عبدالقادر أحمد الرضمي سؤال أصبح يطرح نفسه بشكل ملح في الآونة الأخيرة على ضوء الأحداث الإجرامية التي اجتاحت غزة على يد أتباع هذه الظاهرة وعلى الرغم مما نراه من أبواق الدعاية في كثير من الصحف الحزبية في اليمن والتي لا تزال تقع فريسة شعارات أتباع كلا الظاهرتين في ظاهرها مقدسة وباطنها الجحيم , إلى أن ذلك لا ينفي أن هناك أيضاً من لا يزال انطلاقاً من توافق عقائدي معهم يُسدد سهامه إلى الشرعية المبنية أصلاً في كلا الجانبين على الاعتدال والبحث الصادق عن مصلحة شعبيهما .. وهنا أستطيع أن أجزم بأن كلا الظاهرتين تشيران في نسق واحد منتظم من حيث الصبغة الظاهرة والأهداف المعلنة الزائفة وغير الحقيقية , والأهداف الخفية والتي حرصت كلا الظاهرتين على إبقائها في الزوايا المظلمة من نهجها اليومي كي لا يراها المستهدفون ومن حيث أيضاً الوسائل لتحقيقها .وإذا ما استعرضنا هذه النقاط نجد أنها كانت على النحو التالي :- الصبغة الظاهرة : الإسلام :فالحوثية أعلنت تحت أسم الشباب المؤمن وهو أسم يخلو من البراءة فالمتأمل بنظرة تحليلية نفسية يجد أن هذه الظاهرة اتخذت هذا الاسم لتشير بوضوح إلى تقسيم المجتمع اليمني إلى فئتين فئة مؤمنة متمثلة بأتباعهم وفئة ضالة متمثلة في الجانب الآخر .أما الظاهرة الحمساوية فاتخذت أيضاً وعلى نفس النسق أسم حركة المقاومة الإسلامية بمعنى أنهم أيضاً هم الفئة المؤمنة وما دونهم الفئة الضالة , وهذا ليس سراً فقد أفصحوا عنه فيما بينهم وكذلك على العلن من خلال خطباء مساجدهم في غزة الذين يفتون ليل نهار على منابرها بجواز قتل من ليس منهم بحكم العمالة وإنهم الفئة الضالة.- الأهداف المعلنة :الحفاظ على تعاليم الدين وتطبيق الشرائع السماوية .مساعدة المحتاجين .تحفيظ القرآن الكريم .- ووسائلها كانت في ذلك :- منابر المساجد .- مدارس تحفيظ القرآن الكريم .- الجمعيات والمؤسسات الخيرية .وهذه أي الجمعيات والمؤسسات " ألخيرية " لم تقتصر على الإقليم المتواجدة فيه , بل كانت ولا زالت لها امتداداتها في كثير من البلدان الأخرى وصلاتها التي تشعبت إلى قضايا على درجة من الخطورة باتت تهدد استقرار المجتمعات التي هي في نظر أتباع كلا الظاهرتين مجتمعات ضالة بل قد تصل إلى درجة التكفير .[c1]- الأهداف الخفية :[/c]وهي تلك الأهداف التي تمثلت بالسعي الحثيث للوصول إلى السلطة والانقضاض عليها وتحويل هذه المجتمعات إلى مجتمعات مغلقة تحكم بحد السيف وبالحديد والنار وذلك انطلاقاً من أن هذه المجتمعات القائمة هي مجتمعات كافرة وضالة وعميلة للأمريكان واليهود ويجب إزالتها وهو ما لا يمكن أن تقبل عقولهم دونه .