القاهرة/ محمد الحمامصي : في تاريخ مصر الحديث عائلات مصرية صنعت تاريخها، كانوا صناعاً للقرار، بنائين للفكر المصري الحديث، من تلك العائلات المصرية العائلة السليمية، أو عائلة محمد محمود باشا رئيس وزراء مصر قبل 52. لذا قامت مكتبة الإسكندرية بدراسة تاريخية على مدار أربع سنوات لهذه العائلة كبذرة للمشروع العملاق الذي ترعاه المكتبة «مشروع ذاكرة تاريخ مصر الحديث والمعاصر» الذي يعد أول أرشيف إلكتروني لتاريخ مصر من خلال الصور والوثائق؛ والذي تأمل المكتبة أن مدخلاً للتأريخ للعائلات المصرية الكبرى. صدر كتاب « العائلة السليمية.. سيرة عائلة من صعيد مصر» وهو يتحدث عن عائلة من أكبر عائلات مصر، عائلة محمد محمود باشا، رئيس وزراء مصر قبل ثورة 1952، وقد وصل الأمر بها إلى أن عرض على أحد أفرادها - وهو محمود باشا سليمان - حكم مصر خلال الحرب العالمية الأولى فرفض، وكان هذا الموقف من المواقف التي يفتخر بها محمد محمود باشا، خاصة أمام الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، والذي كان دائماً يردد عبارة « أنا ابن من عرض عليه مُلك مصر فأبى».يعود أصل العائلة السليمية إلى قبيلة بني سليم العربية، من أحد بطونها وهو بطن جامع مؤسس العائلة، وقد استقر مؤسس تلك العائلة في بقعة تقع على الشاطئ الشرقي للنيل عرفت فيما بعد باسم ساحل سليم في محافظة أسيوط الحالية. وقد أثمرت شجرة العائلة السليمية عن العديد من الشخصيات التي أثرت الحياة المصرية في العصر الحديث؛ مثل محمود بك محمد محمود، ابن محمد محمود باشا الذي تولى رئاسة ديوان المحاسبة قبيل ثورة 1952، وكشف عن فضيحة تجاوزات حملة فلسطين التي عرفت بفضيحة الأسلحة الفاسدة؛ والمهندس همام محمد محمود مؤسس علم هندسة الإلكترونيات في مصر.خرج الكتاب الشيق في 344 صفحة ليلقي الضوء على المصادر غير النمطية للمواد الوثائقية، أي تلك المواد التي مصدرها الدولة، كذلك ليوجه الأنظار نحو الجنوب، إلى صعيد مصر منبع الأسرار و الأصالة. ويستهل الكتاب بالحديث عن أعيان الريف في القرن التاسع عشر، وأصل العائلة السليمية، ثم محمود باشا سليمان وحزب الأمة، ثم ثورة 1919، والأعمال الخيرية لمحمود باشا سليمان. أما الجزء الثاني فيسرد سيرة محمد محمود باشا: ميلاده ونشأته، وسيرته الذاتية وتدرجه في المناصب السياسية حتى وصوله لمنصب رئيس وزراء مصر ثم يستعرض الفترة الأولى والثانية والثالثة والرابعة. كذلك يتوغل الكتاب في سياسة محمد محمود باشا، سواء السياسة الخارجية والعلاقات الدولية مع دول العالم والاتفاقيات التي ساهم في خروجها للنور، والقضايا الدولية التي كان له دوراً فيها، ثم السياسة الداخلية للدولة سواء في مجال التعليم أو الصحة أو الشئون الاجتماعية أو الاقتصاد أو الدفاع، ويتعرض الكتاب لعلاقة محمد محمود باشا بالقوى السياسية في مصر، وعلاقته بالانجليز، والقصر، والوفديين، والاخوان المسلمين، والأحزاب الأخرى التي كان لها تواجد سياسي في تلك الفترات. وفي الجزء الأخير يتحدث الكتاب عن وفاته ويعرض لخطابات التعزية التي تلقتها أسرته، ثم يتحدث الكتاب عن رجال في العائلة السليمية كانت لهم معارك مشهوده في الحياة المصرية، ومنهم: حنفي محمود باشا وقضية نزاهة الحكم، ومحمود بك محمد محمود وديوان المحاسبة، وهمام محمد محمود وهندسة الالكترونيات. وقد قام على انجاز هذا الكتاب فريق عمل متميز، ساهم في إخراج هذا العمل، وإنجاز المشروع في الوقت المحدد له، وعلى رأسهم المستشار العلمي عماد بدر الدين أبو غازي، ومنسق توثيق المجموعة الأرشيفية لمحمد محمود باشا، الباحث محمد السيد حمدي، وعدد من الموثقين هم: صبري العدل، وأحمد مصطفى، وأحمد نبيل، ومحمد سعد جابر، أحمد القلشاني، وأحمد سمير حبيب، مسئول تكنولوجيا المعلومات، ومكرم سلامه جامع المجموعات التذكارية، والمصور الفوتوغرافي محمد منير، كما قامت بالإخراج الفني للكتاب هبه الله حجازي.
(العائلة السليمية) كتاب يروي سيرة عائلة من صعيد مصر
أخبار متعلقة