عشرة آلاف جندي أمريكي يشاركون في هجوم كبير ضد القاعدة في العراق
بغداد/ 14 أكتوبر/رويترز: قالت مصادر الشرطة العراقية إن حصيلة الانفجار الذي وقع وسط مدينة بغداد بعد ظهر أمس الثلاثاء بلغت 75 قتيلا وإصابة 130 آخرين في وقت اتهم فيه رئيس الحكومة "زمر التكفير والإرهاب" بالوقوف وراء الجريمة.وقالت مصادر الشرطة "حصيلة الانفجار التي أمكن إحصاؤها حتى الآن بلغت خمسة وسبعين قتيلا وإصابة 130 آخرين."وكانت مصادر الشرطة أعلنت من قبل أن سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق انفجرت وسط بغداد عند ساحة الخلاني وبالقرب من جامع الخلاني الشيعي.وتعتبر المنطقة التي شهدت الانفجار من أكثر المناطق ازدحاما للمرور في بغداد ووقع الانفجار في وقت ساعات الذروة حيث تشهد المنطقة في مثل هذا الوقت حركة كثيفة للمارة والمركبات.ويقع بالقرب من مكان الانفجار عدد من الدوائر والمكاتب الحكومية ومقار ومكاتب شركات أهلية وعدد كبير من المحلات التجارية.وعلى بعد بضعة مئات من الأمتار شمالي مكان الحادث يوجد سوق الشورجة التجاري الذي يعتبر اكبر وأقدم وأهم أسواق بغداد التجارية. ويرتاد السوق يوميا آلاف من تجار التجزئة والجملة.ويقع جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني السني والذي تعرض لعملية مماثلة قبل أسابيع معدودة شرقي مكان انفجار أمس الثلاثاء وعلى مسافة لا تتعدى نصف الكيلومتر.ورغم ان الشرطة أعلنت في وقت سابق ان الانفجار تسببت به سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق إلا ان شهود عيان قالوا إن الانفجار "تسببت به شاحنة كان يقودها انتحاري انفجرت بالقرب من جامع الخلاني.وتسبب الانفجار بهدم أجزاء من الجامع وخاصة الجزء الذي يقع بمحاذاة الشارع الرئيسي الذي يمر بالجامع لكنه قبته لم تصب بأضرار.وارتفعت حصيلة الانفجار أكثر من مرة بسبب شدة الانفجار واستمرار عمليات انتشال الجثث من تحت الأنقاض التي تسبب بها الانفجار.وقال مصدر في الشرطة إن من بين القتلى عدد من النساء ورجال المرور وطفلة.وأدان رئيس الوزراء نوري المالكي الانفجار وقال بيان صادر عنه " مرة أخرى تقدم زمر التآمر والتكفير والإرهاب على ممارسة دورها الإجرامي في انتهاك حرمة بيوت الله وإراقة دماء الأبرياء وتشويه وجه بغداد الجميل عبر تخريب معالمها الدينية التي عرفت بها عبر التاريخ."وأضاف البيان ان " الجريمة التي حدثت اليوم (أمس الثلاثاء)....دليل آخر على إصرار أطراف الحلف الصدامي- التكفيري على إثارة الفتنة الطائفية والاستهتار بكل القيم والتجاوز على جميع الحرمات."ودعا البيان " الحكومة والشعب والأجهزة الأمنية إلى تضييق الخناق على هذه الزمر وضربها بقوة وإلحاق الهزيمة بها عبر التمسك بالوحدة الوطنية... المستهدف الأول والأخير من هذه الأعمال الإجرامية الجبانة." على صعيد أخر قال طبيب بمستشفى أمس الثلاثاء إن يومين من الاشتباكات بين مسلحين موالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والشرطة العراقية خلفت 35 قتيلا في مدينة الناصرية بجنوب العراق.ويؤكد هذا القتال على التوترات بين الحركة السياسية التابعة للصدر والمجلس الأعلى الإسلامي في العراق والتي تحولت الى أعمال عنف من قبل وأثارت مخاوف من نشوب معركة من اجل السيطرة على مزيد من الأقاليم في جنوب العراق الأكثر استقرارا.