كذلك نجد أن كلتاهما استخدمت شعارات تكاد تكون واحدة فحماس استخدمت شعار المقاومة ومقاومة عملاء الاحتلال وإتباع أمريكا ن أما الحوثية فاستخدمت شعارات الموت لإسرائيل .. الموت لأمريكا . وهنا يستطيع المتابع لكلتا الظاهرتين أن يكتشف أن هناك تماهياً تاماً وتطابقاً كبيراً بين كلتا الظاهرتين وهذا التماهي والتطابق في التوجهات والأهداف لاينطلق من توافق مذهبي وعقائدي بل من توافق وتماهي في طريقة استخدامها من قوى خارجية كأدوات تهدف لتشكيلها كأوراق لعب وتأثير فاعلة في يد هذه الأطراف أو تلك في مواجهة أعدائهم تمكنهم من الحصول على مناطق نفوذ أكبر في هذه المنطقة من العالم وبالتالي فإن كلتا الظاهرتين من أجل تحقيق أهدافهما التي اتسقت مع القوى الكبرى أسقطت الثوابت الوطنية لديها ولم تصبح للرموز الوطنية لديها أي معنى أو قيمة وأدلل على ذلك فيما حدث وشاهدناه سواء هنا في اليمن على يد الحوثية او في فلسطين على يد القطعان الحمساوية .· فالحوثيون ، قاموا بإنزال رمز السيادة وهو علم الجمهورية اليمنية ورفعوا بدلاً عنه راية أخرى ترمز لامتدادات خارجية . · وحماس في فلسطين أسقطت العلم الفلسطيني وأتلفته ورفعت بدلاً منه علمها الحزبي الذي يرمز إلى امتدادات خارجية . · الحوثيون قاموا بالاعتداء على المؤسسات الشرعية وسيطروا على بعضها وحطموا البعض الأخر ، واحرقوا البعض الآخر ونهبوها غنائم حرب . · حماس وقطعانها قامت بالاعتداء على المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية وحطمتها واستولت عليها وأحرقتها ونهبتها كغنائم حرب . · الحوثيون قاموا بالاعتداء على رمز الحماية للدولة وهو الجيش وقوات الأمن وقتلت الكثير منهم . · حماس وقطعانها قامت بالاعتداء في غزة على قوات الأمن وكل رموز الحماية للسلطة الوطنية وقتلتهم ، وزادت أنها قامت بإعدامات على الهوية من بين المواطنين الأبرياء .وعليه .. فإننا نصل إلى الجواب القطعي على السؤال المطروح بأن هناك وجه شبه بل وتماهي بين الظاهرتين الفارق الوحيد فقط إن المشروع في اليمن قد سقط وتهاوى رغم إمدادات الكثير من السلاح من أطراف خارجية !! وذلك بفعل القدرة العسكرية القوية للدولة اليمنية ، دولة الوحدة على عكس غزة ، حيث أن قدرة القوات الأمنية الفلسطينية كانت قد أضعفت وأجهضت بفعل الاحتياجات الإسرائيلية المتكررة وتعرضها للعديد من الضربات العسكرية الإسرائيلية لها .. في الوقت الذي كانت أيضاً إسرائيل تغض الطرف عن تهريب السلاح بجميع أنواعه والذي كان يذهب لحماس والذي شاهدناه في أيدي عصابات حماس وهي تنفذ مخططها الإجرامي الانفصالي الهادف للانقلاب على السلطة وإقامة إمارة غزة الإسلامية . وهنا أستطيع أن أقول أنه ورغم أن الغلبة العسكرية في غزة حسمت لصالح حماس ، إلا أن الغلبة السياسية حسمت بفعل الحنكة السياسية والخبرة في إدارة الصراع لصالح القيادة الشرعية للرئيس أبو مازن . ومن هنا فقد وضعت حماس نفسها بنوع من حقد وقصر النظر والعقلية المغلقة في شرك لايمكن مهما فعلت أن تخرج منه سالمة . ومثلما انتصرت الشرعية في اليمن .. فنحن على يقين بأن انتصار الشرعية الفلسطينية قادم لا محالة .
هل هناك وجه شبه بين الظاهرة الحوثية والظاهرة الحمساوية .. ولماذا ؟؟
أخبار متعلقة