هرب المدرب.. فما العمل؟!
لا عزاء لنا وللمنتخب!!هل هناك شرط جزائي يحفظ لنا الحقوق القانونية؟؟ كتب/ حسن عياشفي صباحية الوداع وفيما كان بعض الرسميين يتأبطون الأمنيات ويراقبون عن كثب حركة اللاعبين المغادرين إلى القاهرة في جمهورية مصر العربية لإقامة المعسكر الخارجي الأهم قبل لقاء السعودية يوم 22 فبراير الجاري في تلك الأثناء بدأ الحديث همساً قبل ان يصبح صخباً في عنان السماء .. غادر رابح سعدان إلى الجزائر.. بل غادر إلى جهة غير معلومة.. المهم انه غادر والسلام.. تركنا.. لم يعد باقياً على شيء!!بعض الرسميين لم يصدقوا الأمر واعتبروه مجرد شائعة دسها المغرضون أو ربما روج لها أحد الإعلاميين الذين اضمروا الشر للمدرب الجزائري.. هكذا قال الرسميون.. أو هكذا توقعوا قبل ان يأتيهم النبأ اليقين.. أحدهم أخرج هاتفه السيار من غمده وهاتف المعنيين: ألو.. ما هذه الإشاعة عن مدرب المنتخب رابح سعدان؟! الإجابة كانت صاعقة: ألو.. هذه ليست إشاعة .. لقد (فعلها) المدرب المحترف حقاً وأقدم على عمل غير احترافي!!ولأن الرسمي المعني بالأمر لم يصدق فقد أعاد السؤال: معقول؟!وجاء الرد من جديد: معقول ونص .. (صاحبكم) فعلها وسافر وكل ما تركه لنا رسالة بيد ساعي البريد.. عفواً بيد صديق تركها على مكتب اللجنة المؤقتة ومعها مفتاح السيارة ومتعلقات الشقة .. يعني (افترقنا خلاص) على رأي نجاة الصغيرة!!المشهد يكتمل عند هذه النقطة والمسؤول الرسمي يقتنع بأن سعدان قد رحل فعلاً فيزم شفتيه بلا طائل ويردد الجملة التي قالها محدثه على الهاتف: "فعلها سعدان ".في الوقت ذاته وفيما المسؤول مازال واقفاً في المطار يحدث نفسه غير مصدق بأن المدرب الجزائري قد فعلها حقاً كان آخر اللاعبين يدلف إلى جوف الطائرة المتجهة إلى مطار القاهرة والمنتخب يغادر.مشهد ثاني ينطوي ويبقى المشهد الأهم هو ذلك القادم خاصة وان المنتخب قد أصبح فعلياً بلا ربان بعد ان تخلى عنه ربانه بلا احم ولا دستور والأكيد كذلك ان ( الراعي) ليس هو الربان المنتظر مع احترامنا الشديد لقائد الدفاع الحساني في زمن الفوارس الذي ولى.> إذاً.. ما العمل؟السؤال ليس له أدنى علاقة بفلسفة الماركسيين لكنه تعبير واقعي عن الورطة التي وضعنا فيها الرجل (الرصين) فالزمن لم يعد يحتمل البحث عن إجابة والأيام المتبقية على لقاء السعودية ربما لا تسعفنا حتى لقراءة الأوراق .. بل هي لن تسعفنا بكل تأكيد.. ونحن نحلم بستر الحال.. ونبحث عن إجابة شافية للسؤال.> ما العمل؟!سؤال كانت إجابته في الاصل أصعب من أن نهتدي إليها حتى وسعدان بيننا فما بالكم وقد رحل سعدان؟! ليس لأنه سعدان ولكن لأنه مدرب ترك فريقه قبل أيام من خوض المباراة الأولى في تصفيات البطولة القارية الأهم.. لانه قائد وضعت فيه الثقة فنكص عنها على بعد أمتار من ساحة المعركة.. لم ينسحب ( تكتيكياً) ولكنه ببساطة.. هرب!!بالأساس كانت مهمة المنتخب صعبة.. وفي نظر آخرين مستحيلة .. فكيف يمكن ان تكون الآن وقد نفذ القائد بجلده وترك لنا رسالة مع محضر.. عفواً مع صديق. نهاية غير مفهومه من طرف مدرب لم تكن أغلب تصرفاته مهضومة لدى الكثيرين منا لكنه وأي كان الأمر "رمانا بداية وأنسل" وترك لنا السؤال:> ما العمر؟!اعرف ونعرف جميعاً أن لاعبينا (رجاله) ويمكن ان يقاتلوا ولا نشك بأنهم مستعدون للانتحار "عند أسوار ملعب المريسي" أو أي ملعب آخر لكن ذلك لن يكون كافياً بكل تأكيد وإلا لكنا قد أكتفينا بتشكيل فريق انتحاري وكفانا شر سعدان وسواه.الآن الأمر متروك على طاولة اللجنة المؤقتة.. ليس في طي ورقة الرابح سعدان المرسلة مع صديق.. ولكنها على الطاولة تحمل السؤال وهي مذيلة بمطالبة عاجلة للجنة لتجد الإجابة في أسرع وقت ممكن.والأمر متروك للجنة وللوزارة لتطلبان معاً بـ (حقنا) إن كان لنا عند سعدان حق!!نقول ان كان لنا حق لاننا نتوجس خيفة من أن يكون العقد الذي هو شريعة المتعاقدين (فالصو) أو أن يكون مطاطياً ليس له صفة سوى انه عقد مبني على ( الثقة) بعيداً عن احتياطيات العقود الاحترافية الممهورة بالشروط الجزائية.نتوجس خيفة من أن يكون غزل الأيام الخوالي بين المدرب واتحاد العيسي ومن ثم اللجنة المؤقتة الحالية وقبلهما الوزارة نخاف ان يكون ذلك الغزل قد بنى بيتاً قانونياً من خيوط العنكبوت حيث وان الفيفا وسواه لا يشذون عن القانون الذي لا يحمي المغفلين .. ويا مصيبتاه بعد ذلك اذا اكتشفنا ان (العنكبوت) الذي نسج خيوط الوهن هو الذي وضع كل الحبكة كما المح لي أحد المتابعين!!.إذاً.. هرب سعدان.. أو سافر سعدان وترك لنا منتخباً يعاني وحشة الطريق وهو في الأصل وكما قلنا يفتقد البريق وفي الزحمة لن يكون أمر ايجاد البديل هيناً.وهرب سعدان .. أو وقف وودع من دون أن (يسبل اجفانه) وترك لنا طرفاً من الخيط لأزمة جديدة محورها هذه المرة تساؤلات من قبيل: لماذا هرب؟ ومن ساعده في حزم الأمتعة؟ وربما ـ أقول ربما ـ من أغفل الإشارة إلى بند جزائي أشك أنه موجود في العقد ولن أقول أني أشك في وجود عقد من الأساس بانتظار ان تأتيني الأيام وإياكم بما يدحض شكوكي وحتى توجساتي..ولأعزاء للمنتخب ولنا فقد كان ذلك هو آخر صبرنا.