فتوى من جماعة متطرفة بذبح عدد من قيادات (( فتح )) بينهم دحلان وعمرو
غزة / متابعات:اصدر تنظيم متطرف يسمي نفسه "التوحيد والجهاد" فتوى توعّد فيها بذبح 5 شخصيات بارزة من فتح، بعد فترة فصيرة من ظهور معلومات على لسان مصادر أمنية فلسطينية تفيد بوجود حقيقي لتنظيم (( القاعدة )) ا الذي يتزعمه أسامه بن لادن في الأراضي الفلسطينية وذلك بعد عودة بعض الطلبة الفلسطينيين الدارسين في الباكستان. وتوقعت هذه المصادر الأمنية أن ينشط هذا التنظيم في الفترة المقبلة ويقوم بعملية كبيرة قبل إعلان البيعة لـ"أسامة بن لادن". وكان مركز الاعلام والمعلومات الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية ذكر قبل أيام ان تنظيما جديدا في فلسطين لم يعلن عنه سابقاً ويدعى تنظيم التوحيد والجهاد في بلاد الشام وارض الكنانة اعلن عزمه على احياء سنة الذبح في مرتدي فتح . وقال المركز ان البيان ندد بكل من المسؤولين الفلسطينيين نبيل عمرو وابو علي شاهين ومحمد دحلان وياسر عبد ربه وسمير المشهراوي.وقال المركز إن بيان ذلك التنظيم يشيد في الوقت نفسه بشيخهم ابو مصعب الزرقاوي، ونقل عن البيان انطلاقة عمله الجهادي المسلح في فلسطين، حيث جاء في البيان (( قررنا ان نحيي في هؤلاء سنة الذبح حتي لا تكون فتنة )) ، مشيرا الي انهم علي اتم الجاهزية في انتظار الاشارة كما كانت الاشارة لضرب دهب المصرية.اإلا أن محمد دحلان، ممثل فتح في المجلس التشريعي، قلل في حديثه لـقناة ((العربية )) الفضائية من أهمية هذا البيان الذي جاء على صيغة فتوى، معتبرا أن الموضوع غير جدي ، وقال إن "قطاع غزة ليس بحاجة للقاعدة وفيه ما يكفيه"، واعتبر أن هذا البيان "نوع من البيانات الصفراء كما أن لغته ضعيفة وأخطأ حتى في ذكر الآيات القرآنية". ومن جانبه قال ياسر عبد ربه، القيادي البارز في منظمة التحرير الفلسطينية " إن هذا التنظيم الذي أصدر البيان "مخترع" وقال " هذه حملات اعتدنا عليها ولا قيمة لها" رافضا أن يسمي الجهات التي يعنيها. وأما سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة حماس، فقال إن المنظمة التي أصدرت هذه الفتوى هي "منظمة وهمية ولا وجود لها وإصدارها يهدف للفتنة" .لكن بعض وسائل الاعلام نقلت عن مصادر فلسطينية رفضت الكشف عن اسمها، أن إصدار هذا البيان( الفتوى) ضرب جلسة حوار كانت مقررة امس الاول الثلاثاء وأجلها حتى الشهر القادم ، معترفا بوجود " تنظيم سلفي في غزة ومرتبط بالقاعدة فكريا وليس تنظيميا من خلال خلايا لم تقم بأي أعمال حتى الآن". الى ذلك تحدثت مصادر أمنية فلسطينية " عن "وجود حقيقي لتنظيم القاعدة العالمي الذي يتزعمه أسامه ابن لادن في الأراضي الفلسطينية، خصوصا في قطاع غزة الذي يعتبر تربة خصبة لتشكيل مجموعات و خلايا سرية تنفذ عمليات من شأنها تغيير الخارطة الفلسطينية السياسية و الأمنية على المستويين الداخلي و الخارجي" ، في حين تؤكد مصادر أمنية ونشطاء فلسطينيون مطلعون ينضوون تحت لواء بعض فصائل المقاومة المحلية، أن تنظيم القاعدة قد دخل إلى قطاع غزة و بعض مدن الضفة الغربية منذ سنوات، إلا أنه لم يكن يمارس أي نشاط يذكر سوى القيام بمهمات الاستكشاف و التنظير لفكره و العمل على استقطاب الأعضاء الجدد من المستقلين والمنتمين من ذي قبل إلى فصائل مسلحة.