استضاف منتدى الخيصة الثقافي الاجتماعي بمدينة المكلا الاسبوع المنصرم المؤرخ الاستاذ الجامعي المعروف باسهاماته البحثية الدكتور/ محمد صالح بلعفير استاذ التاريخ والحضارة الاسلامية بكلية الآداب جامعة عدن وذلك في محاضرة بعنوان( دراسة وتحقيق المخطوطات) حضرها لفيف من المثقفين والاعلاميين والصحفيين وذوي الاهتمام وعدد كبير من اعضاء المنتدى.في البداية رحب رئيس المنتدى الاستاذ/ حسين الجيلاني بالمحاضر وبالحضور جميعاً وقال ان حضرموت ساحلاً ووادياً بمدنها المختلفة ماتزال تختزن الكثير من المخطوطات التي يجب البحث عنها واخراجها الى النور لدراستها وتحقيقها لما فيه من مصلحة الاجيال في اليمن والامة العربية كلها.واشاد بالجهود البحثية التي قام بها الدكتور بلعفير في مجال عمله وبحبه لحضوموت وتاريخها وثقافتها ومآثرها ثم تحدث المحاضر الدكتور بلعفير قائلاً: ان المخطوطات من اهم المراجع لكتابة تاريخ الشعوب والامم، ولولا النقوش والكتابات المختلفة وتحقيق ودراسة المخطوطات لبقي الكثير من تاريخ البشرية مجهولاً الى يومنا هذا.وحدد الدكتور بلعفير سبع مراحل لتحقيق ودراسة أي مخطوطة وفق المنهج العلمي السليم، وهي:-1 اختيار المخطوطة لمراد تحقيقها: وهذا الاختيار له أهداف معينة ويتم عبر الاستعانة بفهارس المكتبات والبحث في الكتب المختصة بذلك مثل معجم المخطوطات وغيره.. وذكر مراكز مهمته بالمخطوطات مثل: -مركز " الملك فيصل" لدراسة المخطوطات وتحقيقها بالمملكة العربية السعودية.-مؤسسة آل البيت لتحقيق لمخطوطات-عمان المملكة الأردنية الهاشمية.-2 نسخ المخطوطة:كل مخطوطة في الغالب لها عدة نسخ، وقد تكون النسخ في مراحل تاريخية مختلفة، فالباحث من الضروري ان يكون لديه خمس نسخ ولابد من التأكد من صحة لهذا النسخ من خلال السير على الرسم الإملائي الذي وصل الينا.ومقارنتها بالنسخة الاصلية وخط المؤلف نفسه، اضافه إلى مراعاة ما استقر عليه من القواعد مثل تتابع الصفحات ودقة الترقيم والعلامات وغيرها .. ويشير بلعفير الى ان المخطوطة العربية تمت كتابتها بخط ولغة عربية، وفيها تعريفات المخطوطة من أبرزها تعريف الباحث السعودي الدكتور عبدالله عبدالرحيم سيلان الذي قال : "ماوصل الينا من مؤلفات بخط مؤلفيها اوناسخيها تلك الآثار التي حفظها لنا التاريخ من عصر ماقبل الطباعة".هنا يبدو وجود علاقة طيبة بين المؤلف والناسخ او الوراقين عبر تاريخ الدولة العربية الاسلامية التي نتج عنها ثقافة عربية راقية .-3 المقارنة او المقابلة:والمقصود مقارنة النسخ ببعضها وهذه مرحلة مهمة بل هي كما قال الدكتور روح التحقيق وزبدته ويتم ذلك من خلال:--مقارنة المنسوخ بأصله.-مقارنة الأصل بالنسخ الخطية المختلفة.-الالتزام بالأصل.-4 التصحيح وتحرير النص وتقويمه:تبدأ هذه المرحلة بعد الفحص المتأمل والدقيق للنسخ وبعد التأكد التام من صلاحيتها وفقاً للنص الاصلي للمخطوطة مراعاة لغة المؤلف وطريقة رسمه للحروف والكلمات .. هذا المرحلة تفضي الى اعتماد النسخ الاصلي في التصحيح والتحرير.. وتأخذ احياناً من الباحث جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً يصل الى بضعة اشهر وربما سنة كاملة او اكثر حسب نشاط وجهد الباحث..-5 عدم تصرف المحقق بالزيادة او النقصان:-نزاهة المحقق وجديته امر ضرورة فعلى المحقق ان يتقيد بما ورد في اصل المخطوطة من الفاظ عامية ويبقيها كما هي دون أي تدخل منه.وعلى الباحث والدارس والمحقق تصحيح أخطاء النساخ في نقلهم آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتمييز المشتبه من الألفاظ والإشارة إليها في الهوامش.وهذا العمل يتطلب ثقافة واسعة ومعرفة بلغة الضاد.كما يتعين عليهم ابراز التعليقات وإخراج النص مقرباً الى العامة خالياً من الإضافات والتحريف والنقص.. وهنا لابد للمحقق ان يضع نصب عينيه امراً هاماً هو الايكون الشرح او الهامش اكبر من النص فيجب التقليل من الشرح وترجمة الاعلام بما يكفي لتأدية الغرض.-6 دراسة التحقيق او مقدمته:والمقصود بذلك التحقق من عنوان الكتاب او المخطوطة والتحقق من انتساب الكتاب الى مؤلفه الاصلي، وبعض المخطوطات عندما جرى تحقيقها مؤخراً ظهر ان تغيير عنوانها الاصلي امر ضروري فيقوم المحقق بذلك مع الاشارة الى العنوان السابق ولابد من تأكيد المؤلف الأصلي الى جانب اسم المحقق او الباحث .. مع العلم ان هناك بعض المخطوطات ليس لها عنوان ، لذا على الباحث وضع عنوان مناسب مع ضرورة الاشارة الى المؤلف الاصلي اضافة الى وصف النسخ في هذه المرحلة لما لها من أهمية في مساعدة اجراءات البحث للمحققيين الاخرين في المستقبل.-7 إعداد الفهارس:وهي المرحلة الاخيرة في تحقيق ودراسة المخطوطة ، واعداد الفهارس تعني الاشارة الى محتويات المخطوطة وفصولها اوبوابها.. الخ.والهدف من ذلك تيسير الامر للمطلع عليها وتسهيل البحث في ثناياه ومكوناته بجهد ووقت اقل وإمداده بمفاتيح تساعده في عمله اكان طالب علم اوباحثاً او غيره .وفي ختام محاضرته قال بلعفير ان لكل مرحلة من هذه المراحل البحثية عناصر ومكونات عديدة ليس هنا مجال التوسع فيها ونكتفي بما هو عام في هذا الموضوع لتعميم الفائدة.بعد ذلك فتح رئيس المنتدى الاستاذ حسين الجيلاني باب النقاش والمداخلات حيت بدأ الاستاذ حسين صالح متسائلاً:لماذا في بعض الاحيان نجد أكثر من تحقيق لمخطوطة واحدة؟ثم تحدث الاستاذ سالم غالب بن بريك مطالباً بالحفاظ على المخطوطات الموجودة في بعض البيوت في حضرموت وترميهما والعناية بها لمصلحة البحث العلمي.في ختام الامسية شكر المحاضر منتدى الخيصه وأعضاءه وأجاب عن الاسئلة.
|
ثقافة
دراسة وتحقيق المخطوطات في فعالية ثقافية بمنتدى الخيصة بالمكلا
أخبار متعلقة