أحمد سعيد الماسمن بين كل أشهر العام تشتد حمى المسلسلات الدرامية بين القنوات العربية في شهر رمضان الفضيل مجتاحة كل الخارطة البرامجية لتلك القنوات التلفزيونية العربية وكأنه موسم خاص لعرض أجمل وأفضل مسلسلاتهم العربية والإسلامية على شاشتهم الصغيرة دون سواه من الشهور!..وذلك فقط لجذب انتباه واهتمام المشاهد العربي القاعد أمام شاشة تلفازه،دون الاهتمام بذوقه الفني العام أو الخاص!..وتتنافس لأجل ذلك الهدف الكثير من الشركات الإنتاج الفني والتلفزيوني والاستوديوهات الفنية المركزية والخاصة،لإنتاج هذه المسلسلات الرمضانية وأستقطاب أكبر عدد من كبار نجوم التمثيل إليها من الممثلين والممثلات،للعب أدوار مسلسلاتهم تلك ليضفوا على تلك الأعمال التميز بوجودهم بها..وتتحول الشركات واستوديوهات التصوير إلى خلايا نحلل،يعمها النشاط والحماس في العمل والإبداع الفني والدرامي..وأيضاً تتنافس القنوات الفضائية العربية فيما بينها في تقديم أطباقها الفنية والدرامية الرمضانية الجيدة والمتميزة،وكذا تقديم كماً هائلاً من البرامج المعلوماتية والثقافية((برامج المسابقات والفوازير)ورصد الجوائز العينية والنقدية المغرية وجوائز الذهب لهذا الغرض!..وإلى جانب ذلك الجهد المحموم يتم تقديم باقة من البرامج الحقيقية والترفيهية،وبرامج التثقيف الديني لإرضاء ميول وأهواء ورغبات المشاهدين،وكل ذلك من أجل الفوز بهذا السباق المحموم بين القنوات بأكبر عدد من المشاهدين!،لاستقطاب عدد غير قليل من الشركات الداعية لتلك البرامج والراغبين في بث إعلاناتهم التجارية،والفوز بالربح الوافر،،وكما يقول في المثل الشعبيى(حاج وبياَّع مسابح)!!..ومافيش19/08/2008 حاجة لله.من الملاحظ دائماً أن تلك القنوات الفضائية العربية،يعتريها الورع الموسمي،والدخول في الإسلام كل رمضان فقط!،وعلى إستحياء تقوم بعرض مسلسل أو اثنين من الأعمال الإسلامية التاريخية والقليل من تلك القنوات يمتد موسمها الإسلامي أحياناً أيام الجُمع إلى جانب شهر رمضان الكريم وحرنا نحن محبي هذا النوع من المسلسلات من المتعة بالدراما الإسلامية التي نراها في رمضان من كل عام فقط!!وهذا التوجه عند البعض من تلك القنوات من تقديم هذه الأعمال الدرامية الإسلامية يأتي فقط تحصيل حاصل!،دون التدقيق في نوعية هذه الأعمال الدرامية الإسلامية،وكأن ذلك يأتي فقط للتذكير بتاريخنا الإسلامي المجيد ليس إلا!..ونحن كمشاهدين ومحبي لهذه الأعمال الدرامية المميزة نجبر على مشاهدتها!،حتى وأن كانت قديمة ومكررة..ولا نستطيع اختيار نوعية تلك الأعمال المعروضة علينا قسراً!!.إن المشاهد العربي قد أصابه الملل والضجر،من تكرار تلك الأعمال والقصص الإسلامية والمعاد إخراجها من قبل شركات أخرى غير الأصلية وممثلين أخرين غير الأوائل في هذه الأعمال من دول عربية عدة وبقالب وبشكل مختلف عن سابقاتها دائماً!،والتي حفظناها عن ظهر قلب،وقد تم حشوها بمشاهد المعارك والصدمات الحربية وإسماعنا أصوات صليل سيوف أبطالنا رحمة الله عليهم ورضوانه..وصهيل خيولهم وسنابكها التي تدوس حوافزها جثث القتلى في ميادين الوغى..كل ذلك قد حفظناه من كثرة تكراره علينا،وجهاد الصحابة وقتالهم وقد شكرهم الله عليه وأثابهم جنات الخلد..ونحن بدورنا قد احترمناهم وجهادهم ذاك فيه نشر الدين الإسلامي ومازلنا..ولكن السؤال هنا،أليس في تاريخنا الإسلامي غير قصص الجهاد والغزوات وجندلة الرقاب(رقاب الكفّار طبعاً) وإراقة الدماء؟!تلك القصة التي جعلتنا في نظر شعوب الأديان الأخرى مع كثرتها،وحوشاً برية محبة لسفك الدماء!، وأمة لا تجيد ولا تعرف غير لغة الجهاد والتكفير والقتل! .. إن التاريخ الإسلامي ليس كما يصوره أصحاب هذه الأعمال الدرامية الكثيرة، مليئاً بالحوادث والحروب المؤسفة والمجازر التي أقامها المسلمون في كل أرض تطؤاه أقدامهم! .. بل أنه تاريخ مليء بالمواقف الإنسانية والتي يندر وجودها في عصرنا هذا، وأيضاً مليء بالعناصر الثقافية ورموزها، والعلم ورموزه .. والسيرة الذاتية لسادتنا الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعاً،،ورموز الفكر والأدب وأوائل علماء الإسلام والمخترعين والعلماء الإسلاميين في كل نواحي الحياة المدنية بعيداً عن الحروب والغزوات وسفك الدماء والمؤامرات..وهي مليئة بالأخبار والحوادث غير العسكرية والجميلة والمفيدة لثقافتنا كمسلمين عرب،والصالحة أكيد لعرضها علينا على شاشات القنوات العربية هذا العام فهل سنرى أعمالاً درامية كتلك على شاشتنا؟
أخبار متعلقة