قصة قصيرة
يدخل مكتبه الساعة الثامنة صباحاً، كان أول من يصل غير أن من هم على علاقة بالمدير أو تربطهم مصلحة لا يأتون الا في وقت متأخر، كانوا يصلون في التاسعة، فالأمر عادي بالنسبة إليهم، وعندما دخل المكتب جلس على كرسيه، قلب الملفات التي أمامه وبدأ بإنجازها فأراد كوباً من الشاي وأدخل يده في جيبه فلم يجد نقوداً فقد نسي بأنه قد دفعها أجرة للباص الذي أوصله للعمل وبينما هو يعمل بانهماك شديد دخل عليه شخص وفي يده ملف وكان على عجلة من أمره فقال: إذا سمحت أكمل معاملتي هذه :أنتظر إلى أن أنجز الملفات فأخرج الرجل مبلغاً من المال ووضعه فوق الملف وقال مرة أخرى انه معاملتي هذه نظر إليه وقال لا آخذ رشوة.- ليست رشوة وإنما أتعاب.- حسبي الله ونعم الوكيل حتى الرشوة تغير معناها وأصبحت أتعاباً إذا سمحت خذ ملفك وتحرك أو أنتظر إلى أن يأتي دورك.- حسناً .. سأنتظر ولكنني أستغرب كيف برجل في هذا الزمن أن يرفض المال.هناك الكثير مثلي ولكن لا ترونهم لأنكم تصادفون دوماً من يبيع ذمته لأجل مال حرام يشوى به في جهنم يوم القيامة وفجأة دخل عليه أحد أصدقائه الذي يعمل في المكتب المجاور له وإذا به يقول له: لا تنس المبلغ الذي أخذته مني، اقتربت نهاية الشهر .. رد عليه وهو خجول: حسناً .. وأخفض صوته بالحديث وقال له اسمع لا تستحي الا ترى أن عندي معاملات وأن هناك من ينتظر معاملته، قال صديقه: أعتذر .. ولكنني أحببت أن أذكرك، خرج صديقه وبقى في مكانه خافضاً رأسه خجلاً من الرجل وفي نفس الوقت يكمل معاملات الناس، فنظر إليه الرجل وقال أنك حقاً شخص نزيه، في زمن يسيطر فيه الطمع على قلوب البشر.نظر إليه وأبتسم وقال: كل عمل أقوم به أجزي به من عند الله ثم معاشي الذي أخذه نهاية الشهر ودائماً ما أردد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) صدق رسول الله.