مع الأحداث
ليس من المستبعد في هذا الزمن العربي الذي تتواصل فيه صدمات التخاذل والشتات بين أقطار هذه الأمة أن تستمر إسرائيل في تنفيذ مخططاتها على أبناء الشعب الفلسطيني ومن حيث المتابعة لتفاصيل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة يتصورون أن حجم الخسائر وحجم الدمار وشلالات الدماء التي أريقت وطوابير الشهداء من الأطفال والنساء الأبرياء الذين تساقطوا بالآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في الأسبوع الأول من جراء ذلك العدوان الهمجي كافية لإفاقة المجتمع الدولي والأسرة العربية من الغفلة واستشعار مسؤولياته تجاه الجريمة التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وأمام هذا العبث الإسرائيلي السافر يجد عالمنا العربي نفسه أمان امتحان صعب يفرض على القادة العرب مسؤولية الارتقاء بمواقفهم إلى مستوى أفضل من أجل نصرة هذا الشعب العربي المظلوم.وهنا أقول إن الشارع العربي الآن بات يتطلع بإلحاح في أن يتخذ قادته وزعماؤه موقفاً موحداً جاداً للرد على ذلك الانتهاك الإسرائيلي الجبان والوقوف أمام أخوانهم في غزة ومد يد العون والمطالبة بوقف تلك الانتهاكات الغوغائية التي شارفت على الأسبوع الثالث والجرارات الإسرائيلية والطائرات تمزق اجساد أطفال غزة والأنظمة العربية تتفرج لا يحز إن نقول لقادة الدول العربية إن أبناء أمتكم ينتظرون مبادرتكم ينتظرون قراراتكم الرادعة للكيان الصهيوني أن شعوبكم تعلق عليكم الآمال في قيادتها لمواجهة الاحتلال الغاشم الذي تنفذه إسرائيل.ويتضح من خلال كل ذلك إن الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره صار في حقيقة الأمر ضحية التواطؤ والنفاق الدولي وضحية أجندة خارجية،تتصارع فمن يكسب هذا الطرف أو ذلك فيما هذا الشعب يدفع الثمن باهظاً دماً وجراحاً وآلماً.ويقدر ما خلفته صراعات الأجندة الخارجية من جنايات بحق هذا الشعب والتي كان يتعين على أطرافها أن لا تزيد من مآسيه أو تضاعف من معاناته تجد في المقابل أن هذا الشعب المظلوم الذي بات تحت وطأة الاحتلال لازال يعاني من تخادل اخوته في الدم والدين وفي نهاية المطاف فإننا نثق بأن القادة العرب في مستوى الآمال التي تعلقها عليهم شعوبهم خصوصاً لمثل تلك المحن التي أصبحت وخزاً مؤلماً في ضمائر أبناء الشعب الفلسطيني يواجهون كل صنوف القهر والجبروت وشتى وسائل الإبادة بحق أطفال اللحمة العربية والدم العربي الفلسطيني وأقول أنهم أصبحوا حقيقة الأمر أمام الاختبار والامتحان الصعب الذي يحدد مواقعهم الوطنية والشجاعة تجاه المحتل الغاشم على أرض غزة الصامدة.