انفجار سيارة ملغومة في بغداد ينهي هدوء الاحتفال ببطولة اسيا ومقتل 3 أمريكيين
بغداد/وكالات:عاد القادة العراقيون المتنازعون إلى حروبهم الكلامية أمس الاثنين بعد يوم من الوحدة والاحتفالات بفوز المنتخب العراقي لكرة القدم كأس آسيا.وبينما كان السياسيون يرسلون التهاني إلى الفريق العراقي الذي يضم لاعبين سنة وشيعة وأكراداً اعترفوا بان الحكومة ما زالت تنوء تحت النزاع المذهبي والاحتقان السياسي.ففي هزة أولى بعد الأفراح والاحتفالات التي شهدتها البلاد حملت "جبهة التوافق العراقية" اكبر كتلة للعرب السنة في البرلمان العراقي رئيس الوزراء نوري المالكي مسؤولية المضي في خطتها بالانسحاب من الحكومة والبرلمان بسبب "تجاهله لمطالبها". وأوضح بيان ان "الجبهة تقرأ رد الحكومة باعتباره يمثل موقف رئيس الوزراء (فقط) وليس الحكومة وهذه إضافة جديدة إلى سجله في تجاهل حتى الذين يعنيهم الأمر وتهميشهم وعدم استشارتهم في مسائل حساسة".وأضاف ان "رد رئيس الوزراء متشنج سلبي كالعادة ويبدو انه غير معني بالتحفظات والمظالم والملاحظات التي أشار إليها بيان" الجبهة.وكانت الجبهة (44 مقعدا) هددت بالانسحاب من الحكومة والبرلمان في حال عدم الاستجابة لجملة من المطالب في مقدمتها إعطاء صلاحيات اكبر في القرار وإطلاق سراح المعتقلين. وقد أمهلت المالكي أسبوعا لتلبية مطالبها.لكن بيانا صادرا عن رئيس الحكومة قال "سياسة التهديد والضغوط والابتزاز" التي اتهم الجبهة بإتباعها "غير مجدية" مؤكدا ان "تعطيل عمل الحكومة ومجلس النواب والعملية السياسية لن يعيد العراق إلى زمن الدكتاتورية والعبودية".
وأكدت جبهة التوافق في بيان أمس الاثنين ان "رئيس الوزراء لا نية له لمعالجة الموقف وتحمل مسؤوليته بشجاعة لتدارك الوضع (...) ببساطة يغلق أبواب الإصلاح". وأضافت ان "جبهة التوافق ستكون معذورة في المضي بخطتها للانسحاب من الحكومة في الموعد الذي حددته بعد ان منحت رئيس الوزراء فرصة مواتية".ووصف المالكي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي البيان الأخير للجبهة من الحكومة بأنه "بيان غير موفق". وأوضح ان "البعض يريد تجميد العملية السياسية بانتظار تطورات إقليمية أو دولية معينة (...) لكننا لا نسمح بتجميد العملية لأن الجمود يعني تفسخ العملية السياسية وانتهائها.ويقارن السياسيون العراقيون مثل المواطنين العاديين بين النجاحات التي حققها لاعبو كرة القدم التي تفوقت على العمل والنشاط السياسي في البلد الذي اعتبره الكثير قد فشل.وقال عمر عبد الستار عضو جبهة التوافق "هناك سخرية في المقارنة. ادخل المنتخب السعادة إلى قلوب العراقيين وأتساءل ما إذا كنا نستطيع تشكيل فريق سياسي يعمل بالطريقة نفسها."وأضاف ان "هذا الفريق السياسي لم يوافق على وضع الكرة في الهدف بسبب الأنانية في صفوفه". وتابع ان "الحكومة أخفقت فيما يخص الأمن والاقتصاد وأشياء أخرى عليها الاستقالة للخروج من هذه الأزمة".وقال عبد الستار ساخرا "ربما يجب ان نستبدل بالفريق السياسي فريق كرة القدم".وأوضح "إذا كان اللاعب هوار ملا محمد (كردي) رئيسا للجمهورية واللاعب يونس محمود (سني) الناطق باسم البرلمان واللاعب كرار جاسم (شيعي) رئيسا للوزراء سنحقق النصر".وبدوره قال حسن السنيد البرلماني من حزب الدعوة الشيعي "لا أظن ان أحدا يستطيع المقارنة بين الرياضيين والساسة". وأضاف ان "عنصر التضحية والعطاء كان السبب الأساس في احراز الفوز والسياسي حتى الآن يفتقر إلى هذه التضحية".وبعد فوز المنتخب العراقي أمام نظيره السعودي الأحد بهدف مقابل لا شيء جاب آلاف العراقيين الشوارع في أرجاء البلاد يلوحون بالإعلام العراقية ويطلقون العيارات النارية في الهواء وساروا في مسيرات جماعية.وقال المواطن حيدر مصطفى "الآن من حقنا ان نفرح بهذا النصر الذي أحرزه أبطال منتخبنا جلبوا لنا فرحا لم نعهده في حين إننا نعاني كثيرا". وأضاف "آمل ان يحتذي الساسة بهؤلاء اللاعبون حتى يحققوا النجاح للبلد".ميدانياً قال الجيش الأمريكي أمس الاثنين إن ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا خلال عمليات قتالية يوم الخميس في محافظة الأنبار في غرب البلاد التي هي معقل لتنظيم القاعدة.ولم تتوفر مزيد من التفاصيل بشأن وفاتهم التي زادت عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 الى 3651 جنديا.وتلقى باللائمة في أعمال العنف الطائفي في العراق بين الشيعة والعرب السنة على تنظيم القاعدة.وعلى صعيد اخر قال الجيش الأمريكي إنه قتل ثمانية ممن يشتبه بانتمائهم للجماعات المسلحة واعتقلت 40 آخرين في عمليات تستهدف تنظيم القاعدة في الانبار ومحافظة صلاح الدين القريبة يومي الأحد والاثنين.في غضون ذلك قالت الشرطة ان سيارة ملغومة انفجرت مما أدى لمقتل ستة أشخاص في وسط بغداد أمس الاثنين في أول تفجير في العاصمة العراقية منذ فوز المنتخب العراقي بكأس أسيا وهي مناسبة أدت لحالة من الهدوء القصير في البلاد التي يحيق بها العنف.وأضافت الشرطة ان 12 شخصا أصيبوا في الانفجار في ساحة الطيران في منطقة الباب الشرقي وهي منطقة ذات أغلبية شيعية تضم كثيرا من متاجر الجملة والالكترونيات.وفي فورة الحماس الوطني التي دبت في العراقيين بعد فوز منتخبهم بهدف دون مقابل على السعودية في نهائي بطولة أسيا لكرة القدم تحدث بعض العراقيين عن أن الفوز وحد طوائف البلاد العرقية والدينية، ولكن آخرين كانوا يعرفون أن المسألة مجرد وقت يعود بعده المسلحون للشارع.