في لمحات من تجربته وإسهاماته في تطوير الأغنية اليمنية
د . زينب حزام :عرفناه فناناً للأغنية اليمنية ومبدعاً استطاع أن يتحدى التقاليد القديمة وبرز في ساحة الغناء ، نال من خلال أغانيه الرائعة إعجاباًَ من محبي الأغنية العاطفية والسياسية والأناشيد من التراث الشعبي اليمني. هو الفنان والمبدع أنور مبارك هذا الفنان الذي استطاع أن يجمع بين حبه الشديد للموسيقى والشعر الغنائي واللحن والغناء وهو واحداً من المبدعين الذين عملوا على توثيق الأغنية اليمنية القديمة والحديثة ويعتبر الفنان أنور مبارك من المبدعين الذين عملوا بصورة حية من جميع نواحي الحياة حيث أصبح الفن جزءاً من مشواره الفني والرسالة الوطنية ويعبر بصدق وأمانة عن أماله وأفراحه وحبه الشديد لوطنه اليمن وعمل على رعاية المواهب الفنية فهو دائماً ما يؤكد بأن الموهبة الفنية منحة ربانية يجود بها على أشخاص وهبهم الله هذه الميزة كنعمة من نعمه ، لذا فهو يدعوا الدولة إلى ضرورة رعاية وتطوير هذه المواهب الغنائية حتى نتمكن من بناء صرح فني متين. لقد غنى الفنان المبدع أنور مبارك للعديد من الشعراء اليمنيين ما اكسبه تجربة فنية غنية بشتى الموضوعات التي تطرقتها أغانيه العاطفية والوطنية والسياسية . وهو فنان يبحث باستمرار عن كل جديد يضيف إلى رصيده الفني وهو أيضاً فنان قديم الابتكار متوهج الرؤية وهو لذلك فنان جدير بالاحترام ليتمكن من تقديم كل جديد ومفيد للثقافة والفن اليمني. تجربة غنيةشارك الفنان اليمني أنور مبارك في معظم الحفلات التي كانت تقام بمناسبات الأعياد الوطنية وما زال يشارك فيها بكل حب ووطنية صادقة وما زال يشق طريقه رغم معاناته الطويلة مع المرض ويقدم الأناشيد الوطنية التي كانت لها دور لا يستهان به في دعوة الجماهير لبناء هذا الوطن الغالي وكان حريصاً ايضاً على ازدهار نادي الفنانين وتذليل الصعاب أمام استمراريته طال الله في عمر هذا الفنان الذي كان حريصاً ومازال يعمل في مختلف المجالات والدليل على ذلك انه بدأ بالأغنية الفردية ثم الأغنية الجماعية مع فرقة الإنشاد وكان ومازال عضواً فيها. قدم الفنان أنور مبارك مساهمته الفنية من خلال العديد من المحاولات الجادة في رفع مستوى الأغنية اليمنية وقد نالت أغانيه الإعجاب من جمهور الأغنية الحديثة فكان له دوربارز في كيفية المعالجة الفنية لتلك الأعمال التي قدمها من أغاني التراث الشعبي اليمني وكان يقدمها بمشاعره الوطنية العاطفية مما أعطى الأغنية صفة الليونة والمرونة وكان له الباع الطويل في كيفية صياغة العمل معه خاصة عندما يتفاعل مع الحدث الذي من اجله صاغ عمله فهو يتجه في معظم أعماله الفنية إلى مخاطبة مشاعر جمهور الأغنية عن طريق عاطفة الحب الوطني وذلك الحب الذي يجمع مشاعرنا الوطنية لترسيخ وبناء الوحدة اليمنية المباركة فهو يغني لجمال الأرض اليمنية لجبالها وبحارها ومدرجاتها الخضراء لأشجار البن والعنب انه ينتقي من حدائق الأنغام الموسيقية ما يناسب مشاعره فيصوغ الحانه المعبره عن الحدث متنقلاً بين الجمل الموسيقية التي تثيرفينا تلك الأحاسيس المرهفة وذلك من الناحية الصياغية والأدائية التي تتميز بالجانب التطريبي الذي تتفاوت مقدرتنا الحسية في مدى تقبلنا لهذه الأغنية فمن الجائز يقف موقف الحياد في أحاسيسه ثم نجد الأخر يقف موقف عدم الرضا ومهما كان من نوعية المواقف المختلفة في أحاسيسنا فإننا نستنتج طابع الليونة والمرونة من نوعية الجمل الموسيقية التي أخذت شكلاً مرناً يمكن تطويله وتقصيره حسبما يريد المؤدي أو المعنى الأصح حسبما تفيض به قريحة المؤدي من أنغام لحظية أثناء الأداء وقد تميز الفنان أنور مبارك بحسن الأداء في جميع أعماله الفنية . يقول الفنان المبدع أنور مبارك هكذا أخذنا فرصتنا وقد تعلمنا بالخبره وبالممارسة والتجربة والخطأ وهذا أضاع علينا وقتاً طويلاً في اكتشاف أشياء كان من الممكن معرفتها من الكتب فكيف يكون الحال مع الأجيال القادمة ؟! خاصة وان بالخبرة وحدها من دون دراسة أكاديمية لا تكفي»!! ومن هنا جاءت دعوته إلى ضرورة إنشاء معهد خاص بدراسة الموسيقى والتحق هو بدراسة الأكاديمية للموسيقى وطور موهبته علمياً وأكاديمياً وهذه التجربة ساعدته على تقديم اعمالاً فنية نالت إعجاب جهور الأغنية اليمنية . وتمثل ذلك أغانيه الوطنية التي قدمها في المناسبات الوطنية وأغانيه التي قدمها للإذاعة والتلفزيون في اليمن ومشاركته في المناسبات والحفلات في الدول الشقيقة في الخليج العربي والسعودية ومصر وحصل على جوائز الدولة التشجيعية لقد آن الأوان لان تقوم وزارة الثقافة بواجبها الوطني تجاه توثيق جميع الأعمال الفنية التي تستحق التوثيق المرتبطة وأغاني التراث والأغاني الوطنية بتاريخ اليمن مثل الأغاني الشعبية والفنان المبدع أنور مبارك يتميز بتقديم هذه الأعمال الفنية وهو جدير بالتكريم لأنه ساهم في تنمية الذوق الفني في تقديم الأغاني الجيدة ورعاية المواهب الفنية الشابة الذين ينتظرون من يدربهم على الفن الجيد.