كانت ميدانا لأعمال عنف دامية وأضحت قصة نجاح للحملة الأمريكية
قوات عراقية تفتش السيارات في الانبار
الفلوجة (العراق)/14 أكتوبر/رويترز: تصاعدت التوترات من جديد في محافظة الانبار التي كانت من قبل ميدانا لأعمال عنف دامية حتى أضحت قصة نجاح للحملة أمريكية لإعادة الأمن للعراق. فعلى طول الطريق الرئيسي الذي يقطع الفلوجة ثاني أكبر مدن محافظة الانبار التي كانت في السابق معقلا للمسلحين وساحة لأعنف المعارك مع القوات الأمريكية عام 2004 أعيد فتح الأسواق وورش السيارات. ولكن كثيرين يقولون ان الغضب المتزايد من نقص فرص العمل والخدمات الأساسية والتقدم السياسي يهدد بتبديد السلام في المحافظة الغربية التي تمثل نحو ثلث مساحة العراق. ويقول ياسين البدراني شيخ عشيرة سنية ان الوضع في الانبار حتى الآن ليس مستقرا والسلام نسبي مقارنة بما كان عليه الحال من قبل وغالبا ما يسبق الهدوء العاصفة. وفي يناير قال الجيش الأمريكي انه قد ينقل مسؤولية الأمن في الانبار للقوات العراقية قريبا ربما الشهر الجاري ولكنه يبدو الآن أكثر حذرا. وامتنع الميجر جنرال جون كيلي قائد القوات الأمريكية في الانبار عن تحديد جدول زمني واكتفى بقوله ان سيجري نقل المسؤولية قريبا. وبدأ صبر زعماء العشائر السنية الذين يرجع لهم الفضل في تقليص أعمال العنف في الانبار بتصديهم للقاعدة ينفد من رجال السياسة. وقال كمال نوري عضو مجلس شيوخ عشائر الانبار انه كان هناك اعتقاد بأنه مع إرساء الأمن في الانبار سيتحول رجال السياسة إلى التنمية وإعادة البناء ولكن فوجئ الناس بإهمال من جانب الحكومة. ويطالب آلاف من أنصار زعماء القبائل السنية بتجنيدهم في الجيش العراقي وقوة الشرطة أو منحهم وظائف أخرى محترمة. وقال سلام فرج عامل بمحطة بنزين «اين رئيس الوزراء هل يعلم ماذا نفعل لنكسب قوتنا ونطعم أسرنا؟ هل هذه وظيفة؟ لقد فشلت الحكومة.» وفي اجتماع مجلس مدينة الفلوجة لمناقشة مشروعات إعادة البناء لم يكن التقدم مشجعا وتبادل الجالسون إلى المائدة الاتهامات والأعذار. ومدينة الفلوجة في أمس الحاجة لمياه نظيفة ولكن خطة لمنع تلوثها بمياه الصرف الصحي متعثرة منذ أشهر كما ان المحافظة كانت من المراكز الرئيسية للصناعات التحويلية ولكن لم يبذل جهد يذكر لإعادة فتح المصانع التي عمل فيها الآلاف في وقت ما. وقال أعضاء مجلس شيوخ العشائر في المدينة والجيش الأمريكي ان توفير فرص عمل هو أمر حيوي من اجل إقرار امن دائم. ويقول الشيخ حميد العلواني رئيس مجلس شيوخ العشائر في المدينة ان عدد العاطلين في الفلوجة وحده بلغ 20 ألفا. وأبدى العلواني قلقه من انحراف العاطلين لطرق غير قويمة لكسب قوتهم مضيفا ان القاعدة لديها تمويل هائل وأعرب عن خوفه على الشبان. ومرة أخرى تجمع أعضاء القاعدة ومسلحون آخرون في المحافظات الشمالية بعد طردهم من الانبار والمنطقة المحيطة ببغداد. وقال كيلي أنهم لا زالوا يمثلون تهديدا وربما يخططون لهجوم كبير لتوجيه الأنظار مرة أخرى لمعقلهم السابق.، وتابع كيلي ان خطر نشوب أعمال عنف قائم إذا لم تتحقق أمال المواطنين في الانتخابات. وقاطع معظم السنة الانتخابات المحلية عام 2005 وحملوا أعضاء مجالس شيوخ العشائر مسؤولية الفشل في تمثيل مصالحهم وتأخر توفير فرص عمل وخدمات. بينما حمل شيوخ العشائر الحكومة المركزية الشيعية في بغداد المسؤولية. وقال العلواني ان دعم الحكومة المركزية للانبار ضعيف «لا نعرف السبب» وان العنف كان هو المبرر في العام الماضي ولكن الانبار أكثر أمنا الآن ويجب مساندتها بشكل كامل. وتعطل قانون السلطات المحلية الذي يمكن ان يمنح المجالس المحلية تفويضا أقوى لإعادة البناء ويمهد الطريق لإجراء انتخابات محلية جديدة بسبب صراعات سياسية. وقد يمنح القانون شيوخ العشائر وغيرهم من السنة دورا سياسيا اكبر. وفي الأسبوع الماضي قال كيلي ان الانتخابات المحلية ينبغي ان تجري في أسرع وقت ممكن إذا استمر كبح العنف في الانبار. ويلعب أربعة آلاف عضو في مجلس صحوة الانبار دورا كبيرا في التحول الأمني في المحافظة وأغلبيتهم من السنة العازمين على محاربة القاعدة. وشارك عدد كبير منهم من قبل في صفوف المقاتلين. ويرأس شيوخ العشائر مجالس الصحوة التي بدأت في محافظة الانبار وامتدت منها لبقية أنحاء البلاد مدفوعين بنفورهم من هجمات عشوائية للقاعدة وتفسيرها المتشدد للإسلام. وفي حفل تخريج لرجال الشرطة في الفلوجة قال القائمون على التدريب ممن يتعاونون بشكل وثيق مع مجالس الصحوة أنهم يواجهون صعوبة في إبقاء الرجال في مواقعهم. ويدفع الجيش الأمريكي 300 دولار لأعضاء مجالس الصحوة للقيام بدوريات في ضواحيهم وحراسة نقاط التفتيش. ويريد كثيرون الانضمام للجيش والشرطة لان المرتبات أفضل. وقال أحمد مرضي ويعمل مدربا في جهاز الشرطة «إذا لم تضم الصحوة لقوات الأمن ستحدث توترات. قاتلوا الإرهابيين معنا وقتل عدد كبير منهم.»، وتابع «ترك بعضهم العمل ولكن لا زلنا نطالبهم بالانتظار.. اذا استمر الوضع نخشى حقا ان تعود المآسي.» وتخشى الحكومة المركزية من قوة تضم في صفوفها عددا كبيرا من المسلحين السابقين ووافقت على استيعاب 20 في المائة فقط من أعضاء مجالس الصحوة الذين يزيد عددهم عن 90 ألفا ضمن قوات الأمن. وسيعرض على الباقين تدريبا مهنيا. وفي الوقت نفسه شكل قادة مجالس الصحوة حزبا سياسيا ويعلقون مثل آخرين في الانبار أملهم في إحراز تقدم على الانتخابات المحلية التي تجري في أول أكتوبر. وقال احمد لطيف الموظف في بنك «أتوقع منافسة شديدة والمشاركة في الانتخابات المحلية على عكس ما حدث في السابق حين كان المنطق ضعيفا وتأثر الناس بمفهوم خاطئ بان الاقتراع .. يعني مساندة الاحتلال.، وتابع «لن يقبل الناس بالإدارة السيئة السابقة.»