تمثال يعود للحضارة الاشورية معروض في المتحف الوطني العراقي في بغداد يوم 24 سبتمبر ايلول 2008.
بغداد/14اكتوبر/ (رويترز) : يظهر افريز بالمتحف الوطني بالعراق الملك الآشوري سارجون الثاني الذي حكم إمبراطورية فيما يعد الآن شمال العراق وهو يقتحم متراسا فيما يكدس الجنود الرؤوس المقطوعة امامه.ووقعت المنحوتات الحجرية الرائعة ذاتها -وهي من قصر حاكم نهب مدنا- فريسة للسارقين والمخربين بعد نحو 2700 عام عندما ترك الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق المتحف مفتوحا للسرقة دون رقيب.وتراجع العنف في أنحاء العراق إلى أدنى مستوياته منذ أربعة أعوام في الأشهر الأخيرة وبدأت القطع الأثرية تعود تدريجيا اذ أعيدت نحو ستة الاف من 15 الف قطعة او نحو ذلك فقدت في ايام قليلة عام 2003 .لكن السلطات العراقية لن تجازف بإعادة فتح المتحف حتى يستقر ويتوطد الأمن.وقالت أميرة عيدان مديرة دائرة الثقافة والآثار ومديرة المتاحف «دائما أقول الظرف الأمني يلعب الدور الأساسي في فكرة إعادة افتتاح المتحف الوطني العراقي.. لا يمكن المجازفة بإعادة افتتاح المتحف في ظرف امني قلق. لا يمكن المجازفة مرة اخرى بعرض كنوز ما لدينا من قطع أثرية اذا لم تأتينا ضمانات بأن الوضع الامني مستقر في بغداد وفي المنطقة التي حول منطقة المتحف العراقي 100 في المئة.»وما أصبح العراق الآن كان موطنا لإمبراطوريات شهدت فترات ازدهار وتدهور على مدى آلاف السنين في ميزوبوتاميا وهي مهد لحضارة بين نهري دجلة والفرات.ولاتزال إحدى اكبر المجموعات العالمية من كنوز ميزوبوتاميا حبيسة الصناديق الى حد كبير منذ الغزو عندما أظهرت لقطات تلفزيونية عراقيين ينقلون في مركبات ما تقع عليه أيديهم.وقالت عيدان «تعتبر جريمة ثقافية من أفظع الجرائم التي مر بها القرن الحديث.» وتولى الأمريكيون حراسة وزارة النفط وتركوا المتحف دون حراسة. وكان رد وزير الدفاع الأمريكي وقتها دونالد رامسفيلد «هذه الأشياء تحدث.!»وحتى قبل عمليات النهب عام 2003 تعرضت المواقع التاريخية في انحاء العراق الى النهب مرارا. وجعلت عقوبات الأمم المتحدة التي شلت البلاد والفقر المبالغ المالية التي يحصل عليها مهربو الآثار تتفوق على خطر القبض عليهم من جانب قوات الامن في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.وكنوع من التعويض على تراجع الأمن في الماضي اصبح الدخول الى المتحف صعبا حاليا.فقد مر مراسلو رويترز بنقطتي تفتيش عند قيامهم بزيارة خاصة للمتحف الشهر الماضي بعد أسابيع من الطلبات الرسمية المضنية.وخارج المتحف تختلط المدافع المغطاة بالنقوش والنصوص العربية بأرض مكسوة بالعشب تتناثر فيها القمامة.