موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس (الى اليسار) اثناء استقباله عزام الاحمد المسؤول في فتح أمس الأول الثلاثاء في دمشق
دمشق / 14أكتوبر / خالد يعقوب عويس : اجتمع ممثلون لحركتي حماس وفتح الفلسطينيتين المتنافستين في العاصمة السورية مساء أمس الأول الثلاثاء في جولة جديدة من محادثات تهدف الى محاولة تضييق الانقسامات بينهما التي ألحقت ضررا بالقضية الفلسطينية.وقال مسؤولون ان جولة المحادثات -وهي الثانية منذ سبتمبر - ستركز على القضية الشائكة المتعلقة بالسيطرة على اجهزة الامن الفلسطينية التي انقسمت بين قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس والضفة الغربية حيث تنشط فتح.ويتزعم فتح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي له علاقة مضطربة مع قيادات الحزب الحاكم في سوريا.وقال مسؤول في فتح رافضا اتهامات حماس بأن واشنطن تملي على فتح تحركاتها «ندرك ان المصالحة هي مصلحة وطنية فلسطينية».ويضم وفد فتح ماجد فرج وهو مسؤول كبير بالمخابرات الفلسطينية في حين يرأس وفد حماس موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.ولم يسمح للصحفيين بالوصول الى المحادثات التي تعقد في مقر لحماس على عكس الاجتماع الاول الذي عقد في سبتمبر عندما وافق الجانبان على المساعدة في احياء جهود مصرية لتضييق الانقسامات وأدليا بتصريحات ايجابية بشأن احتمالات المصالحة.والمحادثات بشأن التعاون الامني كان من المقرر اصلا ان تعقد في اكتوبر تشرين الاول لكنها الغيت بعد ان تبادل عباس والرئيس السوري بشار الاسد في قمة عربية كلمات غاضبة بشأن «المقاومة» ضد اسرائيل.وتستضيف سوريا -التي تدافع عن مبدأ المقاومة- قيادة حماس في المنفى لكنها تسعى الى استعادة مرتفعات الجولان المحتلة من اسرائيل من خلال مفاوضات سلام.وانهارت المحادثات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية عندما انقضى تجميد اسرائيلي جزئي استمر 10 أشهر للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية في سبتمبر الماضي.وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس الاسبوع الماضي ان المحادثات بشأن التعاون الامني مع فتح قد تضيق شقة الخلافات الفلسطينية لكنه لمح الى ان المصالحة عملية طويلة ومعقدة.والنزاع بين حماس الاسلامية التوجه وفتح التي تتبنى نهجا أكثر علمانية جلب لاعبين من المنطقة أبرزهم سوريا وايران ومصر اصبحوا يمارسون نفوذا لم يسبق له مثيل على السياسات الفلسطينية.وقال المعلق السياسي الفلسطيني علي بدوان انه على الرغم من ان مصر -التي توترت علاقتها مع سوريا- سمحت للمحادثات بأن تعقد في دمشق فان القاهرة ما زال لها تأثير كبير على النتائج من خلال دعمها لعباس.ولمصر حدود مع قطاع غزة الذي سيطرت عليه حماس منذ ان هزمت قوات فتح في 2007 .وقال بدوان «بالنسسبة للمصريين فان غزة مسألة أمن قومي... انهم يراقبون كل تحركات حماس».