افتتحت في مدينة ميونيخ فعاليات نهائيات كأس العالم لكرة القدم الذي تحتضنه ألمانيا لمدة شهر كامل.وعلى الملعب الذي بدأت فيه بعض المقاعد شاغرة في انتظار قدوم الجماهير لمباراة الافتتاح بين ألمانيا وكوستاريكا، رسم شبان، تسندهم فرقة استعراضية، لوحات فنية مبهرة.وكان نجما الجزء الأول طفل وطفلة في التاسعة، تمّ فسح سجادة حمراء لهما فيما بدآ العزف على آلة ساكسوفون، ليتحول البساط الأخضر إلى بساط أحمر، اقتحمه عشرات الشبان والشابات، في جو من الأهازيج قبل أن يرفعوا راية ترحب بالحضور صمّمه طفل صغير من مقاطعة بافاريا.ثمّ دخل الملعب نحو 150 راقصا، أضفوا أجواء مبهرة رغم أنّ الحفل الافتتاحي لم يعد يحظى بالأهمية القصوى في المونديال.وتمّ اختتام الجزء البافاري من الحفل عندما رسم شبان وشابات كرة قدم في منتصف الملعب أحيطت بها أزهار عملاقة.ثمّ تمّ فسح المجال لفرقة هيب هوب شبابية من مدينة برلين العاصمة الألمانية التي أعيد توحيدها، حيث أدّت بعض الأغاني على ركح فوق كرة القدم التي رسمها من سبقهم إلى الملعب.وضمّت الفرقة وجوها شرقية وغربية وملونة في علامة على تعدّد المجتمع الألماني وكذلك كونية كرة القدم.
ثمّ دخلت 24 فتاة ترتدين أزياء من كلّ قارات العالم، فيما كانت الطبول تدقّ مرددة أصداءها في كل أرجاء الملعب.إثر ذلك تمّ بثّ شريط يلخص تاريخ كأس العالم فيما دخل اسطورة الكرة بيليه، الذي فاز بالكأس مع منتخب البرازيل في 1958 و1962 و1970، حاملا كأس البطولة تساعده في ذلك عارضة الأزياء الألمانية كلوديا شيفر.ثمّ بدأ استعراض المنتخبات التي سبق أن أحرزت لقب البطولة حيث تمّ البدء بمنتخب إنجلترا 1966 ففرنسا 1998، فالأوروغواي التي أحرزت اللقب مرتين فالأرجنتين التي غاب عنها مارادونا، الذي بدا أنه غاب - ربّما احتجاجا على عدم وضعه في نفس الحظوة مثل بيليه - .ثم جاء دور إيطاليا التي أحرزت اللقب ثلاث مرات فألمانيا ثلاث مرات أيضا، والبرازيل حاملة اللقب وصاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز. إثر ذلك دخل الملعب الرئيس الألماني مرفوقا برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وفرانتس بيكنباور رئيس لجنة تنظيم الحدث، فيما سار إلى جانبهما الطفلان اللذان بدأ بهما الحفل.وشكر الرئيس الألماني هانس كولر رئيس لجنة التنظيم فرانتس بيكنباور وصافحه قبل أن يدعو إلى نهائيات نظيفة في كنف الروح الرياضية.
ثمّ أعلن الرئيس الألماني رسميا انطلاق المونديال الذي عدّل العالم عقارب ساعته على وقعه وذلك على مدار شهر كامل، سيكون خلاله 32 مليار نسمة-هم عدد الأشخاص الذين سيواكبون كلّ المباريات على الشاشات- مشدودين لمعرفة صراع مثير بين العالم من جهة، وحاملة اللقب البرازيل من جهة ثانية.وفيما أحرزت ألمانيا لقبها على أرضها وهي منفصلة عن جارتها (شقيقتها بالأحرى) الشرقية، تخوض وتنظم الحدث هذا العام وهي موحدة من جديد.وبعد نحو 32 عاما من فوزها بكأس العالم في ميونيخ، تعود النهائيات إلى ألمانيا التي يواجه منتخبها نظيره الكوستاريكي في مباراة الافتتاح.وتفتتح ألمانيا وكوستاريكا المباريات ومجموعها 64 مباراة على استاد اليانتس، في حين تواجه بولندا منتخب الاكوادور في المباراة الثانية التي تجرى الجمعة (امس) في المجموعة الأولى أيضا بعد ذلك بثلاث ساعات، والتي تقام في غيلزنكيرشن.وتعد ألمانيا رابع دولة تنظم كأس العالم مرتين بعد إيطاليا والمكسيك وفرنسا، وهي تراهن على إنجاحه بعد ست سنوات من الاستعداد، بقيادة القيصر فرانتس بكنباور.
ويشارك في البطولة، 64 مباراة تقام في 12 مدينة هي ميونيخ وبرلين وهامبورغ ودورتموند وكولن وهانوفر وفرانكفورت ونورمبرغ ولايبزيغ وشتوتغارت وغيلسينكيرشن وكايزرسلوترن.وستتنافس هذه المنتخبات على إحراز الكأس المرموقة التي تزن 970ر4 كلغ، ويبلغ طولها 36 سنتم، وهي من الذهب الخالص عيار 18 قيراطا، وقد صممها الايطالي سيلفيو كازانيغا.وسيكون العرب ممثلين بمنتخبين عربيين، هما اللذان مثلاهم في البطولة السابقة، وهما منتخبا السعودية وتونس، واللذان شاءت القرعة أن يلعبا ضمن نفس المجموعة الثامنة إلى جانب أسبانيا وأوكرانيا كذلك.وقد وصل الى مدن ألمانيا المختلفة آلاف الزوار والمشجعين الذين حرصوا على السفر لمؤازرة فرقهم المشاركة في البطولة او للاستمتاع بالمباريات.