له تأثير سلبي إضافي على وزن الرضيع عند الولادة لدى الأمهات المدخنات.وتشير معلومات صادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن التدخين خلال الحمل يؤدي كذلك إلى زيادة معدل وفاة الرضع في الفترة المحيطة بالولادة هو أكثر بمرة ونصف من المعدل الوسطي وان تدخين الأم فيه التسبب بمتلازمه الموت المفاجئ للرضيع.ولا تتوقف خطورة تدخين النساء والأمهات عند كل ما ذكرناه أو عند خطر الإصابة بسرطان الرحم وعنق الرحم لدى النساء، بل اتضح ايضاً تسببه بمشاكل ومضاعفات خلال مسيرة الحمل لاتقف خطورتها إلى حد اضعاف نمو الجنين أو المولود، بل وتعرض حياة الأم للخطر وتهدد حياة الجنين جاعلة الوليد عرضة بشكل كبير لخطر حدوث مضاعفات آنية وبعيدة المدى قد تسببب الوفاة على الأرجح.في الختام لايبدو أن المعالجة الاستبدالية بالنيكوتين للحوامل المدخنات هي بنفس الفاعلية لدى غير الحوامل ولأسباب مختلفة، مثل سرعان استقلاب النيكوتين خلال الحمل مما يتطلب قدراً زائداً من المعالجة، وفيه صعوبة نوعاً ما خلال الحمل.إذن .. جادة الصواب في إقلاع الفتيات والنساء والأمهات عن التدخين حفاظاً على الصحة العامة والحالة الإنجابية ومستقبلهن الإنجابي.[c1]* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان[/c]
التدخين .. والحالة الإنجابية للمرأة
أخبار متعلقة