تزامنت مع تصاعد التوترات للهيمنة على المنطقة المنتجة للنفط
البصرة/14 أكتوبر/رويترز:قالت الشرطة العراقية إن 40 قتلوا وأصيب أكثر من 125 في تفجير ثلاث سيارات ملغومة في تتابع سريع بمدينة العمارة التي تقطنها غالبية شيعية في جنوب العراق أمس الأربعاء. ويعتبر هجوم الأمس في العمارة من أكثر الهجمات التي أوقعت قتلى في العراق خلال أشهر, وجاء في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات في منطقة جنوب العراق المنتجة للنفط, حيث تتنافس فصائل شيعية متناحرة على الهيمنة على المنطقة مع تقلص أعداد القوات البريطانية هناك. وقال مصدر شرطة ان 40 قتلوا في العمارة، بينما قال مسؤول بالمجال الطبي إن 39 لقوا مصرعهم في حين أصيب أكثر من 125 . وفجرت السيارات في شارع رئيسي في العمارة عاصمة محافظة ميسان. وقال مصدر الشرطة إن مستشفيات المدينة مكتظة بالمصابين. وذكرت الشرطة ان معظم القتلى سقطوا في التفجيرين الثاني والثالث حين تجمع المارة بعد الانفجار الأول الذي وقع في ساحة لوقوف السيارات. ونجا جنوب العراق إلى حد كبير من أعمال العنف الطائفية التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد وأجزاء أخرى في العراق. كما يندر حدوث انفجارات بسيارات ملغومة في جنوب العراق. لكن التوترات مازالت مرتفعة في أنحاء منطقة الجنوب الغنية بالنفط حيث تتقاتل الفصائل المتناحرة من اجل النفوذ مع انسحاب القوات البريطانية، ومنها ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ومنافسه الرئيسي المجلس الأعلى الإسلامي العراقي. وأكد الجيش البريطاني الذي سلم المسؤولية عن الأمن في ميسان إلى السلطات العراقية في ابريل ان قنبلة انفجرت في العمارة لكن لم تتوفر لديه تفاصيل أخرى. ووقعت التفجيرات بعد ثلاثة أيام فقط من قيام جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني بزيارة قصيرة للقوات البريطانية في محافظة البصرة المجاورة. ويتوقع ان تسلم بريطانيا السيطرة الأمنية الأسبوع القادم في محافظة البصرة إلى القوات العراقية. وينهي ذلك سيطرة بريطانيا على الأمن في أربع محافظات جنوبية كانت تتولى المسؤولية عنها في وقت من الأوقات. وقال شاهد في العمارة التي تقع على بعد 365 كيلومترا جنوب شرقي بغداد ان الانفجار الأول حدث في مكان لإيقاف السيارات والثاني في سوق. وقالت قناة «الفرات» التلفزيونية العراقية انه تم اعتقال رجلين يشتبه في تورطهما في الانفجارات. وقبل عام تفجرت في العمارة اشتباكات بين الميليشيات والشرطة مما استوجب إرسال مئات من القوات العراقية. وزاد من التوترات في جنوب العراق في الأشهر الأخيرة اغتيال اثنين من المسؤولين الإقليميين. كما قتل مسؤولون كبار بالشرطة. ويخشى محللون ان تصعد الفصائل الشيعية من معركتها من اجل الهيمنة السياسية مع خفض بريطانيا لحجم قواتها في جنوب العراق. لكن لم يحدث حتى الآن أي تصعيد في الاقتتال بين الفصائل الشيعية في مدينة البصرة، وهي أكبر مرفأ في جنوب العراق ويمر منه معظم صادرات العراق النفطية.