اقواس
منذ قديم الزمان.. كان الرسم والنحت وأعمال التطريز والأشغال الحرفية اليدوية، من الأعمال المحببة والخالدة لأنها تعكس إحساساً بالوعي من حولنا، وتجسد ثقافة بصرية للإنسان في أي زمان ومكان.. وهكذا نجد المتاحف والساحات وبعض الشوارع والمباني مطرزة بالرسوم والتماثيل والمنحوتات العجيبة، ولا يخلو مكان إسلامي من طرز الفسيفساء العجيبة، فالمساجد والمحلات وأماكن الحكم والقضاء ودور العلم.. كلها مطرزة بفسيفساء عريقة، عمرها قرون.. وما تزال في أوج زهوها..اليوم، وبعد جفاف أنهار- الإبداع التي كانت رقراقة تنساب لتعطي ألقاً ورونقاً لجريان الحياة بحلوها ومرها- فن الرسم على المباني والجدران الذي كان قد نسي أو أنسانا إياه العصر ومتطلبات الحياة.. بزغ نجم الرسم على المباني في شوارع مدن في إيران، وأعادنا إلى عصور خالدة، وهي لعمري حركة فنية حضارية تجسد موروثاً ولى، ولابد له أن يعود.. فترى هذه النواطح مع المباني أو (الغابات) الإسمنتية الغبراء الكالحة، تراها اليوم محط اهتمام فنانين امتلكوا الريشة والذوق وتوزيع الألوان التي تهدف في حركة مدروسة غرس الذوق الجميل في نفس الناس، أكانوا من القاطنين داخل هذه الأبنية أم المارين بجوارها ليشاهدوا جديداً يتخلق وعملاً يتعملق ليرينا الحرية في إعطاء التصورات الفنية المخلدة لحضارة عمرها أكثر من (14قرناً) من الزمان.إنها حركة الفن الرائع في أنظار فنانين عظام أبو الاسترداد الماضي برؤية الحاضر، وبما فيه من مباهج وألوان لافتة، وخالبة للب ومزينة للمدينة التي غلب عليها البؤس والبلى. تلك شواهد من شوارع في (إيران) فارس (أنو شروان) في هذا الزمان!