في هذا المقام نقتطف طرفة مما كتبه ياقوت في ترجمة اسحاق بن ابراهيم الموصلي وكان ذلك الفاضل نموذجاً بقتدي به ادباء عصره وشعراؤه قال ( و موضعه من العلم ومكانه من الادب والشعر لو اردنا استيعابه لطال الشرح ومن وقف على الاخبار وتتبع الاثار علم موضعه واما الغناء فكان اصغر علومه وادنى ما يوصف به وان كان الغالب عليه لانه كان له في سائر علومه نظراء ولم يكن له في هذا نظير لحق فيه من مضى وسبق من بقى امام هذه الصناعة على انه كان اكره الناس للغناء والتسمي به ويقول وددت اني اضرب كل من اراد مني من ينبدني ان اغني وكلما قال قائل : اسحاق الموصلي . المغنى عشر مقارع ولا اطيق اكثر من هذا واعفى من الغناء والنسبة اليه وكان المأمون يقول لولا ما سبق لإسحاق على السنة الناس وشهرية من الغناء عندهم لوليته القضاء بحضرتي فانه اولى به واحق واعف واصدق تدنياً وامانة من هؤلاء القضاة قال : بقيت زماناً من دهري اغلس الى هشيم فأسمع منه الحديث ثم اصير الى الكسائي فأقرأ عليه جزءاً من القرآن واتي الغراء فأقرأ عليه جزءاً ثم أتى منصور زلزل فيضاربني طريقيين او ثلاثة ثم اتي عاتكه بنت شهدة فأخذ منها صوتاً او صوتين ثم اتى الاصمعي فأناشده ولآتي ابا عبيدهفإذا اكره ثم اصير الى ابي فاعلمه ما صنعت ومن لقيتا وما اخذت واتغدى معه واذا كان العشاء رحت الى الرشيد وقال الاصمعي خرجت مع الرشيد فلقيت اسحاق الموصلي بها فقلت له هل حملت شيئاً من كتبك ؟ فقال حملت ما خف فقلت : كم مقداره ؟ فقال ثمانية عشر صندوقاً فعجبت وقلت : اذا كان هذا ما خف فكم يكون ما ثقل ؟ فقال : اضعاف وكان الاصمعي يعجب بقول اسحاق :اذا كانت الاحرار اصلي ومنصبي وادفع ضيمي خازم وابن خازم عطست بانف شامخ وتناولت يداي الثريا قاعداً غير قائم وقال جعفر بن قدامه : حدثني علي بن يحيى المنجم قال : سأل اسحاق الموصلي المأمون ان يكون دخوله اليه مع اهل العلم والادب والرواة لا مع المغنين فاذا اراد الغناء غناة فأجابه الى ذلك ثم ساله بعد ذلك بمدة ان يكون دخوله مع الفقهاء فاذن له في ذلك فكان يدخل ويده في يد القضاة حتى يجلس بين يدي المأمون وقال : أي المأمون ولاكل هذا يا اسحاق وقد اشتريت منك هذه المسألة بمائة الف درهم وامر له بها .يا مشرع الماءومن شعر اسحاق الدال على اصل الغنائية فيه بيتاه اللذان جعلهما لعلوية ليغني بهما المأمون حين اعرض عنه اياماً والمحلأ في البيت الاخير هو الممنوع عن ورود الماء .يامشرع الماء قد سدت موارده .... امـا اليك طريق غيـر مسدودلحائم حام حتـى لا سبيل لـه .... محلأ عن طريق الماء مطرود
|
ثقافة
إسحاق إبراهيم الموصلي
أخبار متعلقة