عباس يدعو إلى هدنة شاملة في الضفة والقطاع
الأراضي المحتلة / غزة / وكالات :أعرب مبعوث الأمم المتحدة الجديد لعملية السلام في الشرق الأوسط مايكل وليامز عن انزعاجه من اعتقال إسرائيل 33 قياديا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بينهم وزير التربية والتعليم الفلسطيني ناصر الدين الشاعر وثلاثة نواب وأربعة رؤساء بلديات بالضفة الغربية.وقال وليامز "بالطبع لا حصانة للمشرعين من القانون لكن ما يقلقني أنه في غالبية الحالات كما فهمت لم توجه لهم أي اتهامات ناهيك عن تقديمهم للمحاكمة"، في إشارة إلى اعتقال نواب من حماس العام الماضي.وأدانت الحكومة الفلسطينية بشدة حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية واستهدفت القيادات السياسية لحماس.ووصف وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة مصطفى البرغوثي ما قامت به إسرائيل بأنه اختطاف، واعتبر ذلك بمثابة حرب شاملة تستهدف ضرب الوحدة الوطنية، ومحاولة أخرى لتقويض عمل المؤسسات الفلسطينية في وقت تواصل فيه اعتقال قرابة 41 نائبا اختطفتهم في حملة مشابهة في يونيو العام الماضي.ودعا البرغوثي إلى تحرك وطني جماعي لمواجهة "المخططات الإسرائيلية لتعطيل مؤسسات السلطة الوطنية في إطار مسلسل الجرائم الإسرائيلية التي أخذت أشكالا متعددة عبر استمرار القصف على غزة والحصار الجائر على شعبنا".كما طالب الوزير الفلسطيني المجتمع الدولي "بالتدخل لوقف جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية وفرض عقوبات على إسرائيل التي تخرق القانون الدولي صباح مساء بدلا من معاقبة الضحية باستمرار الحصار على شعبنا".من جانبه حمل المتحدث باسم رئاسة الحكومة الفلسطينية غازي حمد إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التداعيات المترتبة على ممارساتها. وطالب بإطلاق سراح جميع من اعتقلوا من وزراء ونواب ورؤساء مجالس وبلديات. كما اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاعتقالات نكسة لجهود السلام.وقد برر متحدث عسكري إسرائيلي عمليات الاعتقال بأن مسؤولي حماس في الضفة يؤيدون عمليات إطلاق الصواريخ من غزة على أهداف إسرائيلية.وجاء في بيان أصدره جيش الاحتلال أن حماس "متورطة حاليا في تعزيز البنية التحتية الإرهابية في الضفة الغربية استنادا إلى النموذج المستخدم في قطاع غزة وتستغل الحركة المؤسسات الحكومية لتشجيع ودعم الأنشطة الإرهابية".كما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال أن اعتقال هؤلاء القادة من حماس رسالة إلى الأجنحة العسكرية تطالب بوقف إطلاق الصواريخ. وأضاف أن "الاعتقال أفضل من إطلاق النار".ومقابل الرسالة الإسرائيلية توعد الجناح العسكري لحماس بشن مزيد من الهجمات الصاروخية على الأهداف الإسرائيلية. وقالت كتائب القسام في بيان لها إن الضربات ستستمر وإنها أطلقت يد الخلايا التابعة لها "لضرب العدو في كل مكان في فلسطين".ورغم ذلك أكد الرئيس الفلسطيني ضرورة وقف إطلاق الصواريخ والتوصل إلى هدنة متبادلة ومتزامنة وشاملة مع إسرائيل.وأوضح محمود عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في غزة "نريد هدنة ليس هنا فقط بل في الضفة الغربية وقطاع غزة". وأشار إلى أن الفصائل ستدرس موضوع التهدئة.وأعلنت خمس فصائل فلسطينية -هي حماس والجهاد وفتح والجبهتان الشعبية والديمقراطية- بعد لقائها عباس في غزة أمس الأول أن أي تهدئة مع إسرائيل يجب أن تكون متبادلة ومتزامنة وشاملة. وأكدت أن "لا تهدئة مجانية" مع إسرائيل.من جانبه دعا سولانا إلى وقف ما وصفها بأعمال العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال إن إطلاق الصواريخ الفلسطينية وردود الفعل الإسرائيلية عليها يجب أن تتوقف.كما أعلن المسؤول الأوروبي عن تمديد عمل فريق المراقبين الأوروبيين في معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر لمدة عام بناء على رغبة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.وجاءت الاعتقالات في الضفة فيما واصل الطيران الحربي للاحتلال غاراته على قطاع غزة. وفي أحدثها أصيب أربعة فلسطينيين على الأقل في قصف استهدف مقرا للقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في شارع اللبابيدي غربي مدينة غزة ما أدى إلى تدمير الموقع.كما قصفت طائرات الاحتلال مقرا ثانيا للقوة التنفيذية في دير البلح وسط القطاع دون أن يعرف حجم الخسائر.وكان مزارع فلسطيني استشهد صباح أمس برصاص الاحتلال في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الشهيد سعيد العطار (28عاما) سقط عقب إطلاق دبابات الاحتلال نيرانها بكثافة تجاه مزارعين في المنطقة.كما توفيت أمس فلسطينية متأثرة بجروح أصيبت فيها في غارة للاحتلال الأسبوع الماضي.