هيلاري كلينتون
واشنطن / 14أكتوبر / رويترز : تواجه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كيلنتون مهمة حساسة للدق على الوتر الصحيح خلال جولتها التي تشمل سبع دول في افريقيا هذا الأسبوع اذا كانت تريد منافسة نفوذ الصين المتنامي. وتأتي الجولة التي تستمر 11 يوما وهي أطول جولة تقوم بها كلينتون كوزيرة للخارجية بعد ثلاثة اسابيع من زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لغانا حيث أبلغ الزعماء الافارقة بأن عليهم التصرف بمزيد من المسؤولية مشترطا الحكم الرشيد للحصول على المساعدات الغربية. وينظر الى الضغط من اجل الحكم الرشيد والقضاء على الفساد على أن لهما نفس الاهمية في أنحاء القارة لكن خبراء في الشؤون الافريقية قالوا إن على كلينتون أن توازن بين هذه الرسالة وفرص الاستثمار وأن تمضي قدما نحو تنفيذ الوعود. ورغم أنها أعلنت أن افريقيا تمثل اولوية في السياسة الخارجية الا ان كلينتون تواجه شكوكا فيما اذا كانت القارة بالفعل مسألة تحتل اولوية بالنسبة لإدارة اوباما التي امامها تحديات خطيرة أخرى من الأزمة المالية الى حربي العراق وافغانستان. ويقول برونوين براتون من مجلس العلاقات الخارجية «تملكني حقا في القارة شعور بأن امريكا وافريقيا لا تسمعان بعضهما البعض.» وأضاف «هناك تعطش هائل للاستثمار (من جانب افريقيا) وفي الجهة المقابلة (أمريكا) هناك رغبة في التنمية والقاء المواعظ وهذا ما تحتاج إدارة اوباما حقا لأن تدركه خاصة اذا كانت ستنافس الصين» .وتعمقت العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين الصين وافريقيا في الاعوام الأخيرة وتركزت معظم الاستثمارات على المعادن والنفط وهي نفس القطاعات التي تشتهيها الولايات المتحدة ايضا. وقالت اكبر مسؤولة في وزارة الخارجية الامريكية عن افريقيا إن هدف الولايات المتحدة ليس الوعظ رافضة الحديث عن المنافسة مع الصين في افريقيا على أنها مثل «نموذج الحرب الباردة.» وقالت جوني كارسون مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية «آمل الا تعظ الولايات المتحدة أحدا». «أعتقد أن من الأهمية بمكان احترام الحكومات والزعماء الأفارقة للعمل معهم لحل المشكلات والتحديات التي يواجهونها والتعامل والتمكن من التعامل بشأن هذه القضايا» .وستكون كينيا المحطة الأولى في جولة كلينتون لحضور اجتماع سنوي للتجارة بين الولايات المتحدة ودول افريقيا جنوب الصحراء حيث قالت كارسون إنها ستناقش مناهج جديدة في الاستثمار والنمو الاقتصادي ذي القاعدة العريضة. وأشاد وولتر كانستينر الذي كان مساعدا لوزيرة الخارجية في إدارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بنهج فريق اوباما. وقال كانستينر «اذا كانوا يستطيعون مواصلة هذا الموضوع وهذا الحوار الأمين مع الأفارقة فأعتقد أن هذا سيمنحهم مزيدا من القوة. لقد حان الوقت.» واختارت كلينتون ثلاثة من أقوى اقتصادات افريقيا هي نيجيريا وانجولا المنتجتان للنفط فضلا عن جنوب افريقيا من بين الدول السبع التي تزورها خلال جولتها. كما تزور ليبيريا وجمهورية الكونجو الديمقراطية والرأس الأخضر. وقالت جنيفر كوك رئيسة برنامج افريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «العلاقات مع كل (الدول) الثلاث أهملت للأعوام الثمانية او العشرة الماضية. هذه فرصة للتواصل مع القوى الكبيرة في القارة وبناء علاقة اكثر قوة.» ويرى برينستون ليمان سفير الولايات المتحدة السابق في جنوب افريقيا ونيجيريا أن انجولا الغنية بالنفط بدأت تبزغ كقوة اقتصادية ومن الممكن أن يؤتي الاهتمام الأمريكي ثمارا خاصة مع نمو نفوذ الصين هناك. واتبعت إدارة بوش نهجا متباعدا الى حد كبير تجاه انجولا وما زالت هذه الدولة تشعر ببعض الشكوك حول نوايا الولايات المتحدة حيث ساعدت واشنطن في تمويل حركة يونيتا المتمردة في قتالها ضد القوات الحكومية الانجولية. وفي جنوب افريقيا ستتطلع كلينتون الى تعزيز العلاقات الاستراتيجية لكن كانستينر نصحها باتخاذ موقف اكثر صرامة تجاه جنوب افريقيا بشأن جارتها زيمبابوي والضغط على الرئيس المتشدد روبرت موجابي للتحرك بسرعة اكبر نحو إجراء إصلاحات. وأضاف «أعتقد أن (إدارة بوش) تركت بريتوريا تفلت عدة مرات بشأن زيمبابوي.» وقال ليمان السفير الامريكي السابق إن التحدي بالنسبة لأوباما هو أن يخلف تركة في افريقيا تتميز عن تركة بوش الذي تمتع بشعبية بين كثيرين بالقارة بسبب استثمارات الولايات المتحدة الهائلة في برامج علاج فيروس نقص المناعة المكتسب (الايدز) ومكافحة الملاريا. وأضاف ليمان أن الضغط من أجل إجراء إصلاحات ديمقراطية هو ابعد ما يمكن الوصول اليه بالنسبة لهذه الفكرة وان هناك توقعات هائلة بأن إدارة اوباما ستأتي بمزيد من المساعدات والتجارة. وتابع أن جزءا من مهمة كلينتون هو أن تضاهي التوقعات بالواقع.