ترجمة/ طارق السقاف [c1]الفصل العاشر بيتنا القديم[/c] ُسمح لي بأن أخرج مع بيتي من غرفتي الواقعة أسفل الأرض إلى الهواء الطلق، كانت الصحراء حارة جدا بسبب أشعة الشمس الحارقة ، كان هناك حوالي عشرون جنديا حولي يراقبونني بحذر. كانت بيتي تحاول كل جهدها كي تساعدني على التذكر، لقد أخذتني صوب مدينة مهجورة في تلك الصحراء بالقرب من القاعدة العسكرية، كانت بالفعل كئيبة وكأن حريقا كان قد نشب فيها في الماضي...فسألتها “هل والدي من أضرم النار فيها؟” قالت وهي تشجعني على التذكر “كانت هذه المدينة فيما مضى مأهولة بالسكان، لقد عشت أنت وأنا في طفولتنا هنا ياعزيزي”. حاولت التذكر ولكني لم أستطع. وفجاة جال بصري بمنزل، توجهت إليه، كان مظلما للغاية من الداخل. سالت بيتي “لماذا أحضرتني إلى هنا؟هل تعتقدي بأن ذلك سيساعدني على التذكر؟ فقالت “ربما، وربما لا، ولكن علينا أن نحاول”. قلت لنفسي بمرارة وألم “وما الفائدة من المحاولة فحتى لو تذكرت، فمصيري معروف وهو القتل لأنني بالفعل أشكل خطرا على المجتمع”، سألتها بحزن “لماذا تفعلين كل هذا من أجلي يا بيتي؟” ردت بهدوء لكن بثقة “لأنني أحبك يابروس” ، بالرغم من شعوري الذي لا يوصف بالسعادة من قولها هذا، إلا انني لم أستطع إخفاء حزني وألمي لمصير حبنا المحكوم عليه بالفشل من وجهة نظري على الأقل، فقلت لها “كيف لك أن تحبينني ياعزيزتي؟ فأنا لا أعلم من أكون بالضبط؟ هل أنا بروس أم الوحش هلك؟” قلت هذا وأشحت بوجهي عنها، وقلت “أريد العودة الآن” ...عدت وبيتي إلى القاعدة الصحراوية وإلى غرفتي الخاصة الواقعة تحت الأرض. كنت قد عرفت بأن تالبوت موجود في القاعدة الصحراوية....وأصبح الآن يضمر لي شرا....بعدها بأيام قليلة ُفتحت نوافذ غرفتي - كان في الواقع سجنا وليس غرفة - وأطلت منها العديد من الرشاشات المصوبة نحوي، بعدها إقتحم سجني العديد من الجنود وكان تالبوت قائدهم ، في الواقع أصبح هو المسئول الأول عن القاعدة الصحراوية بدلا من الجنرال روس والد بيتي. قال لي ساخرا “أهلا يابروس، كيف حالك؟ هل كان الطعام شهيا اليوم؟” ، لم أعر سخريته أي اهتمام فقلت له “ماذا تريد؟” فقال لي وهو لايزال محتفظ بنظرته الساخرة نحوي “في الواقع نريد عينة من خلاياك لفحصها في مختبر القاعدة، ولكننا لا نريد خلايا بروس بل الخلايا الخضراء للوحش هلك” ، صعقت لسماع قوله، فبدأت أفكر ربما كان بعض قادة الجيش يريدون عينة من خلايا الوحش هلك وزرعها على الجنود حتى يكونوا أقويا مثل هلك...كانوا يريدون هذا لأهداف استعمارية، كي يصبح جيش الولايات المتحدة أقوى جيش في العالم...لكني لن اسمح لهم بذلك، لن اسمح بتكرار نفس الجريمة، فقلت لتالبوت بصرامة “لن أسمح لكم بأخذ عينة مني” ، هنا صرخ تالبوت بغضب وقال “بل سنأخذ هذه العينة..شئت أم أبيت...حيا كنت أم ميتا..قال هذا وغادر حجرتي على الفور وتبعه جنوده. عندها أيقنت بأن والدي لم يكن المجنون الوحيد الذي ارتكب تلك الجريمة، بل جميع العاملين في القاعدة الصحراوية. [c1] كلية التربية /صبر/قسم اللغة الانكليزية
أخبار متعلقة