لينا جحلانريما يكون العنوان مستفزاً وربما يكون طرحاً جديداً أن نتحدث عن عقوق الآباء والأمهات لأولادهم ، وذلك انطلاقاً من مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم وليعلموا أن الأضرار التي يسببونها لأولادهم ستبقى إلى الأبد وكبيرة . فيا أيها الآباء لاتعقوا أبناءكم حتى لايعقك ولدك فعقوبة الأبن أغلظ وأقوى في الدنيا والآخرة لهذا العقوق ، فعقوق الوالدين من المعاصي التي تعجل بها العقوبة في الدنيا ولها عقوبة في الآخرة ومن المعاصي التي تورث وتنتظر ولا تمحي . فلا تعقوا أبنائكم فيعقهم أبناؤهم وتصبح سلسلة من العقوق والمعاصي والذنوب والخيبة والوبال في الدنيا والآخرة .وعقوق الآباء للأبناء يأتي في عدة صور منها هجران احد الآباء للأبناء أو التفرقة في المعاملة وكذا إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد وأن الأبناء دائماً على خطأ وأيضاً من صور العقوق الاستبداد في الرأي وخاصة إذا كان هذا الرأي متعلقاً بالأولاد وغيرها من الصور ، فعقوق الآباء للأبناء موجود منذ الأزل (فقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين أشكو إليك عقوق ولدى ، فقال : ائتني به ، فجاء الولد إلى عمر ، فقال عمر : لم تعق أباك ؟ فقال الولد : يا أمير المؤمنين ماهو حقي على والدي ؟ فقال عمر : حقك عليه أن يحسن اختيار أمك ، وأن يحس اختيار اسمك وأن يعلمك القرآن ، فقال الولد : والله مافعل ابي شيئاً من ذلك ، فالتفت عمر إلى الوالد وقال : انطلق لقد عققت ولدك قبل أن يعقك ) .فعقوق الوالدين للأبناء ينشئ أبناء غير أسوياء سلوكياً وذلك لاحتياجهم للعاطفة وكذا قد يصيبهم هذا العقوق بأمراض عصبية واكتئاب وأمراض القلق وفقدان الثقة بالذات والآخرين وغيرها من الإضرار النفسية التي تصيب الأبناء ، أيها الآباء العاقون أبناءكم، من يوقف هذه الدموع البريئة في أعين الأبناء؟ فما اشد هذه المعاناة التي تقع عليهم. ليس اليتيم من انتهى أبواه .. وخلفاه في هم الحياة ذليلاً أن اليتيم هو الذي ترى له .. أماً تخلت أو أباً مشغولاً العقوق من أمراض المجتمع التي يجب الانتباه لها وأن توظف لها الطاقات المتنوعة من دور العلماء في الدعوة وخطب الجمعة ودروس العلم وكذا وسائل الإعلام المختلفة لإبراز تأثير العقوق في حياة الناس خاصة في ظل العولمة التي نعيشها والتأثيرات المتبادلة بين الحضارات من جراء ثورة الاتصالات .
أخبار متعلقة