الحلم هو سلسلة من التخيلات، الافكار، العواطف، الاحاسيس ، التي تحدث لا إرادياً اثناء النوم وهو وسيلة تلجأ اليها النفس لاشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة التي لا تستطيع اشباعها في الواقع ، فالانسان يهيأ له تحقق دوافعه و رغباته في صورة حدث او موقف، وببساطة فإن الحلم هو العيش و الشعور في العالم اللاواقعي وهو من هبات الله عز وجل الكثيرة التي وهبها لكل إنسان ونحمده ونشكره على هذه الهبة ، والحلم يمنح الانسان شعوراً بالامل الجميل وبالغد المشرق والحصول على المأمول ، فالفقير يحلم بأن يشبع خبزاً والسجين يحلم بالحرية والمظلوم يحلم بالعدل والعدالة والمقموع يحلم بالديمقراطية والعاطل عن العمل يحلم بالوظيفة والعمل والصحفي يحلم باختفاء مقص الرقابة ... الخ . كنت قد طرحت سؤالاً على زميلي نائب مدير التحرير محمود ثابت بعد ان حدثته عن حلم قد رأيته في ليلة من ليالي موسكو وقلت له بعد نقاش وحوار الا يحق لي كمواطنة صالحة أن احلم بأن يستقيل كل مسؤول يقصر في موقعه وان نطالبه بالتحلي بالشجاعة الادبية وترك منصبه ؟! وهذا طبعاً حلم !!! فكانت اجابته حازمة وقاطعة ودون ادنى تردد او تلكؤ لا يحق لك ان تحلمي هذا الحلم ! لأنه عندنا لايوجد مبدأ الثواب والعقاب، وعندنا الفاسد يكون محمياً من قبل القبيلة او بعض المتنفذين لذا لاداعي أن تحلمي بتغيير هذا المسؤول الفاسد أو ذاك ولكني أجبته بأني احمد الله سبحانه وتعالى انه لايوجد احد يستطيع ان يصادر حلم الانسان مهما كان منصبه أو موقعه. عودة الى الواقع في معظم دول العالم عندما تحصل نكبة أو مصيبة يوجد من يتحمل المسؤولية و تبعات هذه الامور، فعلى سبيل المثال عندما حصلت كارثة تحطم قطار في كوريا الجنوبية وراح ضحيتها عدد كبير من الركاب فما كان من وزير النقل والمواصلات الا ان قدم إستقالته واعلن تحمله المسؤولية كاملةً ،ووجد منتحراً، اليس هذا شعوراً عالياً بالمسؤولية والمواطنة الحقة واحترام حياة البشر ؟! ولابد لي ان اذكر هنا ان الصحافة الكورية لم تتحدث عن وجود متآمرين ، وصيادين في الماء العكر يستهدفون الدولة والنظام فبمجرد حصول الكارثة ودون انتظار أي نتائج تحقيقات ، ومن منطلق فهم ان أي منصب هو تكليف وليس تشريفاً وان المسؤول هو خادم للمواطن تصرف الوزير الكوري بهذه الشجاعة الادبية، ولابد لي ان اذكر عبقري الاسلام الخليفه الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو مقيم في المدينه المنوره ويوجه البعوث والجيوش لنشر الاسلام ورغم عظم مشاغله في إرساء دعائم دولة الاسلام الفتية عندما قال والله لو عثرت بغلة في العراق لسئل عنها عمر. ولم يقل سيدنا عمر سانتظر ظهور نتائج التحقيق (عثرة البغلة) وسوف اقررعلى ضوء النتائج فبهؤلاء تقوم الدول والحضارات . وعودةً الى الاحلام سمعنا كثيراً عن الفساد والمفسدين وسرقة ونهب الاموال العامة والخاصة وسوء استخدام المنصب ولكننا لم نسمع ان هناك من قدم للمحاكمة او استحى على نفسه وقدم إستقالته وترك منصبه !! اسمحوا لي ان اتساءل واياكم كيف نجعل من الحلم حقيقة ؟! وأقول لكم أحلموا ولا تخافوا فلن يستطيعوا مصادرة احلامنا .
لا لمصادرة الحلم
أخبار متعلقة