قصة مترجمة
الفصل الاول كانت تلك الليلة عاصفة وباردة جداً مع نهاية شهر نوفمبر وكنت وصديقي هولمز نقرأ بالقرب من المدفأة كان صوت الرياح والمطر مدوياً وكان الوقت متأخراً جداً وضع هولمز الكتاب قائلاً لي " انا سعيد ياواتسن لاننا لم نضطر للخروج الليلة " فأجبته قائلاً " وانا كذلك بعدها مباشرة سمعنا صوتاً لعربة تقف خارج المنزل وقد خرج منها شخص ما فذهبت الى النافذة لارى من هذا الزائر وفي هذا الوقت المتأخر فقلت احد ما قادم الينا فأجاب هولمز من ياترى يزورنا وفي هذا الوقت بعدها مباشرة عرفنا من هو زائرنا فقد كان السيد ستانلي هوبكنز ذلك المخبر الشاب من سكوتلانديارد * لقد قمت والسيد هولمز بمساعدته في حل بعض القضايا في الماضي فقال له السيد هولمز مرحبا تفضل ادخل يا سيد هوبكنز وتدفأ معنا ان الجو الليلة شديد البرودة والرطوبة اعتقد بأن لديك قضية مثيرة لي فرد السيد هوبكنز نعم لدي هل قرأت صحف هذا المساء ياسيد هولمز فأجاب السيد هولمز لا فقد كنت مشغولا بقراءة كتاب فأجاب السيد هوبكنز هذا لا يهم فهناك بعض الحقائق في الصحف والقضية جديدة وقد ارسلت شرطة يوكسلي في طلبي هذا المساء حيال هذه القضية فسألته أين تقع منطقة يوكسلي هذه ؟ فأجاب انها في كنت وهي منطقة صغيرة جداً وعندما وصلت اعتقدت للتو بأن القضية سهلة ولكنها الان تبدو صعبة جداً فهناك رجل مقتول ولا اعلم حقيقة لماذا ومن قتله ؟ قال له السيد هولمز اخبرني بكل شيء فأجابه السيد هوبكنز شارحا ان اولد يوكسلي عبارة عن منزل كبير في الريف بالقرب من قرية صغيرة فقبل حوالي عشر سنوات اتى رجل عجوز يدعى البروفيسور كورم للعيش فيه وقد كان مريضاً ويسير على عكاز وبعد بضعة اشهر صار جيرانه ودودين معه ولكن لم يزوروا بيته كثيراً ويقول الناس عنه بأنه ذكي جداً يقضي معظم وقته في قراءة كتبه وكان لديه خادمتان وبستاني كانت الاولى تدعى السيدة ماركر تعمل طباخة لديه والثانية تدعى سوزان تارلتون وكانوا يتمتعون بسمعة طيبة وقد امضوا فترة طويلة في خدمته وكان البروفيسور يؤلف كتابا وقبل حوالي سنة قرر بأنه يحتاج الى سكرتير لمساعدته وقد اتى رجل لشغل تلك الوظيفة ولكنه لم يكن موفقا بالعمل مع البروفيسور ولم يمكث معه طويلاً فأتى شخص آخر يدعى سميث واصبح صديقاً حميما للبروفيسور اضافة الى كونه مساعدا له ولقد عملا معا كل يوم وقارب الكتاب على الانتهاء ولكن الشاب الان ميت واعتقد بأن شخصا ما قد قتله وكما قلت سابقا قليل من الناس كانوا يزورون البروفيسور كما ان سكان المنزل كانوا قليلاً ما يغادرونه والعجوز مورتيمر البستاني لديه كوخ في الحديقة ان منزل يوكسلي بالقرب من طريق لندن كما انه من السهولة بمكان فتح بوابة الحديقة ربما اتى شخص الى المنزل وبعد فعلته هرب بسرعة لقد تحدثت مع سوزان تارلتون الخادمة واخبرتني بأنها كانت تنظف احدى غرف النوم بين الحادية عشرة والثانية عشرة صباحا وكان البروفيسور كورم لا يزال في السرير وعادة ما يصحو متأخرا كان السيد سميث في غرفته يقرأ كتاباً بعدها ببضع دقائق سمعته ينزل الى الغرفة التي عادة ما يعمل بها مع البروفيسور وفجأة سمعت صرخة مدوية فجرت مسرعة الى الغرفة ووجدت السيد سميث ملقى على الارض كان هناك جرح غائر في رقبته ودم كثير حوله على الارض وكان السيد سميث يلفظ انفاسه الاخيرة وقال بضعة كلمات قبل موته وكان صوته ضعيفا لكن سوزان تارتلون تعتقد بأنه قال هذه الكلمات " البروفيسور " كانت هي ... بعدها تحدثت مع الطاهية وقالت بأنها وصلت الغرفة وكان السيد سميث قد فارق الحياة بعدها وبسرعة ذهبت الخادمتان الى غرفة البروفيسور وكان لا يزال على السرير كان مرعوبا لسماعه صرخة مساعدة فلم يستطيع النهوض من سريره بدون مساعدة من احد ولم يستطع معرفة السبب