اذار شهر الربيع والازدهار، والربيع كما نعرف هو أجمل الفصول واجمل أيام العمر المفعمة بالشباب والحب والعنفوان .واذار بنفحات عطرة قد احتضن مناسبة عظيمة في حياة البشرية منذ قرن وأكثر .. فلازالت صرخة الحرة كلارا زيتكين تصم الآذان من منبر كانت تعتليه لاحد المؤتمرات النسائية العالمية في برلين .في تلك اللحظات جاء الخبر المفيد عن نساء شيكاغو العاملات التي احرقتهن أيدي الرأسماليين ومتن حرقاً لانهن طالبن بمساواتهن في الاجور أسوة بإخوانهن الرجال وأعلن اضراباً على اثره اضرمت النار حولهن وقضوا فيها شهيدات .كان ذلك اليوم هو الثامن من آذار فاطلقت زيتكين صرختها الشهيرة لتعلن ان هذا اليوم هو عنواناً لنضال المرأة على مستوى العالم كله وانه يوم عيد لها .وهكذا ومنذ ذلك الحين والبشرية التقدمية وقواها الديمقراطية تحتفل بيوم المرأة العاملة العالمي وتحضر له قبل قدومه .. وكانت بلدنا في مقدمة البلدان المحتفية بهذا اليوم .. الا انه في السنوات الاخيرة بهت بريقه وتضاءلت فرحته رغم عظمه .. وهنا لا يسعني الا ان اتقدم لبنات جنسي ولكل القوى الحرة الديمقراطية بالتهاني الحارة وبالاماني الجليلة العبقة بروائح ازاهير آذار وعسى ان يكون هذا اليوم منطلقاً لحل مشاكل المرأة العالقة في مجتمعنا اليمني .ولاننا نعيش هذه المناسبة التي تستدعي منا اعادة النظر في كثير من المشاكل التي تعاني منها المرأة ، فالمناسبة ليست القاء الخطابات وتوزيع الكعك والهدايا وتوديع العيد عند غروب يومه .. بل لنجعلها وقفة امام معاناة المرأة المتزايدة والمتضخمة يوماً عن يوم بفعل الغلاء المستعر واستفحال الفقر وانتشار البطالة والأمية .. ونجد ان نصيب المرأة من هذه التركة المتنامية أكثر من فئات المجتمع لانها الام التي تعاني من بطالة ابنائها وزوجها واخيها ، وهي التي تتدبر شؤون المنزل وإدارة الاقتصاد المنزلي بدخل محدود لا يكاد يفي بحاجة اسرتها .وهناك حاملات الشهادات الجامعية الماكثات في المنزل لسنوات طويلة ، لم تتح لهن فرص العمل يعشن حالة احباط ويأس .ولاننا في نطاق المناسبة جدير بالمنظمات والاتحادات النسوية الاهتمام بالنساء السجينات دون عون قانوني وبعضهن بريئات وخصوصاً سجن الحديدة المركزي، وكذا سجن صنعاء المركزي وتنظيم زيارات ومحاضرات ارشادية لهن .ولاننا في نطاق المناسبة على هذه الاطر الممثلة للمرأة عليها ان تنشط بين اوساط النساء لتحريرهن من المفاهيم الخاطئة للدين التي تبثها بعض الابواق السلفية التي لا تعلم من الدين شيئاً سوى ارتداء القميص واطلاق اللحية وتنشط بصورة منظمة الامر الذي يعيد مجتمعنا الى عصور الكهوف ، واشراكهن في النهضة التنموية والاجتماعية والثقافية لتعيد التوازن لمجتمعنا حتى ننشىء اجيالاً سليمة لا تعاني من الاعاقة الاخلاقية والنفسية باعتبار الأم هي عمود الاسرة كما يقول الشاعر "الأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعباً طيب الاعراق" .ولاننا نعيش اجواء المناسبة حري بالمجتمع كله النهوض بالمرأة من خلال إنشاء مشاريع تنموية كفيلة بتوفير لقمة العيش لها لاحترام كرامتها وادميتها ، وحتى لا تكون سلعة متداولة تدفعها الحاجة الى ذلك .وهناك الكثير والعديد من هذه المشاكل المحيطة بالمرأة لا يسعني هنا سردها بهذه العجالة ولكنني اتمنى من الجهات المسؤولة والمعنيين ايلاء اهتمام أكبر بالمرأة لتخفيف معاناتها .وكل عام ونحن بخير
أخبار متعلقة