نص
هائل علي المذابيعلى ضوء أحمر في غرفة مربعة الزوايا تشبه غرف ومعامل تحميض الصور والأفلام بيد انها لتحميض الأحزان..أجدني فيها مختلياً بي وقد استلقيت على فراشٍ يتوسط مصطبتها.. أسبل جفنيّ منسرباً إليّ.. أطلق العنان لأفكاري وخيالي.. أمارس طقوساً لا أدري أين ومتى وكيف تعلمتها!!..أتماهى وأوغل حتى يتخلى عني وجودي ومحسوساته وتتخلى عن المكان جاذبيته..اشعر بي خفيفاً كريشة.. أسمو.. أعرش.. أرتفع وتنأى بي خفتي بعيداً عن تضاريس المكان وتسري بي الرؤى إلى حيث المجهول وحده..أٌحلِّق وقد تحررت روحي من كينونتي حيث لا يلحق بي جناح لأرى أول ما أرى» الكون» وحدة عجيبة تدهشني.. اقترب فأحسه أنا وأحسني هو ..بشفافية روحي أرى مراياه فأجد فيها حزناً يشبه حزني فأدرك بؤس الحركة وحقارة المادة وهول المصير..احزن للشمس لنكرانها ذاتها وهي تحترق لتنير دروب الجاحدين.. لا رتماضها وهي تسعى منذ الأزل إلى غاية لا تدركها.. كسير الرياح.. وخفق الموج.. وجمود التراب.. وسيولة الماء وكمون النار أو اندلاعها.. حزن في حزن.. ووجعُ في وجعٍ موصول.. فلماذا..؟ وإلى أين .. .؟ ومتى..؟.أهبط قليلاً ليزداد حزني وأجد الناس تعبد اصناماً ليست كالأصنام.. أصناماً تشبههم..!! اصناماً تسخر منهم وتهزأ بهم .. اصناماً ليست جديرة حتى بأن تكون اصناماً..أهبط أكثر ولمس الشوك يسري في دمي مما أرى.. أوجاعي تكثر.. أُصغي فإذا الأرض تبوح بأنين روحها..تسألني عن أيلول..؟! تسألني عن المطر..؟! فأطرق واجماً وقد حرت جواباً..، تلُحُّ فأحاول وحين أحاول أجدني قد سقطت إلى الواقع وقد عادت للمكان جاذبيته.. افتح عينيّ لأجد لا شيء سوى الضوء الأحمر..