بوخارست/14 أكتوبر/ مات سبيتالنيك وسوزان كورنويل: سعى الرئيس الأمريكي جورج بوش لإنقاذ ما سيخلفه من تركة على الساحة الدولية قبل ان يترك منصب الرئاسة أمس الأربعاء بالدفاع عن سياساته في العراق وأفغانستان ومناشدة روسيا التخلي عن معارضتها للدرع الصاروخية الأمريكية. وفي إطار وضعه لجدول أعمال قمته الأخيرة في حلف شمال الأطلسي حث بوش كذلك الحلفاء على وضع جورجيا وأوكرانيا على الطريق للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي على الرغم من ارتياب فرنسا وألمانيا من ان ذلك قد يزيد من توتر العلاقات بين روسيا والغرب. وبدت كلمة بوش في مؤتمر قبيل القمة في بوخارست محاولة لتحسين صورة سياساته الخارجية في إطار سعيه للحفاظ على مكانته في الخارج في أواخر فترة ولايته الثانية والأخيرة. ولكن مع تراجع شعبيته في الخارج بدرجة اكبر من تراجعها في الداخل فإنه قد يجد صعوبة في استمالة زعماء العالم وهم يتطلعون لمن سيخلفه كرئيس في يناير عام 2009. ويدرك بوش ان أعضاء الحلف قد سئموا الحرب في أفغانستان ضد حركة طالبان الإسلامية وحلفائها في تنظيم القاعدة لكنه دعا الحلفاء إلى إرسال المزيد من القوات إلى هناك قائلا إنهم لا يمكنهم تحمل خسارة المعركة. وقال بوش «حلفنا يجب ان يبقي على صموده وينهي القتال.» وأثارت مسألة مستويات القوات في أفغانستان- حيث نأت بعض دول الحلف بنفسها عن مناطق القتال العنيف- تبادلا للاتهامات عبر الأطلسي ومن المتوقع ان تظل مصدرا للتوتر في قمة الحلف التي تبدأ اليوم. ويتهم أوروبيون بوش بأنه شتت جهوده بسبب حرب العراق التي ساعدت في تكريس فكرة العمل المنفرد في الشؤون العالمية. ويقولون إنه لم يول اهتماما كافيا لما يعتبرونه قتالا أكثر أهمية في أفغانستان. وفي حين من المتوقع أن ترسم حرب العراق صورة تركة الرئاسة التي سيخلفها بوش أبقى الرئيس الأمريكي على دفاعه عن الحرب المستمرة منذ خمس سنوات والتي قوضت مصداقيته مع الأصدقاء والأعداء على حد سواء. وقال بوش إن زيادة القوات الأمريكية في العراق أسفر عن تحسن أمني ملحوظ. وقال «مازال قتال عنيف ينتظرنا لكن المكاسب التي شهدناها من زيادة القوات كانت حقيقية.»، لكن تصاعد القتال في الفترة الأخيرة عزز الشكوك في إمكانية سحب اعداد كبيرة من القوات الأمريكية قبل ان يترك بوش منصبه. وفي حين يبدو ان العلاقات الأمريكية الروسية تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ ما بعد الحرب الباردة استغل بوش كلمته لمناشدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تبني خطة أمريكية لنظام دفاع صاروخي ينشر جزئيا في وسط أوروبا. وسيكون بوتين ضيفا غير عادي على قمة بوخارست. وقال بوش مرة أخرى إن الدرع الصاروخية لا تستهدف موسكو بل تهدف إلى ردع تهديدات صاروخية من جانب دول مثل إيران تعتبرها واشنطن تشكل خطورة. وقال «الحرب الباردة انتهت. وروسيا ليست عدوا لنا.» وبعد القمة سيطير بوش إلى روسيا لإجراء آخر محادثات مع بوتين الذي سيترك منصبه في مايو المقبل. وفي المحادثات التي ستجرى في فيلا في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود يأمل الرئيسان في الاستفادة من توافقهما الشخصي في إصلاح العلاقات التي توترت بسبب الدرع الصاروخية واستقلال كوسوفو وتوسعة حلف الأطلسي. وتحدث دبلوماسيون عن اتفاق محتمل قد تقبل موسكو بموجبه الخطط الأمريكية لنشر صواريخ وتقبل واشنطن تأجيل مساعي جورجيا وأوكرانيا وهما جمهوريتان سوفيتيتان سابقتان للانضمام للحلف.، لكن بوش نفى ان يكون اتفاق من هذا النوع مطروحا. وقال مسئولون أمريكيون إن محادثات سوتشي قد تسفر عن «إطار عمل استراتيجي» للعلاقات الأمريكية الروسية. لكن الاجتماع قد يساعد كذلك بوش على قياس مدى النفوذ الذي قد يمارسه بوتين من وراء الستار بعد أن يتولى تلميذه ديمتري ميدفيدف الرئاسة. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يصبح بوتين رئيسا للوزراء. ويقول منتقدون إن بوش كان ساذجا في تصديقه ان بوتين ملتزم بالإصلاح الديمقراطي. ويقول مساعدون انه الآن ينظر بواقعية أكبر لبوتين الذي أصبح أكثر تأكيدا لمكانة روسيا على الساحة الدولية وأكثر انتقادا للسياسات الأمريكية.