اقواس
عندما يعبث الناس بتراثهم وتاريخهم،أو حتى عندما يهملون تلك الأمور ولا يولونها حقها كاملاً،فإنهم يكونون خارج المثل العظيم القائل:(هذه آثارنا تدل علينا)..ولا مستقبل لأمة بلا تاريخ ولا آثار ولا حضارة!ودافع الكلام هنا هو التشويه فيما يسمى(الترميم)وهو ما يطال كل مواقعنا الآثارية والتاريخية،وقد طال ذلك معظم المواقع القديمة التي يتم ترميمها اليوم بالاسمنت...وكأنها بنيت قبل سنين قليلة وفي عصور حديثة،وهذا في حد ذاته أحد عوامل الهدم والإلغاء..وانظروا اليوم إلى ترميمات قلعة صيرة،والكنيسة في كريتر،ثم انظروا إلى البناء الجديد فوق الجبل(على بوابة عدن الشهيرة)وسترون أن البناء الحديث قد شوه القديم،التاريخي الآثاري..وتمعنوا في نحت الجبال فوق وبجانب شركة النفط بالدكة-معلاّ..ولكم الحكم في الأخير!اليس ذلك كله يدل على إننا ضد المقولة تلك،و إننا لا نقيم وزناً لآثارنا ولا لتاريخنا،وكأننا فقط كما قال القرآن الكريم(وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين)) وصدق الله العظيم في قرآنه الكريم،وذلك ما يدعونا إلى ان نتبصر ونحكم العقل قبل أن تحل بنا اللعنة،ونصبح في خبر (كان)!ولكي نبين أهمية التاريخ والأثر..هاكم مثلاً من (إسبانيا)التي كانت يوماً ما(أندلس)عربياً حفظ التاريخ لنا فيه آثاراً عظيمة إلى اليوم..رغم دحر المسلمين في عام(1492م)وإحراقهم والتنكيل بهم،إلى أن ثركوا الأثار تظل شاهداً على الزمن،وحييتم يا أسبان(إسبانيا) !موقعان تم إظهارهما الأندلس(إسبانيا)هما:قصر الحمراء وجامع قرطبة..الأول ظل كما هو إلى اليوم..والثاني بناء صومعة كنيسة داخل صحنة،ما شوه البناء،وصار على مرأى العين يمثل(دملاً)في المبنى الشهير..وكانت أعين السياح ترى وتنتقد ذلك متأففة من هذا التشويه.حتى بلغ الأمر ملك أسبانيا الحالي،بحسب الصحف،فأمر بإزالة ذلك المبنى(الصومعة)لأنه صار ضاراً بالتاريخ،وهو ليس تاريخهم بل تاريخ العرب والمسلمين الذين يعتبرهم معظم الاسبان (محتلين)ليس إلا!وموقف آخر فحين يتساءل السياح عن(صقر قريش)الذي حكم الأندلس،وأنهم لم يروا له آثراً اضطر القائمون على الآثار والسياحة إلى القيام ببناء تمثال على ربوة تطل على(قرطبة)عاصمة الأندلس سابقاً..وكان هذا التمثال الفارس على شكل صقر له جناحان ويتمطى فرساً..وهذا كله لإدخال معنى(صقر قريش)إلى عقول ونفوس السياح،أصحاب العملة الصعبة والنظرة التاريخية والذوق والآثاري الكبير.والأمثلة كثيرة لكننا سنكتفي بهذه،ولنا وقفات أخرى مع الآثار،ليرى القارئ الكريم أن بلادنا ليست أقل من تلك الدول لكن نحن البشر الذين نقلل من ذلك،وهو تقليل من حقنا..ولن أضيف!