الحقيقي في مقتل السيد سميث وقد ارسلت الشرطة في طلبي لتحري هذه القضية وعندما وصلت المنزل وجدت بان كل شخص كان حريصا بعدم المرور بممر الحديقة كما لم يتم تحريك أي شيء في البيت فاعتقدت بأن شخصا بالغ الذكاء كان قد دخل المنزل هذا الصباح فلم يكن هناك أي آثار على ممر الحديقة ولكنني تبينت بأن شخصا ما قد مر على الحشائش بالقرب من ممر الحديقة وقد تبينت ايضا بأن هذا الشخص كان حريصا جداً بأن لا يشعر الاخرون بوجوده ذهبت الى الغرفة وفحصت جثة السيد سميث كانت هناك سكين صغيرة بجانبه على الارض اعتقد بأنها كانت أداه الجريمة وكانت تلك السكين للبروفيسور وكان يحتفظ بها داخل طاولة تلك الحجرة ولا اعتقد بأن السيد سميث قام بالانتحار فقال له السيد هولمز ربما كان قد سقط على السكين فأجابه المخبر لا كانت السكين على الارض ولكنها لم تكن قريبة من الجثة آه واهم شيء وجدناه اثناء التحري هذه أعطى السيد هولمز نظارة اخذها هولمز منه واخذ يتفحصها بدقة بعدها اخرج ورقة صغيرة من جيبه ودون عليها شيئاً ما اعطاها للسيد هوبكنز الذي بدوره اخذ يقرأ ما كتبه هولمز بها وكان مكتوبا عليها التالي . حاول البحث عن امرأة ثرية ترتدي ملابس فاخرة لديها أنف عريض وعيناها قريبتان من بعضهما البعض كما انها تحدق بتمعن عندما تنظر للاشياء وكانت قد زارت محل بيع النظارات مرتان على الاقل خلال الشهرين الاخيرين ونظارتها قوية جداً وغالية الثمن ولا يوجد الكثير من محلات النظارات الغالية الثمن في لندن لهذا لا تستطيع ان تجدها بسهولة " . كان المخبر مندهشا جداً عندما قرأ ما كتبه السيد هولمز وكذلك انا نظر هولمز الينا ثم ضحك بعده قال لكلينا " ان النظارات يمكن ان تخبرنا الكثير عن الاشخاص الذين يرتدونها فهذه االنظارة تعود لامرأة لانها من النوع النسائي لقد قال السيد سميث قبل وفاته " كانت هي " وهذا ما جعلني اجزم بأنه كانت هناك امرأة كما انها ثرية وتحب اقتناء الاشياء الثمينة لان نظارتها كانت مصنوعة من الذهب وعادة ما تصنع النظارات الغالية لتناسب بالضبط الاثرياء الذين يدفعون ثمنها للبائع مسبقاً واتسون ان انفك عريض ولكنني متأكد من ان هذه النظارة اكبر من مقاس وجهك وانفك ووجهي نحيل وعيناي متقاربتان من بعضهما البعض ومع ذلك من الصعب علي الرؤية من خلال هذه النظارة وهذا هو السبب في معرفة عيني وأنف صاحبة هذه النظارة فسألته مستفسراً وماذا عن التحديق والزيارة لاخصائي البصريات فأجاب هولمز قائلاً : عادة ما يحدق ضعاف البصر الى الاشياء بتركيز لانهم لا يروا بسهولة ووضوح وكان من الواضح بأن النظارة كان قد تم اصلاحها مرتان وبأوقات مختلفة فقد كان الذهب في جهة من النظارة جديداً وكان قديماً من الجهة الاخرى قال السيد هوبكنز انت دائماً ذكي يا سيد هولمز فأنا اعتقد الان بأنك تعرف في هذه القضية اكثر مني بالرغم من انك لم تذهب الى يوكسلي هل لك والسيد واتسون ان تأتوا غدا معي الى يوكسلي ؟ وقد وافقت انا والسيد هولمز للذهاب الى يوكسلي وقال علينا ان نستقل قطار الساعة السادسة صباحاً ولهذا طلب السيد هولمز من السيد ستانلي هو بكنز البقاء معنا الليلة . الفصل الثاني في ليوم التالي كان الطقس افضل ولكنه كان ما يزال باردا استقلينا القطار الى بلدة صغيرة بالقرب من منطقة تدعى كاثمان وتناولنا افطارنا هناك بعدها استقلينا عربة للوصول الى منزل يوكسلي القديم وكان هناك شرطيا ينتظرنا عند بوابة الحديقة وقد سأله السيد هوبكنز اذا ما كان قد جد جديد اثناء غيابه البارحة ولكن الشرطي اجاب بالنفي عندها قال السيد هوبكنز لهولمز " هذا هو ممر الحديقة وكما ترى لا توجدبه أي آثار سأله هولمز في أي جهة كانت الآثار على الحشائش فأجاب السيد هوبكنز مشيرا الى احد الجوانب قائلاً في هذا الجانب