مسقط / متابعات :أقيم حفل افتتاح المهرجان السنوي للفنون التشكيلية تحت عنوان «قابوس السلام وعمان أرض الحضارات» وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، وذلك بمركز عمان الدولي للمعارض، واشتمل حفل الافتتاح على كلمة ترحيبية بصاحب السمو راعي الحفل والضيوف، كما تضمنت شرحا عن المهرجان الذي يقام لأول مرة في السلطنة، الذي شمل مختلف الفئات وهو يتزامن مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الأربعين.وألقت الشاعرة رحاب السعدية قصيدة شعرية مزجت فيها الكلمات بالألوان ومطلع قصيدتها: «الشعر لونه فن وحروفه التشكيل، لأن المعاني كم طير عليه فنون»، كما ألقى الشاعر أحمد المشتي من الجمهورية السورية قصيدة بهذه المناسبة كان مطلعها: «علقت حرفي على نقط موازينا، وجئت أشدو عمان الحب تكوينا».بعدها عرض فيلم عن نادي التصوير الضوئي وعرضت فيه الصور الحائزة على المراكز المتقدمة في المسابقات الدولية، تليه إلقاء قصيدة شعرية مشتركة للشاعرين فهد سرور ومطر البريكي حملت عنوان «قابوس السلام وعمان أرض الحضارات»، ثم قام راعي الحفل بتدشين المهرجان والتجول بين أجنحته المختلفة التي تنوعت معروضاتها بين اللوحات الفنية والصور والمجسمات والمنحوتات.واحتوى هذا المعرض على أجنحة مختلفة وهي المعرض الثامن عشر للفنون التشكيلية والمعرض الرابع عشر للشباب، والمعرض السابع عشر للتصوير الضوئي، والمعرض الشخصي لمعالي محمد بن الزبير، والمعرض الشخصي للفنان خميس المحاربي، ومعرض الأربعين إنجازا، والمعرض الخامس للخط العربي، ومعرض شخصي للشيخ هلال الرواحي، والمعرض الخامس للخط العربي والتشكيلات الحروفية، ومعرض الطلاب الموهوبين والمبدعين من مختلف مناطق ومحافظات السلطنة، مع معرض لرؤساء الجمعيات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.وضم معرض «الأربعين إنجازا» أربعين لوحة تجسد أربعين فكرة لأربعين فناناً من أعضاء الجمعية بمختلف فروعها، تختصر في معانيها مئات الإنجازات التي تحققت في هذا العهد الزاهر، ولأن إنجازات التنمية التي تحققت خلال الأربعين عاما من عمر النهضة أكثر من أن تحصى أو تحصر قائمة على تقديم نماذج من «ملتقى الأربعين إنجازا» ، فإن فكرة الإنجازات يختارها الفنان بحسه وذوقه، وهي النماذج القريبة من وجدانه، وفي هذا الملتقى يلمع في سماء الفكرة رقم الأربعين، في إشارة واضحة إلى الوطن الذي يعيش عيده الوطني الأربعين، بمثابة هدية محبة ولمسة وفاء يقدمها الفنانون إلى باني العهد الزاهر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه، إذ العيد الوطني الأربعون يفجر في الأذهان أحاسيس الفن والجمال، ويفتح في المهج زهور القرائح، ليتضوَّع معها شذى الإبداع، الذي يتجسد في كل هذه الأعمال، لتصبح شكلا من أشكال الفرح الفني الوطني.واحتوى المعرض الشخصي لمعالي محمد بن الزبير الذي أسماه بمعرض «عالمنا الجميل» واحتوى على مجموعة من الصور الضوئية، وهي تركز على العجائب الطبيعية والبيئية التي استحدثها الإنسان، كما توثق بعض رحلات معالي محمد الزبير وتعكس مغامراته لاكتشاف الطبيعة، وتسلط الضوء عبر الصور الجوية على بعض المواقع الشهيرة، وبعضها غير معروفة في أرجاء متفرقة من العالم.معالي محمد بن الزبير أحد كبار رجال الأعمال في السلطنة، كان أول رئيس لغرفة تجارة وصناعة عمان التي أنشئت عام 1972، وقد أسس قبل ما يزيد عن ثلاثة وأربعين عاما مؤسسة الزبير، إحدى مؤسسات الأعمال الرائدة في سلطنة عمان.ومنذ عام 1974 شغل معاليه عدة مناصب حكومية منها وزيرا للتجارة والصناعة ورئيسا لجامعة السلطان قابوس، ويتولى حاليا منصب مستشار جلالة السلطان للتخطيط الاقتصادي.ويقوم معالي محمد بن الزبير بدعم مختلف أنواع الفنون وقد أنشاء عام 1998 متحف بيت الزبير، الذي يلعب دورا مهما بالتعريف بالتراث العماني وتشجيع الفن الحديث.وفي عام 2002 كان معالي محمد الزبير ضمن أوائل المصورين في العالم الذين أصدروا كتبا تحوي صورا باستخدام كامل للتقنية الرقمية مستخدما آلات تصوير مختلفة مثل كانون ونيكون وفوجي وهزال بلاد في بعض الأحيان. وهو يعتمد على تسخير تقنيات البرمجة الحديثة لإظهار صوره بالطريقة التي يعتقد أنها تماثل الواقع.كما احتوى المعرض الشخصي للشيخ هلال الرواحي على أربعين لوحة حروفية، بألوان مختلفة تجمع بين الأسود والأحمر والبني والأصفر و«الزري» وتتضمن آيات قرآنية، وأبياتا شعرية وقطعا أدبية، من الحكم والنصائح والأشعار والأمثال والأقوال الشهيرة، وقد كانت موهبة الشيخ بارزة عنده منذ الصغر فقد نشأ وترعرع وهو يقتبس فن الخط من أبيه الذي كان يعمل خطاطا للسلطان برغش ابن سعيد ومنذ شبابه المبكر ظهرت موهبته في الكتابة والخط بكتابات قرآنية تزين الجدران الخشبية وأبواب القصر الذي بناه السلطان برغش ولا يزال موجودا حتى اليوم وكان الشيخ هلال مقلدا والده، ومتتبعا طريقته في الكتابة، ومقتفيا أثره في هذا الفن البديع.ونظرا لاهتمام الشيخ هلال بفن الخط سافر إلى مصر لينمي موهبته بالممارسة والاضطلاع حيث التقى بالفنان الشهير الخطاط محمد عبدالقادر وتدرب على يديه، ثم رحل إلى البحرين حيث عمل كخطاط للعائلة المالكة هناك. في 1975 عاد إلى عمان وانضم إلى سلك العمل الحكومي حيث كان الخطاط العماني الأول للسلطان قابوس بن سعيد إذ كان يعمل على المراسلات اليومية فضلا عن مشروعات خاصة مثل المخطوطات وكتابة الكثير من الآيات القرآنية والرسائل السلطانية.أصبح الشيخ هلال مديرا لإدارة زخارف وبراءات الاختراع، وحصل على وسام من الدرجة الثالثة من السلطان في عام 1991 م . ولا يزال الشيخ هلال يتمتع بممارسة مهارته الفنية بين أبنائه وأحفاده في منزله الكائن في مسقط. أعماله الفنية تزين العديد من المساجد والقصور بما فيها مسجد السلطان الأكبر وبيت البركة، فضلا عن المطار السلطاني، بالإضافة إلى المعارض الأخرى التي زخر بها مركز عمان الدولي للمعارض.
تدشين المهرجان السنوي للفنون التشكيلية.. تسعة معارض تنير دروب الإبداع في عمان
أخبار متعلقة