واندلعت هذه الاشتباكات ليل الأحد عندما هاجمت الشرطة مكتبا للصدر في الناصرية في رد فيما يبدو على هجوم على رئيس للشرطة أسفر عن إصابته وقال سكان انه مرتبط بمنظمة بدر وهي جماعة شيعية منافسة قوية.ومثل هذه المعارك تمثل تصعيدا للعنف في منطقة حيوية استراتيجيا لصادرات النفط العراقية ويمر من خلالها الواردات الأساسية.وقال الجيش البريطاني انه نقل قائد الفرقة العاشرة بالجيش العراقي بطائرة هليكوبتر من البصرة لإجراء محادثات عاجلة مع محافظ ذي قار وعاصمتها الناصرية.وقال المتحدث العسكري البريطاني الميجر ديفيد جيل من البصرة "يمكننا ان نؤكد انه مازالت توجد اضطرابات متفرقة" مضيفا ان المحافظ لم يطلب من القوات البريطانية التدخل.وقال مسؤولون من حركة الصدر ان رجل الدين الشيعي أمر أمس الثلاثاء مقاتلي جيش المهدي بالعودة إلى ديارهم وعدم الاشتباك مع الشرطة. وقال بهاء الأعرج وهو نائب من التيار الصدري في بغداد ان مؤيدي الحركة توصلوا الى تفاق مع محافظ ذي قار بشأن وقف لاطلاق النار.وبموجب الاتفاق سينسحب مقاتلو جيش المهدي من شوارع الناصرية بالإضافة الى جنود الجيش والشرطة.في غضون ذلك قال الجيش الأمريكي إن طائرات هليكوبتر ومركبات قتالية مدرعة وعشرة آلاف جندي شاركوا في هجوم كبير شمالي بغداد أمس الثلاثاء في واحدة من أكبر العمليات التي يقوم بها منذ غزو العراق عام 2003م.وذكر الجيش الأمريكي في بيان أن 22 متشددا قتلوا في الساعات الأولى من العملية التي تستهدف الجماعة السنية في العراق والذي شن حول مدينة بعقوبة في محافظة ديالى وهي معقل للقاعدة.وجاء في البيان ان طائرات الهليكوبتر الحربية والقوات البرية شنت الهجوم في مسعى "للقضاء" على متشددي تنظيم القاعدة في العراق الذين يعملون في بعقوبة والمناطق المحيطة.وقال البريجادير جنرال مايك بيدنارك نائب قائد عمليات الفرقة 25 مشاة "الغرض النهائي هو القضاء على نفوذ القاعدة في هذه المحافظة وإزالة الخطر الذي يشكلونه على الناس، "هذه أولوية وخط فاصل تواجهه في المهمة."وقال قادة الجيش الأمريكي إنهم يستفيدون من اكتمال عملية تعزيز القوات الأمريكية في العراق في إطار الحملة الأمنية الجارية في بغداد منذ أربعة شهور. وأرغمت الحملة الأمنية العديد من المتشددين على الانتقال إلى مناطق حول العاصمة.وقال البيان الأمريكي ان نحو 10 آلاف جندي يشاركون في العملية بدعم من طائرات الهليكوبتر الحربية والدعم الجوي والعديد من العربات المدرعة.ولم يذكر البيان موعدا لانتهاء العملية ولكنها تتزامن مع عمليات أصغر شنت في الأيام الأخيرة ضد أهداف تابعة للقاعدة حول بغداد.وقال سكان في بعقوبة عاصمة محافظة ديالى الواقعة على بعد 65 كيلومترا شمالي بغداد إن دوي انفجارات قوية ومتواصلة يتردد في شتى أنحاء المدينة منذ قبل فجر أمس. وأضافوا أن حظر تجول كاملا فرض على بعقوبة.ويقول مسؤولون أمريكيون إن القاعدة تحاول دفع العراق صوب حرب أهلية طائفية شاملة بموجة من الهجمات بسيارات ملغومة وأعمال عنف أخرى.وقال جارفر إنه حتى إذا لم يقاتل متشددو القاعدة وفروا إلى أجزاء أخرى في العراق فان مصادرة المتفجرات وتعطيل شبكتهم أمر يستحق.وتأتي عملية بعقوبة بعد أيام من إعلان الجيش الأمريكي استكمال نقل القوات الإضافية ليصبح في العراق 160 ألف جندي أمريكي.وأرسل نحو 28 ألف جندي إضافي إلى بغداد على الأخص وإلى محافظة الأنبار الغربية للحيلولة دون انزلاق العراق صوب حرب أهلية.