الكرة في عصرها الذهبي وحكامها في عدن
عرفت مدينة عدن لعبة كرة القدم بعد احتلال بريطانيا لها في عام 1839م , حيث كان جنودها يزاولونها في معسكراتهم وبعض الملاعب المفتوحة مثل ساحل صيرة الذي كان يوجد فيه ملعب ترابي ومع مرور السنوات ظهر العديد من اللاعبين المحليين الذين تعلموا اللعب من الانجليز , حيث كان هؤلاء يعملون مع القوات البريطانية في وظائف بسيطة و طباخين مراسلين .. منظفين , وكان هؤلاء من الجبرت والأشقاء الصومال وبرز إلى الوجود فريق الموالدة وكان معظمهم من الجبرت وفريق – البارك بويز – أولاد الثكنات إلى جانب فريق الاتحاد المحمدي أول فريق في عدن وكان يضم العديد من النجوم / محفوظ مكاوي , صالح ربيح , عبيد بارزيق وغيرهم وكان للاتحاد المحمدي العديد من الانتصارات أمام الفرق الانجليزية وبعد الاتحاد المحمدي ظهرت أندية أخرى / الحسيني , الموالدة , أولاد الثكنات – البارك بويز – شباب التواهي , الشبيبة المتحدة – الواي – الهلال وأندية أخرى , وتعتبر فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي هي العصر الذهبي للكرة في عدن وفيها ظهر حكام كرة محليون إلى جانب الحكام الانجليز من أولئك الذين لعبوا الكرة أمثال / عبده علي أحمد , سعيد علي زوقري , علي محمد محبوب , جعفر عبدالقادر وآخرين .أنا شخصياً لعبت الكرة في النصف الثاني من الأربعينات وحتى منتصف الستينات .. لعبت للحسيني أولاً ثم مع الأحرار , وفي الوقت نفسه كنت أقوم بتحرير الصفحات الرياضية لعدد من الصحف المحلية : اليقظة , البعث , الشعب , المجتمع وصحف أخرى , وفي عام 1959م من القرن الماضي كتبت في صحيفة اليقظة نقداً مريراً ضد أحد الحكام الانجليز الذي لم يكن موفقاً في إدارة مباراة حكمها , وبعد أن ترجم له ما كتبت قام بتهديدي برفع دعوى ضدي بسبب إساءتي له .. قلت له لو ذهبت إلى المحكمة تأكد بأنك ستخسر القضية لأن الجماهير التي كانت في الملعب ستشهد لصالحي .. اعتقدت أن الموضوع إلى هنا قد أنتهى ولم أكن أدري أن صاحبنا كما يقول المثل العدني ( مخبي لي الكلب تحت الشملة ) فما الذي حصل ؟!اشتركت كلاعب مع فريق الأحرار ضد فريق أولاد الثكنات – البارك بويز – جميع لاعبيه من أبناء الصومال وكان الفريق يضم لاعباً مشاغباً يدعى / عبدي حناق , تعمد هذا اللاعب بعد تسجيلي الهدف مبكراً استعمال الخشونة ضدي مرتين متتاليين !! ولم يحتسب الحكم الانجليزي أي عقوبة ضده !! بينما وجه لي هذا الحكم الانجليزي انذارين متتاليين دون أن أرتكب أي خطأ !! أحسست حينها أن الحكم مدفوع من زميله الذي أنتقدته !! فما كان مني إلا ارتكاب خطأ متعمد ضد / عبدي حناق وغادرت الملعب مفوتاً الفرصة على الحكم لطردي , أخذ الحكم يطلق عدة صفارات ولكنني تجاهلت تلك الصفارات , وبعد المباراة رفع الحكم رسالة إلى الجمعية الرياضية العدنية مطالباً فيها توقيع عقوبة شديدة منها توقيفي عن اللعب أو بما أن الجمعية الرياضية العدنية تعين في كل مباراة مراقبين , وعند اجتماع الجمعية ناقشت رسالة الحكم فوجدت أنه مخطئ وذهبت رسالته إلى سلة المهملات .