وأشارت المعلومات إلى أن هناك أكثر من جماعة تسعى لتكوين جسم تنظيمي سري يمثل القاعدة في الأراضي الفلسطينية، إلا أن البناء لم يكتمل بعد لأي من الجماعات التي بدأت مؤخراً في التعرف على بعضها لغرض تنسيق الجهود و الإعلان عن وجود واقعي للقاعدة في فلسطين من خلال القيام بعمليات كبرى ضد أهداف فلسطينية أو إسرائيلية ومن ثم الإعلان رسميا عن تقديم البيعة لأسامة بن لادن زعيماً للجميع.وتقول المصادر الأمنية الفلسطينية إن الطلبة الفلسطينيين الدارسين في باكستان وجدوا أنفسهم محط اهتمام لكونهم من الأراضي الفلسطينية الشيء الذي يزكيهم هناك لكونهم من أرض الرباط التي تعيش تحت الاحتلال بالإضافة إلى ميلهم للدخول في نقاشات السياسة و الدين،حينها كان نظام طالبان يسيطر على ما يقارب الـ 95% من أفغانستان التي كانت تستضيف قيادة تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن، و كانت الأراضي الفلسطينية تعيش حالة سلام مع إسرائيل قبل أن تبدأ انتفاضة الأقصى عام 2000. وتتابع : و هنا كانت المفارقة الكبيرة في عقول منظري التيار القاعدي و الإسلامي عموما في باكستان التي كان جمهورها معجبا بإقامة نظام ديني في دولة الجوار -أفغانستان- و ذلك من خلال قيام نظامين الأول إسلامي يجسد عهد الخلافة في كابول، و الثاني استسلامي متخاذل و عميليقوم على اتفاقية حكم ذاتي ضيعت فلسطين في قطاع غزة و بعض مدن الضفة،و هكذا كان ينظر الطلبة الفلسطينيون المتأثرون بواقع الاغتراب و التجربة هناك إلى الأمور، و قد كان متاحا لهم الإطلاع على جهاد بن لادن و المجاهدين العرب في مقارعة الروس و من ثم الأمريكان في عمليات نوعية كاللتين حدثتا في نيروبي و دار السلام نهاية تسعينيات القرن الماضي و من قبلهما عمليات وقعت في الخليج و تحديدا في السعودية منتصف التسعينيات ، و كذلك الاستماع إلى قصص الكرامات المرتبطة بالفكر الجهادي التحرري الذي يرى اعوجاجا في كل نظام عربي و إسلامي و أممي ، و يثق في كونه الفيصل في التفريق بين الغث و السمين في السياسات و الحكم.وتتابع المصادر الأمنية حكاية هؤلاء الطلبة فتقول "عاد أولئك الطلبة إلى قطاع غزة بعد أن أكملوا تعليمهم الجامعي عامي 1999 و 2000 ، في المدن التي كانت قريبة على معرفة ما يجري في أفغانستان من خلال الأتباع و الأنصار و المؤيدين مثل كراتشي و حيدر أباد جلال أباد و بيشاور وغيرها ، و في غزة كانت حركة المقاومة الإسلامية حماس أضعف بكثير مما هي عليه الآن، و لكنها استقبلت بعضا من هؤلاء الطلاب الذي أبدوا إعجابهم بالنموذج الإسلامي للقاعدة، و هو ما خشيت منه الحركة حماس لأن يندفع أولئك ليكونوا بذور القاعدة الأولى في فلسطين، فسايرتهم بغرض الاحتواء رغم تنظير أولئك الطلبة للقاعدة،إلى أن بدأت الانتفاضة و انخرطت حماس بها فقومت فكرهم ، ليكونوا بعيدين عن التشدد و المغالاة القاعدية من منطلق أن نموذج القاعدة في أفغانستان لا يمكن إسقاطه على أي بلد آخر".