أمل عياشصادف يوم الاثنين الموافق 18 /1/ 2009م الذكرى الأولى لرحيل الفنان الأصيل صاحب العطاء الجميل حسن عطا في مستشفى الثورة بصنعاء بينما كانت المعاملات الخاصة بسفره للعلاج على وشك الانتهاء لكنه أبى إلا أن يرحل مخلفاً وراءه غباراً كثيفاً من الألم ، رحل وبين شفتيه ابتسامة المؤمن بقضاء الله وقدره ، رحل غير مغبون بعد أن كللته قيادة وزارة الثقافة بكل العناية والاحترام والتقدير وهذا اقل ما يستحقه في اللقاء الأخيرمعه قبل أيام قليلة من وفاته والذي وجه شكره لبعض الجهات عكستها في مقالات لي والذين ساهموا في العناية به كالدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة وللصحف التي كتبت مشوار حياته وكتبت عنه ، وكان يتحدث في اللقاء الأخير قبل وفاته وفي عينيه اشراقة الوداع الأخير . [c1] تنويعات صحفية قبل الرحيل [/c]حسن عطا - رحمة الله - الفنان الذي قدم الوفاء والعطاء بالأغنية الوطنية محبة للوطن والحماس الوطني الذي ولد عنده كتابة وتلحين أغنية « ثرنا على الرجعية» وأغان غيرها كثير قال حينها : « كان صوتي سلاحاً موجهاً ضد العدو بل اقوى من السلاح والرصاص والقنبلة السلاح كان يلعلع سلاح المستعمر وأنا صوتي بالمقابل كان يلعلع ضد المستعمر وللوطن واستمر المستعمر بتهديدي إلا أن الشعب قال:« نحن لا نسمح أن تمسوا شعره من حسن عطا» . وأضاف هنا أدركت معنى أن يقف الشعب مع الفنان حين يهب نفسه في سبيل القضية لان المستعمر يخشى سلاح الأغنية... وغنى للحب والوفاء والعاطفة محبة للفن الذي عبره تحرك الأحاسيس والمشاعر الصادقة أشهرها مثل أغنية « ياسكانه مهجتي» «وصدفة لاقيته» «صاحب الشعر المنعثر» و«يحسبوني الناس متهني وسالي ، قلهم من وين برتاح والله مايدرو بحالي» و « تبكي وتسألني عن الدمعة سببها ايش» و « حالتي ترحم» حينها كانت حالته تتجسد بعض أغانية حين كان مقعد على السرير لمدة عشر سنوات تقريباً ولا احد يسأل عنه. غنى للقضية القومية العربية بصوت مجلجل في زخم الثورة العربية ضد الاستعمار الفرنسي والبريطاني أغاني كثير بينها: أغنية أخي في الجزائر ياعربي [c1]تحدى فرنسا ولا تهب أنت الدفاع وأنت الأبيعهدناك في الشرق والمغرب[/c]حيث قال كنا لا نملك جهاز تلفزيون حينها نستمع إلى صوت العرب من الإذاعة وبمجرد أن نسمع المذيع احمد سعيد يلعلع بالإذاعة تأخذنا الحماسة الوطنية ونؤلف ونلحن ونغني من اجل القضية. ومن المعروف أن الفنان حسن عطا تربوي قدير إذ عمل في مجال التربية والتعليم حتى العام 1967م عمل في المجال التربوي بإخلاص وتفانٍ للعلم . حينها كان مديراً لأكبر مدرسة في الجنوب مدرسة « المحسنية» وحينها طور المدرسة . وتتلمذ على يديه كثير من الإخوة الفنانين والقادة. ثم عين من قبل المجلس التنفيذي مديراً للثقافة في لحج. قال حسن عطا : «تركت الثقافة لأنني لم استطع أن أطور من الثقافة من حيث أني مرتبط فيها ، فوجدت فيها صعوبة .. فقررت أن اترك الثقافة قبل أن أحال للتقاعد. [c1]الفنان الذي غنى لليمن وطناً وإنساناً[/c]بعض من الأحاديث التي تمت بيني وبين الفنان قبل رحيله بأيام قليلة:قال: عن موقف حصل له يتعلق بأغنية ثرنا على الرجعية (لم أبح بالقصة هذه إلا لك أنت ولأول مرة .. ففي ليلة احتفائية استدعيت فنانة من بلغاريا لتغني في اليمن وأول أغنية أدتها ثرنا على الرجعية (بلغة عربية) مكسرة وأنا تفاجأت وبنفس الوقت كنت سعيداً بأن أغانينا تردد خارجياً وبعد انتهاء الحفل سألتها هل تعرفين من صاحب الأغنية قالت من هو؟ أشرت بأصبعي إلى نفسي أنا فقالت إذاً اليمن فيها فنانون مبدعون.وعن التكريم قال: يعني الكثير لأن الدولة عندما تكرم فناناً أو مبدعاً هذا دليل على أنها تفتكر عطاءاته وتعترف بما قدمه لوطنه .. وتكريمي الحقيقي هو حب الناس وكذلك اتصال معالي وزير الثقافة د/ المفلحي وبما أشاد فيه خلال مشواري الفني والتربوي.وعن تأدية أغانيه (أردف كل من يغني أغاني حسن عطا هذا يشرفني ولكن تكون هناك إجادة في الأداء ولا يغير فيها ويؤديها كما أديتها أنا لحناً وغناءً ولا يضيف لها أي تغيير.وعندما كنت أتحدث معه كان الوضع في غزة حينها ملتهباً سألته عن شعوره كفنان كونه غنى للقضية الوطنية والقومية في بداية مشواره الفني وهو شاب قال: بصوت عالٍ وحماس اشعر بالشعور نفسه الذي شعرت به وأنا شباب عندنا الفت ولحنت وغنيت وإذا الله أراد وكتب لي الصحة سوف تسمعون من حسن عطا أغاني عن فلسطين وغزة وبالحماس السابق نفسه وأنا الآن استمع إلى ما يجري في غزة وبداخلي أتفاعل مع المأساة التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني من أطفال وشيوخ وشباب، ربنا ينصرهم. ولم يمهله القدر ليفي بوعده .رحل حسن عطا إلى جوار ربه قبل أن يسمعنا أغاني نصرة غزة في العام المنصرم 18 /1 /2009م .. ويكفي بأننا عرفنا مشاعر هذا الإنسان قبل رحيله بثلاث ليالٍ .. عاش ومرض ومات بهدوء وصمت رحل وغاب عنا الأب الرجل المفعم بالحب الإنسانية والعطاء .. حسن عطا.وإن نسيت لن أنسى تلك اللحظات التي حدثني فيها وهو تحت تأثير وقع الزيارة التي قام بها ممثلان عن وزارة الثقافة لغرض علاجه بالخارج قال لي وبعيونه إشراقة الأمل لماذا لا تأتي معنا يا أبنتي ثم أردف بالقول سأختار بلد العلاج مصر أو الأردن فكانت الرحلة الأخيرة إلى جوار ربه.وكانت كلمة (أبنتي) وساماً سأظل أعتز به ما حييت.[c1]قالوا عنه في ذكرى رحيله الأولى:الفنان القدير عبدالكريم توفيق[/c]الأستاذ / حسن عطا رجل تربوي وفنان وشخصية اعتبارية وهو من أوائل الفنانين الذين شدوا بالأناشيد الوطنية للثورة اليمنية منذ بداياتها في الستينات والثورة العربية ثورة الجزائر والعدوان الثلاثي على مصر، وعمل على إظهار العديد من الفنانين مثل الفنان عبدالكريم توفيق، المرحوم مهدي درويش وخدم البلد مدرساً وفناناً وعضو مجلس الشعب المحلي ومديراً للثانوية بلحج وللأسف الشديد بعد أن مرض لم يجد من يلتفت إليه ورحل بصمت.[c1]الفنان الرومانسي والمبدع سعودي أحمد صالح[/c]الفنان حسن عطا رحمه الله عمل مدرساً ووكيل مدرسة كان مدرس في المدرسة المحسنية وأنا طالب بالإعدادية بلحج كان احد المؤسسين لندوة الجنوب الموسيقية اللحجية التي كنت أنا عضواً فيها وكان فناناً مميزاً. وعزفت له بالإذاعة مجموعة أغانٍ رافقته بالعزف على العود مثل أغنية «يحسبوني الناس مرتاح» وأغنية «صاحب الشعر المنعثر» و «صدفة لاقيته وكيف يا قلب حبيته» وغيرها. كان صادقاً لطيف الطبع كريم الأخلاق متواضعاً وإنساناً بكل ما تحمله الكلمة ومحبوباً لدى الجميع حتى يوم وفاته.[c1]النهاية[/c]عمل بصمت، ورحل بصمت رجل تغنت به حدائق لحج الخضيرة. فأمتد صوته إلى كل أرجاء الوطن اليمني والعربي وفي الذكرى السنوية العطرة تمر علينا هذه الأيام من دون ما إحياء لبصمات هذا الرجل الفذ الذي غنى للمحبوب، وقارع المستعمر وعانى الكثير والكثير. هذه الوقفة دعوة من القلب لنقف أمام مناسبات كهذه لنراجع أنفسنا ماذا عملنا لهؤلاء قبل وبعد رحيلهم.
أخبار متعلقة