- كل ما يدور في الصومال يعنينا ومنذ أن انهارت الدولة هناك عام 1991م ولم تبن ثانية ولا يبدو أن في الأفق بناة قادمين فأن بلادنا تدفع كثيراً وتتحمل أعباء ثقيلة ، ويبدو أن خطراً قادماً إلينا من هناك في ظل مساعي تنظيم القاعدة الإرهابي لجعل اليمن “ دهشة الفصل القادم” بعد أن عزز الإرهابيون تواجدهم في الصومال القريب الخالي من الدهشة!.في اليمن يقدر عدد اللاجئين الصوماليين بأكثر من نصف مليون ولا تزال الطاحونة تدور والسفن تنقل ، وأضيف إلى هذا العبء الإنساني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي عبء آخر تمثل في القرصنة البحرية في خليج عدن والتي طالت 35 سفينة و 587 بحاراً خلال عام ولا يزال القراصنة يحتفظون بأكثر من 13 سفينة و200 بحار وهذه القرصنة أضرت بموانئنا واقتصادنا وجلبت إلى مياهنا أساطيل قوى دولية متعددة الأجناس والأغراض ، وأخيراً هاهم الصوماليون يظهرون في جبهات القتال في صعدة ، وبلغ عدد المقبوض عليهم في هذا الأسبوع أكثر من 56 عنصراً.- إن تنظيم القاعدة يعتبر عملية اللجوء المقبولة في اليمن فرصة ثمينة لنقل عناصره ضمن موجات اللجوء البشرية من الصومال إلى اليمن ، والدلائل على ذلك كثيرة ، فبين المقبوض عليهم في المخاء قبل أيام وفي صعدة هذا الأسبوع عناصر من تنظيم القاعدة .. فكم عدد غير المقبوض عليهم الذين يكونون قد انتشروا هنا وهناك بما في ذلك غير الصوماليين القادمين من الصومال أو اريتريا أو أثيوبيا ، وبالنسبة لهذه الأخيرة هي أفضل حالاً من اليمن من كافة النواحي فما الذي يدفع الناس هناك للجوء إلى اليمن ، حيث لم تتوقف المجموعات عن المجيء إلى هنا .. ويوم أمس على سبيل المثال قدم إلى ساحلي أحور في أبين وميدي في الحديدة ( 277) أثيوبياً.إن تنظيم القاعدة الإرهابي لن يفلت هذه الفرص السهلة ، وينبغي أن نتحلى باليقظة ، فهو يخسر في كل مكان ، وينظر إلى بلادنا بوصفها ملاذا آمناً ومساحة لجهاده ضد أميركا تماماً كما يجاهد المتمردون أمريكا وإسرائيل في صعدة فالمدمرون والقتلة لا يعدمون الحيلة ولا الذرائع .- خلال هذا الأسبوع دخل مديرية القبيطة صوماليون زرافات ووحدانا ، وكان ذلك مثيراً للقلق لدى من تبقى من الأسر المحلية هناك ، وقال لي من أثق بهم أن شباباً حاولوا ملاحقتهم ولكن الغرباء تسلقوا جبالاً وعرة وبعضهم عبر من القبيطة إلى الراهدة وإلى أماكن أخرى. إن هذا التحرك المريب يلقي على أجهزة الأمن المسؤولية كلها.. فاللاجئون مكانهم الطبيعي مراكز ومعسكرات اللجوء الإنسانية .. فمن الذي يساعدهم على الانتشار في بلد لا يعرفون تضاريسها الطبيعية ولا طرقاتها؟ هذا يعني أن هناك من يساعدهم على مغادرة مخيماتهم ، ومن يدلهم على الطرقات والأماكن التي يقصدونها.إن تسلل فرد أو مجموعة عبر السواحل الطويلة قد يصعب منعه نهائياًً ، أما خروج اللاجئين من مخيمات الإيواء في لحج أو أبين أو شبوة لينتشروا في كل مكان فلا يمكن أن يتم إلا برضى ومساعدة يمنيين ، وقطعاً هذا ليس مجاناً.كلامنا هذا لا ينطوي على أي نوع من التحريض ضد اللاجئين أو ضجر من اللجوء الإنساني ، بل لفت انتباه إلى ضرورة منع المجرمين من استخدام اللجوء استخداماً يهدد أمننا واستقرارنا.
اللجوء الإنساني وحقنا في الأمن
أخبار متعلقة