عراقيون يتأملون سيارة لحقت بها أضرار في موقع هجوم انتحاري بقنبلة في بغداد يوم أمس الخميس
بغداد/14اكتوبر/ رويترز :أفادت الشرطة العراقية أن انتحاريين فجرا نفسيهما في هجومين منفصلين أمس الخميس ما أسفر عن مقتل نحو 76 شخصا منهم عدد كبير من الزوار الشيعة الإيرانيين.وبعد وقوع الانفجاريين بوقت قصير أعلنت السلطات في بغداد أنها ألقت القبض على أبو عمر البغدادي أمير ما يسمى بدولة العراق الإسلامية وهو تنظيم متصل بالقاعدة. ولم يتسن التأكد من خبر القاء القبض على البغدادي الذي أعلن من قبل انه القي القبض عليه.ووقع أحد الهجومين بالقرب من المقدادية التي تبعد 80 كيلومترا شمال شرقي بغداد في محافظة ديالى المضطربة. واستهدف المُهاجم الانتحاري فيما يبدو مجموعة من الزوار الإيرانيين في مطعم مزدحم على جانب طريق وقت الغداء.وذكرت الشرطة أن جميع القتلى باستثناء اثنين من بين الثمانية والأربعين قتيلا هم إيرانيون يزورون مواقع دينية شيعية في العراق. وأُصيب 77 شخصا بجروح.وسقط في هذا الهجوم أكبر عدد قتلى منذ أن لقي 50 شخصا حتفهم في هجوم انتحاري على مطعم بالقرب من مدينة كركوك الشمالية يوم 11 ديسمبر من العام الماضي.وقال عبد النصير المنتصر بالله الذي أمضى يومه الأول كمحافظ لديالى أمس الخميس انه غادر لتوه المستشفى في بعقوبة وان المشاهد هناك مأساوية، مضيفا أن الكلمات لا يمكن أن تعبر عن تلك المشاهد ووصف هذا الهجوم بأنه «عمل إرهابي قذر وجبان».ووقع الانفجار الثاني وسط بغداد بينما كانت مجموعة من رجال الشرطة العراقية تساعد في توزيع إمدادات إغاثة للعراقيين الذين نزحوا عن ديارهم خلال العنف الطائفي الذي اندلع عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.وأعلنت الشرطة أن 28 شخصا قتلوا وان 50 أُصيبوا وان بين القتلى خمسة أطفال على الاقل. وقال بعض الشهود إن المهاجم ربما كان امرأة.وتناثرت علب الغذاء التي يوزعها الهلال الأحمر وخوذات الشرطة وأصابع البسكويت بالشوكولاتة في بركة دماء على الرصيف بعد الهجوم بينما كانت امرأة تبكي في حزن شديد.وأكد اللواء قاسم موسوي المتحدث باسم أمن بغداد أن الهجوم انتحاري مؤكدا أنه يحمل بصمات القاعدة.الجدير بالذكر أن الانفجارين وقعا في وقت تتزايد فيه المخاوف في العراق قبل انسحاب القوات الأمريكية من مواقع بوسط المدن في يونيو حزيران وبعد تحذيرات مسؤولين من أن جماعات التمرد قد تحاول الاستفادة من هذا الوضع لشن هجمات.كما تهدد انتخابات ستجري في نهاية العام بعودة أعمال العنف في الوقت الذي بدأت تنحسر فيه أعمال العنف الطائفية والتمرد التي فجرها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.وكانت وتيرة العنف في العراق فد تراجعت بصورة كبيرة خلال العام المنصرم لكن لاتزال تنظيمات متشددة مثل القاعدة تنفذ هجمات بصورة متكررة. وكثيرا ما تكون الهجمات الانتحارية لها صلة بالقاعدة.ورغم ان التفجيرات مازالت تحدث بصفة روتينية الا انه مر وقت طويل منذ ان قتل عدد كبير من الاشخاص في يوم واحد.وفي 17 يونيو من العام الماضي قتلت شاحنة ملغومة في بغداد 63 شخصا بينما قتل انفجار قنبلتين في السادس من مارس اذار عام 2008 في بغداد 68 شخصا وقتلت مهاجمة انتحارية استهدفت سوقا للحيونات الاليفة 99 شخصا في العاصمة في اول فبراير شباط عام 2008 .وبعد تفجيرات أمس بوقت قصير أعلن مكتب موسوي أن البغدادي القي القبض عليه في شرق بغداد.ويقال أن البغدادي أمير ما يسمى بدولة العراق الاسلامية وهو تنظيم يعتقد انه وراء التفجيرات الانتحارية.وقال المتحدث باسم البنتاجون بريان ويتمان في واشنطن «بالتأكيد نأمل ان يكون ذلك صحيحا.» واضاف «وهذا سيكون عملية ضبط مهمة اذا كان التقرير صحيحا.»وقال خبراء أمن انهم يعتقدون ان البغدادي شخصية اخترعتها بعض الجماعات المتطرفة وليس شخصا حقيقيا لكن ويتمان قال ان الجيش الامريكي يعتقد بالفعل انه يوجد زعيم واحد للقاعدة يحمل هذا الاسم.ويتوقع بعض العراقيين تصاعد العنف قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في نهاية العام.ويرجح مسؤولون عراقيون كذلك ان تزيد القاعدة وجماعات أخرى من هجماتها فيما تستعد القوات الامريكية للانسحاب من المدن العراقية بنهاية يونيو حزيران قبل الانسحاب الكامل بحلول 2011.