فن تشكيلي
لقاء / أمل حزام :وقفت هنيهة أمام لوحات بريشة رسام يتلاعب بالألوان والخطوط ليولد إبداعاً في لحظة الهام تعبر عن مأساة أو قصص أخرى من الواقع متشبعة بلمسات رائعة تملأ اللوحة بالحياة وتجعلك تتلهف وأنت تتأمل هذه الإبداعات وتركب معها رياح التاريخ وعصوراً قديمة تجعل كل لوحة تنطق بروعة المشهد في مقابلة خاصة للرسام التشكيلي سعيد محمد العلاوي من المملكة العربية الشقيقة في لقاء خاص لـ (14 أكتوبر). * متى أصبحت رساماً تشكيلي ؟- ظهرت على الساحة التشكيلية بعد دعوتي لزيارة بيت التشكيليين بجدة من أستاذي الفاضل والمربي الجليل الفنان القدير / عبد الله نواوي بعد أن زارني كمشرف تربوي للمدرسة وشاهد أعمالي مع تلاميذي فيها وطلب مني الإشراف على مسابقة رسوم الأطفال طيلة شهر رمضان المبارك لعام 1417هـ والتي كانت بدعم من مركز الجمجوم التجاري بجدة وأشرف على المسابقة إدارة بيت التشكيليين المتمثلة برئاسة الفنان الخلوق/ هشام بنجابي ونائبه الفنان العظيم / عبد الله نواوي هذا قبل 12 عاما وخلال هذه الفترة كنت أيضا أزاول الرسم مع مجموعة من الفنانين بقصد تبادل الخبرات عن طريق الاحتكاك المباشر بهم مثل الفنان إبراهيم بوقس وخالد الأمير وعبد الله إدريس وخالد زيني وعمر طه وفائز أبو هريس وتعرّفت أكثر على بعض التقنيات المستخدمة وهذا هو عمري الزمني الحقيقي للظهور على الساحة التشكيلية وبداية المشاركات في المعارض داخليا وخارجيا .
* كم معرضاً ساهمت فيه داخل وخارج البلاد؟- المعارض التي ساهمت فيها كثيرة جدا سواء داخلية أو خارجية فالمعارض الفردية هي أربع معارض الأول كان منها في الإسكندرية بمصر الشقيقة وثلاثة معارض داخل السعودية ( جدة ومكة والدمام)أما المعارض الجماعية الداخلية فقد بلغت أكثر من 100 معرض والمعارض الجماعية الخارجية أكثر من 30 معرضا.* ما هي أنوع الرسومات التي ترسمها ولماذا؟- أرسم أحلام الأمكنة وهمس الرواشين ( المشربيات ) وذكريات الطفولة والحنين للماضي الجميل بكل معانيه السامية من أخذ وعطاء من حب وإيثار من لهفة وانتظار هذه المواضيع هي التي تحملها لوحاتي لتبقى ذكريات جميلة يتذكرها الأجيال القادمة بأن كان هناك جيل غرس فيهم كل هذه الخصال الحميدة بأفراحها وآلامها * ما هو الإلهام الحقيقي الذي يجعلك تحمل ريشتك وتبدأ بالرسم؟- لإلهام الحقيقي الذي يجعلني أحمل ريشتي لأرسم هي تلك الأمكنة والأزقة التي كلما اشتقت لزيارتها ذهبت لأزورها وأعيش معها ساعات لتعانق عيناي شموخ منازلها وجمالياتها أتأمل تشققات جدرانها وعتق أبوابها ونوافذها المزخرفة المشرّعة أتخيل ألوان الشوق والحنين فأصعد بعيني إلى قمم منارتها بإحساسي كفنان أتوق لرسمها في حينها تلك هي الملهم الحقيقي لي ( جدة القديمة ) هذا الجمال المتمثل في تلك البيوت القديمة خير شاهد على عراقة وحضارة لأكثر من 200 عام فلها فن معماري متفرّد وذات خصوصية أبقتها خالدة منذ ذلك الزمن إلى يومنا هذا .
* هل حقيقة أن كل لوحة تعني موقفاً شخصياً أو معاناة اجتماعية أو وضعاً سياسياً؟- نعم الفنان إنسان يتأثر بما حوله ويؤثر فيمن حوله فالمواقف التي يمرّ بها نلمسها في أعماله وبالتالي هو يقدّم رسالة من خلال أعماله تعالج قضايا البيئة والمجتمع ويعبّر عن مواقفه الشخصية تجاهها.وفي الختام قال الرسام التشكيلي إن الرسم يبقى ذكرى وتاريخاً يستطيع الصمود رغم كل الحروب والدمار و تلقى أكثر اللوحات تصمد أمام النزعات السياسية والحروب النفسية لتعزز الوجود الإنساني والجمال الروحي المفعم بالحياة والتي تمجد تاريخ البشرية دون منازع ليذكرنا بوجود هوية وتراث لا يقدر بأي ثمن.

