واجه هجوماً ديمقراطياً جمهورياً على خطته
واشنطن / وكالات : قال الرئيس الأميركي جورج إن خطته الجديدة حول العراق هي “أحسن فرصة للنجاح في العراق” لكنها لن تحمل نتائج فورية.وكان بوش يتحدث بعد خطاب عرض فيه إستراتيجية جديدة كانت بعيدة تماما عن توصيات لجنة بيكر/هاميلتون, إذ دعت إلى رفع عدد قوات بلاده في العراق, ولم تحدد أي جدول زمني لانسحابها.وتشمل الخطة رفع القوات بأكثر من 20 ألفا, ينتشرون ببغداد والأنبار خاصة, ورصد ميزانية إعمار يشرف عليها السفير السابق تيموثي كارني, والتزامات على حكومة العراق التقيد بها, من قبيل الانقضاض على المليشيات, وهي لن تكون ذات آجال مفتوحة - على حد قول بوش - وستفقد الحكومة العراقية دعم واشنطن إذا لم تف بوعودها.وإذا كانت خطة بوش لقيت ترحيبا متوقعا من حلفائه خاصة أستراليا واليابان وبريطانيا, فإن هاتين الأخيرتين لن ترسلا قوات جديدة, فاليابان أنهت وجودها العسكري, وبريطانيا مستمرة في خفضه.الإدارة الأميركية لم تحسم بعد المدة التي تتطلبها التعزيزات الجديدة, لكنها لن تكون سنوات بل أشهرا فقط حسب وزير الدفاع روبرت غيتس.ولقيت الخطة معارضة الجمهوريين الذين يريدون خفض القوات بغضون ستة أشهر, واتهموا بوش بأنه لم يتعظ من هزيمة حزبه الأخيرة, لكنها معارضة لا يرجح أن تصل حد منع التمويل, لأنهم يعرفون أن بوش سيتهمهم حينها بالتخلي عن القوات المسلحة, وهي تهم لها أضرار سياسية كبيرة بالولايات المتحدة.زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد قال “إن الرئيس في خياره بتصعيد الحرب يقف في الواقع منفردا”, فيما وصف رئيس لجنة العلاقات الخارجية جوزيف بايدن الخطة بأنها خطأ مأساوي, وتنبأ السيناتور ريتشارد دوربين بألا تضع حدا للحرب الأهلية بالعراق حيث “حان الوقت للعراقيين ليقفوا ويدافعوا عن بلادهم”، مطالبا نوري المالكي بقرارات حاسمة لوقف الحرب الأهلية وتفكيك المليشيات وتحسين مستوى المعيشة.وقالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ “ إننا أمام ضرورة وطنية ملحة بعدم الفشل في العراق”, معتبرة أن أول امتحانات الحكومة العراقية عملياتها الأمنية في الأحياء الشيعية والسنية.وتعرضت رايس لهجوم شديد, حيث خاطبتها السيناتورة باربارا بوكسر بقولها إنها لا تهتم للأمر لأنها ليس لها أولاد تخسرهم, متسائلة “من يدفع الثمن؟”, مضيفة “أنت لن تدفعي ثمنا خاصا.. فوزيرة الخارجية ليس لديها من تخسره في عائلتها المباشرة”.وعندما حاولت رايس الرد قائلة إنها تتفهم آلام الضحايا من الجنود الأميركيين وهي “لن تستطيع أبدا فعل شيء لتعويض من سقط من المجندين والمجندات أو الدبلوماسيين الذين...”، قاطعتها بوكسر “سيدتي وزيرة الخارجية, رجاءً أنا أعرف أساك الشديد لهذا الأمر, لكن ليس هذا ما أريد سماعه, فأنا كنت أتحدث عمن يدفع ثمن قراراتك”.رايس تريد من دول الجوار المساعدة في استتباب الوضع بتخفيف ديون العراق, محذرة من أن نزوله إلى حالة فوضى يعني تهديد مصالح الجوار “لأن إيران الشيعية ستملأ الفراغ”.وكانت رايس ترد على سؤال لرئيس اللجنة توم لانتوس.وتزامنت خطة بوش مع استطلاع جديد يؤكد أن الموقف من الحرب لم يتغير في أحسن الأحوال, فحسب استطلاع لـABC وواشنطن بوست فإن 61% يعارضون إرسال مزيد من القوات مقابل 36%.