قال السيد هولمز بعد نظرة فاحصه لجانب الممر أن ممر الحشائش في هذا الجانب ضيق جداً ولكنني استطيع ان ارى بأن شخصا ما استطاع المرور من خلاله هل هذا هو الطريق الوحيد الذي يؤدي الى المنزل فأجابه السيد هوبكنز " نعم انني متأكد من ذلك " قال هولمز " اذن فان السيدة لابد انها قد عادت من نفس الممر الذي اتت منه " فأجابه السيد هوبكنز نعم قال هولمز بعد نظرة فاحصة للممر في الحديقة لقد كان ذكاء منها في مشيها بحذر شديد من هذا الممر حسنا لقد رأيت كل ما اريد رؤيته في الحديقة لنذهب الان الى المنزل فأنا اعتقد بأن المنزل المؤدي الى الحديقة مفتوح دائماً ولهذا كان من السهولة بمكان لها الدخول الى المنزل كما اني لا اعتقد بأنها كانت تعرف بأنها سوف تقتل شخصا لانها لم تحضر معها أي سكين او سلاح من أي نوع ولهذا استخدمت سكين البروفيسور الموضوع على الطاولة بعدها دخلنا المنزل وقال هولمز لقد دخلت عبر هذا الممر ولكنها لم تترك أي آثار على ارضية الممر بعدها دخلت هذه الغرفة هل تستطيع اخباري كم من المدة بقيت فيه القاتلة في الغرفة ؟ فأجاب السيد هوبكنز اعتقد بأنها كانت هنا لبضع دقائق لقد اخبرتنا الخادمة بأنها كانت تنظف الغرفة قبل حوالي ربع ساعة من مقتل السيد سميث لقد نسيت اخبارك ذلك البارحة فأجابه هولمز عظيم اذن لم تكن هنا لمدة تزيد عن الخمس عشرة دقيقة لقد ذهبت الى تلك الخزانة بالقرب من الطاولة وقد كانت الخزانة مقفلة بقفل هل يوجد شيء هام في الغرفة ؟ بعدها انحنى هولمز ونظر الى باب الخزانة ومن ثم وقف مشيرا لباب الخزانة وقال انظر هناك علامة صغيرة على قفل الباب النحاسي لماذا لم تخبرني بذلك يا سيد هوبكنز ؟ فأجاب هوبكنز قائلاً لم اعتقد بأن ذلك مهما فهناك دائما علامات على الاقفال قال له هولمز اعرف ذلك ولكن هذه الآثار جديدة اعتقد بأنها وضعت البارحة فقط هل السيدة ماركر هنا ؟ أجاب السيد هوبكنز نعم انها هنا بعدها اتت السيدة ماركر وسألها هولمز قائلاً هل رأيت هذه الاشارة عندما كنت تنظفين الحجرة يوم امس ؟ فأجابت السيدة ماركر " لا " لم ارها فقال هولمز اني متأكد من انك لم تريها اعتقد بأن الشخص الذي قتل السيد سميث هو الذي وضعها كما ان هذا الشخص القاتل لديه مفتاح هذه الخزانة قالت السيدة ماركر بأن البروفيسور لديه مفتاح الخزانة وانه يحتفظ به في غرفته الخاصة فسألها هولمز ثانية هل المفتاح من النوع العادي ؟ فأجابت الخادمة قائلة لا لم يكن كذلك فقد كان القفل من النوع المتين جداً بعدها اذن هولمز للسيدة ماركر بالانصراف واخبرنا قائلاً الآن نعرف ما حدث لقد اتت السيدة الى هذه الغرفة وذهبت الى الخزانة وحاولت فتحها دخل السيد سميث الى الغرفة ووجدها تحاول فتح الخزانة عندها حاولت وبسرعة اخراج المفتاح من القفل ولقد احدثت ذلك الاثر لانها كانت تحاول اخراج المفتاح بسرعة توجه السيد سميث نحوها فأخذت هي السكين الموضوع على الطاولة حاول السيد سميث امساكها ولكنها عاجلته بطعنة قوية في رقبته وحاولت الهرب حين وقع سميث على الارض وقد وقعت نظارتها منها هناك ممران يؤديان للخارج الاول يؤدي الى الباب الخلفي والاخر يؤدي الى غرفة البروفيسور أليس كذلك يا سيد هوبكنز أجاب هوبكنز نعم لا يوجد أي طريق للخارج عن طريق الممر الاخر عندها قال هولمز لنذهب الان الى البروفيسور فذهبنا الى غرفة البروفيسور عبر الممر الثاني واثناء مرورنا كان هولمز يتفحص الحيطان والارضية الخاصة بالممر وقال هل تلاحظ شيئاً غريباً في هذا الممر ايها المفتش ؟ قال السيد هوبكنز لا انه مثل الممر الاخر قال هولمز هذا ما كنت اعنيه ان الوان الحيطان والارضية نفسها في الممر الثاني فسأله السيد هوبكنز وهل تعتقد بأن هذا مهم ؟ فأجابه هولمز مفكرا ربما ولكنني لست متأكداً من ذلك .