أقواس
الأماكن التاريخية تعتبر محطات تاريخية سياحية لإستقبال السياح الأجانب والعرب وأبناء البلاد أيضاً، فعلى سبيل المثال عندما يأتي هؤلاء الزوار لزيارة المعالم السياحية العظيمة مثل صهاريج عدن التاريخية التي تقع في منطقة الطويلة بمديرية كريتر في محافظة عدنأو عندما يأتي هؤلاء أيضاً لزيارة مدينة صنعاء القديمة الكائنة في أمانة العاصمة وأثناء انسجامهم بالتجوال وهم يستمتعون بمشاهدة المباني التاريخية والأسواق الشعبية ومنارات المساجد المرتفعة وبائعي المشغولات اليدوية يفاجؤون بانتشار مجموعة كبيرة من الشباب والأطفال على طول وعرض هذه الشوارع ما الذي يفعلونه في الشوراع؟!! ومن المسؤول عن هؤلاء الأولاد وما يقومون به من أعمال مشينة؟الجواب أنهم: يستحوذون على الطريق من كل اتجاه بقطعها على المشاة من خلال اللعب بشتى أنواع الألعاب العدوانية المؤذية للآخرين ومن هذه الألعاب الكرة «كرة القدم» ولايدرك هؤلاء عديمو الأدب أن ضربات هذه الكرة قد تتسبب في اتساخ ملابس أحد المارة أو تتسبب هذه الضربات أيضاً في حصول إعاقة جسمانية لأي من هؤلاء المارة، أما الألعاب العدوانية الأخرى فحدث ولاحرج ومنها المفرقعات النارية المزعجة والمؤذية للأجسام والممتلكات والتي من جراء اللعب عليها تتسبب في حرق ملابس الاخرين أو تسبب لهم اضراراً جسمانية أو تسبب إحداث حرائق هائلة أو مصائب أخرى لاتحمد عقباها، وإلى جانب ذلك كله اللعب بالمسدسات التي تنبعث وتخرج من فوهاتها رصاصات بلاستيكية تسبب اعاقات بصرية وهذه الأعمال لاتليق بمسلم أو إنسان إلا إذا كان مجردا من الإنسانية والشعور والإحساس. والرسول «ص» يقول»المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. صدق رسول الله «ص» وقد سمي المسلم بهذا الاسم وارتباطه بالسلام، والطريق العام إذا لم يكن أمناً للمشاة فعلى الدنيا السلام لأن الطريق العام تلك للجميع لا لفئة محصورة من الناس وقطعها بأي سبب من الاسباب يعد جريمة وتعد بأعلى حق الاخرين فبدلاً من ان يستمتع الزائرون في تجوالهم باللحظات الجميلة في أمان واطمئنان نراهم يصطدمون بهؤلاء الفتية من الشباب والأطفال الذين ينغصون عليهم متعتهم السياحية من خلال تواجدهم المستمر في الشوارع لممارسة اللعب بالكرة وبالذات عند بوابة صهاريج عدن التاريخية وجعلوا من هذه البوابة كأنها مرفق رياضي مخصص لكرة القدم لا ممراً تاريخياً لاستقبال الوفود السياحية التي تأتي من شتى بقاع العالم ناهيك عن اشعال المفرقعات النارية بجانب هذه البوابة التي ينبغي أن تكون الطريق المؤدية للصهاريج أو مسجد العيدروس التاريخي أو غيره من المعالم نظيفة ومنارة مؤهلة سياحياً لكي يتسنى للزائر الضيف أو السائح الاستمتاع بكل خطة يخطوها في هذه الأماكن الجميلة دون أية منغصات تعكر مزاجه، والملفت للنظر أن هؤلاء الأولاد عديمي التربية يلقون تشجيعاً من أولياء أمورهم على شراء هذه الألعاب العدوانية وذلك باعطائهم مبالغ طائلة من الأموال دون انقطاع ولايعلم اولئك المساكين المتخلفون أن تصرفاتهم هذه تنقلب عليهم وعلى هذه الأماكن التاريخية مما تجعل هذه التصرفات الزوار يترددون عن زيارة هذه المعالم مثل صهاريج عدن وصنعاء القديمة وغيرها. بسبب هذه الحماقات غير المسؤولة لذلك نتمنى من المعنيين الالتفات إلى هذه الظاهرة خدمة للسياحة وياحبذا لو يفعل دور مهرجان الصهاريج وتضاء الصهاريج الاضاءة التي تتناسب مع مكانتها المرموقة لكي يسهل زيارتها وانشاء استراحة ومقهى أدبي دائم بداخلها.وأخيراً نرجو من كل الغيورين على تاريخهم وآثارهم ومنهم مدير صهاريج عدن الأستاذ المخلص لتراثه وتاريخه خالد الرباطي المرابط والمكافح في سبيل هذا المعلم الهام الا يقفوا موقف المتفرج من جراء هكذا ممارسات وأن لايكون الشارع هو المربي الوحيد لهؤلاء الأولاد خصوصاً في شهر رمضان والأعياد المباركة والعطل الرسمية وعلينا أن نعي بأن بلادنا غنية بالمناطق السياحية المدهشة والحفاظ عليها من آية معوقات قد تعيق الوصول إليها وأيضاً الترويج لها بشتى الوسائل الممكنة وتفعيل دور الشرطة السياحية للقيام بواجبها نحو حماية هذه الأماكن والطرق المؤدية إليها خدمة الذوق العام ونحن واثقون بأن خطباء المساجد وعقال الحارات والمجالس المحلية سوف تتضافر جهودهم لردع أي مستهتر بالطريق العام والمعلم التاريخي من خلال ممارسات اللعب بالكرة والمفرقعات النارية وخصوصاً بجانب أبواب المساجد وفعلاً تم هذا الردع لأمكن الزائر أن يستمتع في تجواله بصنعاء القديمة وصهاريج عدن وغيرها من الأماكن الأثرية بدون تعكير المزاج وبهذا العمل نكون قد حققنا نجاحاً باهراً نحو سياحة متطورة ومستقبل سياحي زاهر.والله من وراء القصد