مقتل جنديين أميركيين وسفير واشنطن يحذر من الانسحاب من العراق
كوبنهاجن/بغداد/ 14 أكتوبر/رويترز: أعلنت الدنمرك أمس الجمعة أنها نقلت جوا من العراق هذا الأسبوع وبشكل سري نحو 200 مترجم وموظف عراقي عملوا مع قواتها في العراق وأيضا أسرهم وأن الغالبية ستطلب حق اللجوء إلى البلاد. وقالت وزارة الدفاع الدنمركية في بيان "انطلاقا من القلق على أمن المترجمين الفوريين وأسرهم وأيضا على أمن القاعدة الدنمركية في العراق رأت وزارة الدفاع ان تبلغ الرأي العام بعد مغادرة المترجمين الفوريين والآخرين العراق." وذكرت الوزارة ان عملية الإجلاء الجوي شملت "نحو 200". ولم يمكن لمتحدث باسم الوزارة تقديم العدد الدقيق لكنه قال ان غالبية العراقيين الذين نقلوا جوا إلى الدنمرك هم مترجمون وأسرهم. وصرح بو اريك ويبر سفير الدنمرك في العراق بأن الخطوة جاءت بعد مقتل عراقي عمل مترجما فوريا للدنمركيين في العراق في ديسمبر. وقال ان نحو 80 من الذين نقلوا جوا هم موظفون وان الباقين أفراد من أسرهم. وقال ويبر "لقد عملوا لنا نحو أربع سنوات ومن شعر أن أمنه مهدد في العراق منح تأشيرة لدخول الدنمرك" وهناك يطلبون حق اللجوء. وأحجمت بريطانيا والولايات المتحدة عن قبول أعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين بينما تشددت دول أوروبية أخرى في قبولهم. وتشارك الدنمرك بقوة قوامها 470 جنديا في جنوب العراق تعمل تحت قيادة بريطانية. وستسحب كل قواتها البرية من العراق في أغسطس وتستبدلها بوحدة هليكوبتر يعمل فيها 55 جنديا. ميدانياً قتل جنديان أميركيان متأثرين بجروحهما وجرح ثالث في هجومين استهدفا دوريتهما في العاصمة بغداد. بعد إصابتهما بجروح في انفجار عبوة ناسفة الخميس شرق العاصمة العراقية بغداد، بينما عثر على سبع جثث لعناصر من الشرطة قتلهم مسلحون جنوبي المدينة نفسها.وأوضح بيان للجيش الأميركي أن الجندي الأول قتل بعد انفجار عبوة قرب عربة عسكرية تقل عددا من الجنود في شرق بغداد، في حين أن الثاني قتل في هجوم آخر أثناء قيامه بدورية في محيط محافظة بغداد وأصيب في الهجوم الثاني جنديا ثالثا.وجاء مقتل الجندي الأميركي بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع البريطانية مصرع ثلاثة من جنودها في البصرة جنوب العراق في اليوم نفسه.ومن جهة أخرى أعلنت الشرطة العراقية والجيش الأميركي أن متمردين خطفوا وقتلوا سبعة من عناصر الشرطة العراقية قرب الإسكندرية جنوبي العاصمة.وقال الضابط بالشرطة سعد التميمي إن وحدة من عناصر الشرطة يقودها المقدم سلمان منشد وقعت في كمين مساء الأربعاء في قرية المويلحة.وأكد التميمي أن القوات الأميركية والعراقية عثرت الخميس على جثث الضحايا في محافظة بابل بعد عملية بحث نفذتها في المنطقة.
وفي تطورات أمنية أخرى قالت الشرطة إنها عثرت على 17 جثة ملقاة في أماكن متفرقة من بغداد يوم أمس الأول، بينما ذكر الجيش الأميركي أن قواته احتجزت رجلا تعتقد أن له صلات بإيران خلال غارة في اليوم نفسه قرب بعقوبة شمالي العاصمة، وأضاف الجيش أنه يشتبه في أن الشخص الموقوف يساعد في تهريب قنابل تزرع في الطرق من إيران للعراق.وفي موضوع ذي صلة، قرر البنتاغون تمديد خدمة 2200 من جنود مشاة البحرية (المارينز) في العراق شهرا بهدف مواصلة العمليات في محافظة الأنبار غربي العراق.وستستمر هذه القوات في الأنبار إلى نهاية سبتمبر المقبل على أقل تقدير، وهو الموعد المنتظر ليقدم البنتاغون تقريرا عن مدى التقدم الذي حققته خطة الرئيس جورج بوش لأمن العراق التي أعلنها مطلع العام الجاري.إلى ذلك حذر السفير الأميركي في العراق رايان كروكر من سحب غير مشروط لقوات بلاده من العراق، قائلا إن ذلك قد "يعطي إيران مجالا أكبر" لتوسيع نفوذها في المنطقة، وقد يخلق أيضا "مناخا مريحا لعمل" القاعدة ويتسبب في إذكاء العنف الطائفي.وقال كروكر أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي إنه على الرغم من أن القوات الأميركية لا يمكنها البقاء هناك إلى الأبد، فإن عليها أن تبقى مدة طويلة تمكن القوات العراقية من حماية المواطنين بنفسها.وفي سياق أخر أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن العملية السياسية في العراق ستشهد انفراجاً والمزيد من التحرك في الأيام المقبلة "لحل العقد السياسية" التي طرأت في بغداد خلال الأسابيع المقبلة. لافتاً إلى أن أول التحركات التي تساعد على الانفراج السياسي كانت في عقد اجتماع للمجلس السياسي للأمن الوطني ومشاركة جميع الأطراف فيه قبل أيام.وأشار زيباري إلى عودة النواب عن التيار الصدري وجبهة التوافق إلى البرلمان العراقي، مضيفاً أن الائتلاف العراقي الموحد سيقدم لائحة بأسماء 6 وزراء لملء الشواغر، في وقت يواصل رئيس الوزراء نوري المالكي اتصالاته مع جبهة التوافق لتعاود المشاركة في الحكومة.من جانب آخر، أفادت مصادر عراقية أن رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي طالب بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم أحمد.وذكرت تلك المصادر أن علاوي وصف سلطان هاشم أحمد أنه "رجل مهني كان يؤدي الواجب المنوط به، وليس مجرم حرب" وذلك في خطاب أرسله إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.واتهم علاوي الذي يترأس القائمة الوطنية في مجلس النواب العراقي القضاء العراقي بعدم الاستقلالية وقال إنه يدار من قبل أحزاب سياسية وحكومات، وقال علاوي في خطابه "إن القضاء العراقي ليس فاعلاً والدليل أن هناك الكثير من عمليات الاجتثاث (لحزب البعث الذي ينتمي إليه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين) قد تمت ضد مواطنين عراقيين عزل لم يرتكبوا أي جرم يذكر".وتولى سلطان هاشم وزارة الدفاع أيام حكم صدام ووجهت إليه اتهامات ثم أدين لتورطه في حملة الأنفال العسكرية ضد الأكراد في عامي 1987 و1988م.