المالكي (إلى اليمين) أثناء استقباله بايدن في بغداد يوم أمس السبت.
بغداد/14 أكتوبر /رويترز : أجرى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن محادثات مع مسؤولين عراقيين في بغداد يوم أمس السبت وسط خلاف بشأن قرار منع عشرات المرشحين من خوض انتخابات مارس للاشتباه في وجود صلات لهم بحزب البعث الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين.وأثار القرار الذي اتخذته لجنة مستقلة غضب السُنة الذين هيمنوا على العراق لأكثر من عقدين في عهد صدام ويرونه محاولة لتهميشهم ما يلقي بالشك على شمولية ومشروعية انتخابات السابع من مارس .لكن مسؤولين أمريكيين يقولون بصورة غير معلنة ان الطريقة المتعسفة التي وضعت بها القائمة فيما يبدو والشكوك التي تكتنف شرعية اللجنة قد تقوض الانتخابات. لكن المسؤولين العراقيين قالوا لبايدن إنهم ليسوا في حاجة للتدخل الأمريكي ولم يطلبوه.وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية لرويترز بعد أن اجتمع بايدن مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي ان موضوع المحاسبة والعدالة قضية عراقية لا دور لاطراف أجنبية فيها ولا دور للنفوذ الاجنبي.وأضاف أن بايدن ليس له دور في هذه القضية وانه لم يأت ليتدخل في هذه القضية وانما ليساعد العراق في علاقاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.وبدأ العنف الطائفي بين الأقلية السنية والأغلبية الشيعية الذي أطلقه الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 يتراجع.لكن الامن العراقي لا يزال هشا وكثيرا ما يختبر في التفجيرات الانتحارية واعمال القتل التي ينفذها من يشتبه بانهم متمردون سنة مثل تنظيم القاعدة او هجمات ينحي مسؤولون امريكيون باللائمة فيها على ميليشيات شيعية تدعمها ايران.وانتخابات مارس هي اختبار حاسم لقدرة العراق على الحفاظ على الامن وبناء مستقبل يعمه الاستقرار والرخاء في ظل اتفاقات النفط التي تقدر بمليارات الدولارات والتي بدأ العراق توقيعها مع شركات نفط عالمية.ومن بين المسؤولين الذين اجتمع معهم بايدن حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي الذي يشرف على صفقات مع شركات النفط من شأنها أن تنقل العراق الى الترتيب الثالث بدلا من الترتيب الحادي عشر بين الدول المنتجة للنفط وتجعل انتاجه من الخام منافسا للانتاج السعودي.وأضاف بايدن مازحا أثناء التقاط صور «أود أن أقول في ضوء رخائكم المكتشف حديثا اني متاح للتبني.»ولكن الخلاف على الانتخابات من الممكن أن يكون خطيرا.وقاطع السُنة الانتخابات العامة الأخيرة في 2005 ما عزز الغضب واذكى التمرد ضد القوات الامريكية والحكومة التي يقودها الشيعة. وذلك قد يحدث مرة أخرى اذا شعر السنة بأنهم استبعدوا ظلما من هذه الانتخابات.وقال مسؤول أمريكي رافق بايدن في ثالث زيارة له للعراق منذ انسحاب القوات الامريكية من المراكز الحضرية في يونيو حزيران الماضي انه واثق من أن العراقيين سيحلون هذه الازمة.وقال انتوني بلينكين مستشار بايدن للامن القومي «اقول بناء على ما حدث في الشهور الاخيرة على الاخص إن ماشهدناه هو قدرة متنامية وكبيرة للعراقيين على حل خلافاتهم ونزاعاتهم عبر العملية السياسية.«ولذلك اعتقد انه لا مكان للولايات المتحدة أو أي دولة أخرى لحل هذا النوع من المشكلات للعراقيين لانهم يظهرون انهم قادرون تماما على حلها بأنفسهم».ويزيد بالفعل عدد الساسة الشيعة عن نظرائهم السنة في القائمة التي تضم 511 شخصا ممنوعين من الترشح. واستهدف الحظر بالأساس الجماعات العلمانية المتوقع ان تبلي بلاء حسنا في الانتخابات على حساب الاحزاب الإسلامية الشيعية التي هيمنت على الحكم في العراق منذ الغزو.