مستشار وزارة التربية والتعليم لـ ( 14اكتوبر ) :
لقاء / فيصل الحزمي:تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تحسين جودة التعليم باعتبارها الاستثمار الوطني الأعمق أثراً والأكثر فاعلية في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والوصول إلى مجتمع المعرفة.. جودة التعليم ملف فتحته (14 أكتوبر) مع مستشار وزارة التربية والتعليم الدكتور حمود السياني فإلى التفاصيل..* دكتور حمود بداية ماذا تعني وزارة التربية بجودة التعليم؟-الجودة تعني تقديم تعليم يستطيع أن يوصل الناس إلى متطلبات التعليم الجامعي أو متطلبات الحياة المتمثلة في القدرة على التدريب وإعادة التدريب عدة مرات والقدرة على التعليم المستمر وكذا القدرة على حل المشكلات بطرق سليمة وأيضا القدرة على إيجاد القدرات العقلية العليا المتمثلة بقدرة التفكير العلمي وهذه هي الركائز الأساسية لعملية تحسين الجودة والكفايات التي يجب أن يركز عليها في إعداد الطلبة سواء في التعليم الأساسي أو الثانوي.[c1]التداخلات بين التعليم الأساسي والثانوي[/c]* ماهي الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لتحقيق هذا الهدف؟-أولا رأت الوزارة انه يجب أن تكون هناك وثيقة منهج وهي التي تحدد بالأساس الكفاية المطلوبة من الطلبة وفقاً للمرحلة الأساسية والثانوية ثم تترجم وثيقة المنهج إلى مصفوفة أهداف وفقاً للمادة والصف ابتداء من الصف الأول الأساسي حتى الصف الثالث الثانوي وهنا يجب ان تكون هذه المصفوفة متكاملة وغير مجزأة بحسب المرحلة ، حتى لا نهمل التداخلات بين التعليم الأساسي والتعليم الثانوي ، و الكفايات والأهداف تحدد ما هو مطلوب من الطالب في كل مادة وفي كل صف ثم يتم إعداد الكتب المدرسية وأدلة المعلمين وفقاً لهذه المصفوفة ويتم تدريبهم على كيفية أداء ونقل المعرفة إلى الطالب إضافة إلى تغيير الوسائل التعليمية ووسائل الاختبارات والتقويم بحيث نستطيع قياس مدى استفادة الطلاب واكتسابهم المهارات والأهداف المطلوبة منهم في كل مادة وكل صف وتحليل نتائج هذه الاختبارات حتى يتم مراقبة ومتابعة مدى صحة سير العملية التعليمية وهل نحن نسير في الطريق الذي يؤدي إلى تحقيق هذه الأهداف والكفايات. [c1]وضع الأهداف خلال (2012 - 2013م)[/c]* إلى أي مدى وصلتم في تنفيذ هذا البرنامج ؟-بدأنا هذا العام بدراسة عدد من نظم التعليم الموجودة في الدول العربية ودول أخرى للاستفادة من تجربتهم في تطوير التعليم الثانوي ، ونحن الآن نعد وثيقة المنهج وإعادة النظر في تشعيب وتنويع التعليم الثانوي حتى يتواكب مع التعليم الحق ومع متطلبات سوق العمل ، وان شاء الله خلال النصف الأول من عام 2011م ستوضع الأسس الخاصة بنظام التعليم الثانوي وسيتم وضع وثيقة المنهج الأساسية التي تحدد الاتجاهات العامة لكل مرحلة من المراحل التعليمية وبناء على ذالك ستوضع الأهداف والكفاية خلال الأعوام 2012 - 2013م . ووفقاً لها سيتم بناء ومراجعة المناهج والكتب الدراسية وأدلة المعلمين .[c1]تجويد التعليم يحتاج إلى جهد كبير[/c]* متى تتوقعون وصول الوزارة إلى تحقيق جودة التعليم؟-في الحقيقة عملية تجويد وتحسين نوعية التعليم عملية طويلة ونتائجها لا تظهر بسرعة ، فهي تحتاج إلى نوع من التكامل بين مختلف عناصر الجودة المتمثلة في الكتاب المدرسي، المعلم ، الوسائل التعليمية، الاختبارات و نتائج الطلبة وهي مهمة جداً لأنه من خلالها سنتمكن من معرفة متطلبات تصحيح العملية التربوية وهل نسير في الاتجاه الصحيح وصراحة العمل يحتاج إلى جهد كبير ، و يبدو أن الخطة الخمسية للدولة وإطار نتائج وزارة التربية والتعليم متوسطة المدى 2011 - 2015م تركز بالأساس على تطوير وتجويد نوعية التعليم لكن النتائج لا تظهر بشكل كبير ونأمل عندما تشترك اليمن في اختبارات الرياضيات والعلوم العالمية خلال العام 2011م أن نظهر أن هناك تحسناً مقارنة بالنتائج التي حققتها اليمن في عام 2007م كذلك هناك اختبارات أخرى في عام 2014م ومن خلالها نستطيع أن نحدد ما إذا كان هناك تقدم أم لا ، ونحن هنا في تحسين جودة العملية التعليمية يجب أن يكون النتاج الأساسي هو ماذا تحسن في مستوى تحصيل الطلبة ؟ وليس أعداد المعلمين المتدربين أو أعداد الكتب التي أنتجناها أو عدد الوسائل التعليمية ، ويجب أن يكون التركيز الأساسي على الطالب،وما هو مستوى التحسن الذي حصل عليه ؟ وهذا يحتاج إلى جهد كبير أما بقية المؤشرات فلا تعتبر مؤشرات بحد ذاتها وإنما مخرجات تساعد في تحقيق المؤشر النهائي المتمثل في تحسين مستوى تحصيل الطلبة وإكسابهم المهارات والأهداف المطلوبة منهم في وثيقة المنهج ومصفوفة الأهداف والكفايات لما تم . [c1]نوع من العدالة[/c] * هل هناك جهات أخرى تشترك مع وزارة التربية والتعليم في تحقيق جودة التعليم ؟-اعتقد أن تجويد العملية التعليمية له عدة مكونات ولها عدة مداخل ولم تعد الآن المدرسة والمعلم هما المصدران الوحيدان للمعرفة فهناك مصادر أخرى مثل التلفزيون والإذاعة والانترنت وبرامج التعليم الأخرى - ولكن رغم وجود كل هذه الوسائل فهي تظل برامج مساعدة والدور الأساسي يبقى لوزارة التربية والتعليم وللمعلم والمدرسة وهذا لا ينفي أن يكون للوسائل الأخرى ومنها التلفزيون دور في إيجاد نوع من العدالة في توفير فرص التعليم بجودة عالية من خلال بث برامج تعليمية وخاصة في مواد الرياضيات والعلوم التي يندر فيها وجود معلمين متخصصين في المناطق الريفية ودور هذه الوسائل هو إيصال البرامج التعليمية إلى المناطق الريفية حتى نضمت على الأقل حصول الطلاب في المناطق الريفية على تعليم جيد من خلال وسائل الإعلام أو استخدام وسائل التعليم عن بعد.* أنشأت بعض الدول العربية هيئات ومؤسسات لتحقيق جودة التعليم، لماذا تقوم وزارة التربية والتعليم في بلادنا بخطوة مماثلة في إطار إعادة الهيكلة ؟ -نحن في الوزارة قمنا بهذه الخطوة وقد صدر قبل شهر قرار جمهوري بتشكيل مركز (القياس والتقويم) في اليمن وهو مركز مستقل وهيئة مستقلة و سيعمل على قياس الأعمال التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم لتحسين جودة التعليم إلى جانب ذلك هناك جهود تبذل الآن في إعادة هيكلة وزارة التربية وفقاً للمخرجات والنتائج المطلوبة من الوزارة وبتالي تحدد الوظائف وفقاً لما هو مطلوب في تقديم الخدمة التعليمية وليست لشغل فراغات أشخاص محددين. وهناك توجه نحو تحسين إدارة وكيفية تقديم الخدمة التعليمية وإضفاء الجودة والكفاية عليها واقصد بالكفايات هنا أن يتم تقديم خدمة تعليمية نوعية بجهد وكلفة اقل . وبتالي فإن مركز القياس والتقويم سيكون هيئة مستقلة مهامها الأساسية متابعة مدى تحسن مستوى تحصيل الطلاب ودعم الوزارة في إيجاد بنك للمعلومات والاختبارات وتدريب الناس وتحسين مستوى قدرات العاملين في الحقل التربوي خاصة المعلمين في وضع الأسئلة وتصحيحها وتحليلها والاستفادة من نتائجها.[c1]وضع الخطط والأولويات[/c]* هل هناك دعم من المانحين والمنظمات الدولية لتحقيق جودة التعليم؟- الحقيقة وزارة التربية والتعليم هي الوزارة الأولى التي سارت قدماً في سبيل إيجاد أولويات يتم التوافق عليها مع شركاء التنمية الداعمين للتعليم لدعمها ، ولدينا في وزارة التربية خطة سنوية واحدة يتم تنفيذها من قبل الوزارة وشركاء التنمية الداعمين للتعليم ، وكثير من برامج تحسين نوعيه التعليم يتم دعمها من قبل شركاء التنمية منها على سبيل الذكر مركز القياس والتقويم الذي تم دعمه من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية ،عملية المشاركة في اختبارات الرياضيات والعلوم التي يتم دعمها من قبل مشروع تطوير التعليم الأساسي وهذا المشروع يتم تمويله من قبل أربع جهات هي البنك الدولي وسفارة المملكة الهولندية وبريطانيا وبنك الإعمار الالماني.. وهناك دعم آخر من ألمانيا واليابان لتحسين العملية التعليمية لكن في الأساس وزارة التربية هي التي تقود وضع الخطط والأولويات ويأتي الدعم من شركاء التنمية لهذه الجوانب .* اليمن عضو في مكتب التربية العربي لدول الخليج هل هناك حلقة مشتركة مع هذه الدول للوصول إلى جودة التعليم .. أم أن كل دولة تسعى إلى تنفيذ برامجها على حدة؟- هناك جهود تبذل من أجل الاشتراك في وضع الكفايات المطلوبة للمعلمين من الصف الأول حتى السادس لكن هذه الجهود ليست متكاملة كما أن مشاركة اليمن لم تتبلور في إطار إستراتيجية ورؤية واضحة والجهود المبذولة هي عبارة عن آراء ومشاريع مجزأة ، وهناك توجه لوضع منهج موحد للرياضيات والعلوم ولكن حتى الآن لم نصل إلى اتفاق أو رؤية موحدة في هذا الجانب .