وتشير إلى أن الأمن الإسرائيلي و من خلال قنواته الخاصة اعتبر هذه الحالة قبل معالجتها الدخول الأول للقاعدة كفكر يمكن أن يترجم إلى خطوات على الأرض، وقد تم اعتقال عدد من طلاب الجامعات الباكستانية الفلسطينيين على يد مخابرات إسلام آباد التي أفرجت عند البعض و لا زالت تحتجز البعض حتى الآن على خلفية الارتباط بتنظيم القاعدة على أساس شبهات و علاقات.ونقلت (( العربية )) عن المصادر الأمنية الفلسطينية انه :" مع حالة الغليان التي كان يعيشها العالمان العربي و الإسلامي، جراء اشتعال الانتفاضة الفلسطينية، و ازدياد صفحة التقابل غير المتكافىء بين إسرائيل و الفلسطينيين، حاولت القاعدة الدخول إلى الأراضي المحتلة من خلال دولتي الجوار مصر و الأردن، و لأن قطاع غزة كان أخصب تربة لذلك، دخل عام 2001 بعض الأشخاص القلائل الذين يحملون الجنسية المصرية.و ترجح المصادر أن يكون معهم ليبي إلى قطاع غزة من سيناء بعد أن فتحوا في السلك الفاصل بين مصر و القطاع ثغرة للعبور، و استطاع أولئك من خلال ما يتوقع أنه ترتيب مسبق مع أحد ينتظرهم في القطاع تأمين موطأ قدم لهم يمكنهم من دراسة المنطقة،إلا أنهم كانوا دون نشاط جدي و كانت دائرة علاقاتهم محدودة مما ساعدهم على الاحتماء جيداً في فترة وقوع أحداث أيلول و ما تبعه من انهيار لنظام طالبان و هروب قيادة تنظيم القاعدة إلى الجبال".وتؤكد المصادر الأمنية الفلسطينية أن مجموعات قليلة من أنصار القاعدة عملت في القطاع للاتصال بمنظري القاعدة و داعمي فكرها في السعودية عام 2005، و ذلك بهدف تأمين اتصال جاد بقيادة القاعدة يؤهلهم لن يكونوا جزء من التنظيم، إلا أن النشاط الأمني السعودي كان أقوى بكثير من طموحات أولئك، بعد أن تم اعتقال عدد من الذين تم الاتصال بهم داخل السعودية على أيدي الأمن، فيما كان آخرون من نشطاء سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي يجرون اتصالاتهم بتنظيم القاعدة في الأردن و السعودية و يعرضون تشكيل خلايا للقاعدة في فلسطين وأضافت المصادر الأمنية أن الخلية الأولى التي وصلت من المصريين كانت تنتقي بعض الشباب المقاومين من الأكثر التزاما في الفصائل دينياً و عقيدة بهدف التشاور السري في الأمر، حتى ذهبوا إلى 3 نشطاء من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس قبل أشهر بهدف الترتيب لمشروع ولادة القاعدة في فلسطين و طلبت منهم التكتم على الأمر دون إبلاغ تنظيمهم، الشيء الذي فعل عكسه الشبان الثلاثة، فأبقت عليهم حماس داخل الدائرة لوقت ما بغرض تسجيل اختراق لهذا التنظيم الجديد على الساحة المحلية، و لكنها أمرتهم فيما بعد بقطع جميع العلاقات معهم و ها هي الحركة تعمم ما بين الفينة و الأخرى على عناصرها بضرورة الإبلاغ عن أي محاولة اتصال يجريها معهم كائن من كان دون التصريح عن القاعدة المعنية بالأمر اسما.