في الذكرى الحادية والستين للنكبة وقيام دولة الكيان الصهيوني، لسنا بحاجة إلى تأكيد بأن إسرائيل غرسها الاستعمار في أرض فلسطين، لكي تكون قاعدة تحمي مصالحه الاستعمارية، ومن أجل استغلال خيرات الوطن العربي وضرب حركات التحرر العربي، والسيطرة على منطقتنا العربية. لسنا بحاجة إلى التأكيد بأن إسرائيل دولة فاشية عنصرية توسعية استيطانية.لكن ما يجب التأكيد عليه واستخلاص الدروس إنه وعند الإعلان عن قيام الحركة الصهيونية العالمية، قال الزعيم الصهيوني /هرتزل “إذا ما أريد لنا تحرير أرض إسرائيل وكنت حياً وقادراً سأدمر كل شيء غير مقدس لدى اليهود”.قيام دولة إسرائيل في الخامس عشر من أيار عام 1948م، أدى إلى تهجير ما يقارب الـ (850) ألف فلسطيني من ديارهم في الجليل والنقب والمثلث والساحل الفلسطيني، وأصبحت فلسطين مقسمة إلى ثلاثة أقسام.1 - المساحة التي قامت عليها الدولة العبرية ومساحتها (78%).2 - الضفة الغربية وقطاع غزة (22%).وتبعاُ لذلك أصبح الفلسطينيون مشتتين في دول عديدة وبقي عدد تحت سيطرة الاحتلال (فلسطينيو 1948م).ومنذ نشوء القضية الفلسطينية، وقضية المهجرين من ديارهم تعتبر الكارثة بعينها.حيث أن واقع الفلسطينيين في دول اللجوء والشتات والمخيمات لا يختلف عليه اثنان فهو واقع مأساوي يشكل عنواناً ساطعاً لنكبة فلسطين ومعاناة أهلها على مر السنين.ظلت قضية اللاجئين طوال الـ (61) عاماً ذات خصوصية في وجدان الشعب الفلسطيني، وحقيقة هذه الخصوصية لا تعود إلى الاعتبارات الوطنية والسياسية فحسب، ولكن لاعتبارات المصالح والمستقبل المباشر لقطاع واسع من قطاعات الشعب الفلسطيني المتمثل باللاجئين، وخاصة سكان المخيمات.الموقف الإسرائيلي لكل الحكومات المتعاقبة والحالية بشكل خاص يرفض عودة اللاجئين، ولا يعترف بحق العودة، أمام هذا الموقف ما هو المطلوب، وفي ذكرى النكبة أيضاً ما هو المطلوب؟قبل الإجابة عن هذه الأسئلة، يجب أن نفهم إن الولايات المتحدة التي برزت كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية، وورثت الدول الاستعمارية القديمة، وأصبحت القوة العظمى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تنظر إلينا بنفس المنظار الذي نظر من خلاله البريطانيون، والفرنسيون، وغيرهم من المستعمرين الذين استولوا على جزء من الأرض العربية، وبالتالي الدوافع واحدة للسيطرة على المنطقة مع تبدل الظروف.إن السلوك الأمريكي في المنطقة يبرهن بأنه أسوأ من كل ما سبقه، والسلوك الأمريكي يتعاطى مع الدولة الصهيونية كونها الأكثر ارتباطاً به.من هذا المنطلق نجد دولة الكيان الصهيوني لا تعير أي اهتمام للأنظمة العربية، ولا للسلطة الفلسطينية، ولا تعير أي اهتمام للاتفاقات التي وقعتها مع الفلسطينيين منذ اتفاق أوسلو 1990م حتى آخر اتفاق في انابوليس 2008م، ولا تعير أي اهتمام لمبادرة السلام العربية.من هذا المنطلق نجدها تقوم بالعدوان كل يوم على الضفة الغربية وقطاع غزة الذي ارتكبت فيه أبشع المجازر.من هذا المنطلق نجدها مستمرة في مصادرة الأراضي والبيوت في القدس وتهويدها وطرد أهلها، والاعتداء على المسجد الأقصى.الأنظمة العربية وشريكتها السلطة الفلسطينية بحاجة أولاً إلى حسم أمرها من التسوية، إلى حسم أمرها من التفاوض، إلى حسم أمرها من المقاومة ولسنا بحاجة للتأكيد بأن الأحداث علمتنا بأن العرب والفلسطينيين عندما يأخذون القرار، فلديهم القوة على الانتصار، والأمثلة كثيرة.1 - حرب أكتوبر 1973م شكلت انعطافاً جذرياً في تاريخ الصراع مع إسرائيل وأنهت اسطورة (إسرائيل لا تقهر)، وبغض النظر عن النتائج السياسية لهذه الحرب فقد أثبت فيها الجندي العربي المصري قدراته وتضحياته التي حققت النصر.2 - عندما أخذ القرار الشهيد / صدام حسين وألقى بالصواريخ العراقية في قلب تل أبيب، أعطى مثالاً حياً على قدرات العرب.3 - تصدي المقاومة الوطنية اللبنانية للعدوان الصهيوني على لبنان عام 2006م وإفشال مخططه وإلحاق الهزيمة العسكرية في صفوف جيشه المعتدي دليل جديد على الإمكانيات العربية.4 - نضالات الشعب الفلسطيني، انتفاضاته، مقاومته المستمرة تصديه للعدوان في 27/ 12/ 2009م أثناء ارتكابه للمجازر البشعة في غزة.كل هذا يؤكد أن لا طريق للعودة إلا بالمقاومة، فهي الكفيلة بأن تجبر هذا الكيان الصهيوني على أن يعيد النظر في مواقفه الرافضة لحق العودة، وبدون المقاومة لن نحقق شيئاً من أهدافنا الوطنية لا العودة، ولا القدس، ولا الدولة المستقلة، ولن يسمعنا أحد في هذا العالم.
الذكرى الحادية والستين لنكبة فلسطين 1948م
أخبار متعلقة