وأما عن الآخرين في الجماعات الأخرى فقد بدأ ، حسب معلومات المصادر الأمنية، اتصال بطيء بينها يهدف إلى خلق الحالة ككل، فيما أكد شهود أنهم رأوا شبانا بداية العام يجرون تدريبات عسكرية في منطقة ما شمال قطاع غزة و كانوا يرتدون أقنعة و رؤوسهم معصوبة بعبارة "تنظيم القاعدة في فلسطين"، و في إشارة أخرى لوجود القاعدة لاحظ أساتذة جامعيين و مثقفين و مفكرين وصول نشرات لتنظيم القاعدة إلى بيوتهم و مكاتب عملهم عبر البريد أو أشخاص مجهولي الهوية بهدف استمالتهم للتنظير للقاعدة و قد كانت النشرات تصل تباعا منذ أشهر حتى فترة قريبة وزع كتيب للتنظيم على المعنيين ممن سبق ذكر صفاتهم.و مع تواصل مسلسل اختطاف الأجانب في القطاع، اختطفت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها "كتائب الجهاد في فلسطين" ثلاثة بريطانيين أواخر ديسمبر 2005 الماضي ، و بعد عمليات بحث و تحر اكتشفت الأجهزة الأمنية أن الذي قام بهذه العملية إحدى تشكيلات كتائب شهداء الأقصى في القطاع، و أن الذي يتحمل مسؤولية ذاك الاختطاف شاب ثلاثيني مطلوب لأجهزة الأمن الإسرائيلية اسمه علاء الهمص من رفح، الذي أطلق سراح المختطفين و تم اعتقاله على أيدي جهاز المخابرات الفلسطينية ، الأمر الذي لم يرق لجهاز الأمن الوقائي الذي كان متابعا لكافة تحركات الهمص مع الإشارة بوجود علاقة بين هذا القائد الشاب و الجهاز الأمني، مما دفع زملاء الهمص في كتائب الأقصى إلى الضغط على المخابرات لإطلاق سراح زميلهم الهمص فقاموا بتدمير جزء من الجدار الفاصل بين القطاع و مصر و اشتبكوا مع قوات الأمن المصرية فقتلوا عنصرين منهم و أصابوا 25 شرطيا آخرين، في عملية استفزت الجميع بمن فيهم الوقائي الذي كان يريد إخلاء سبيل الهمص و لكن دون اللجوء لهذه الطريقة للضغط على المخابرات. وتقول المصادر إنه على إثرها أطلق جهاز المخابرات سراح علاء الهمص ليتسلمه الوقائي، و تتضح تفاصيل أخرى لم يفصح عنها أحد حينذاك، فعلاء الهمص أحد الذين تستميلهم الأفكار الجهادية، و كانت هناك إشارات لدى جهاز الأمن الوقائي تؤكد أن 3 من عناصر القاعدة الوافدين إلى غزة في حماية أو ضيافة الهمص الذي كان مراقبا من قبل الوقائي، و عندما اعتقلته المخابرات الفلسطينية خشي الأمن الوقائي أن يفصح الهمص عن أولئك الثلاثة فينتقل الملف من يده و لا يستطيع إكماله، و في ظل حالة صراع المقدرة بين جهازي المخابرات و الوقائي على المعلومة حدث ما حدث.كما تشير هذه المصادر إلى أن جهاز الأمن الوقائي قد تسلم عناصر القاعدة الثلاثة ثم سلمهم إلى جهاز أمني عربي أو دولي حسب المصدر لم يتم تحديد اسمه، و قد تولى الأمن الوقائي متابعة هذا الملف الخطير، و تشير المعلومات أن أكثر المناطق الفلسطينية التي قد يتواجد فيها عناصر للقاعدة هي مدينة رفح جنوب القطاع و من ثم تأتي المدن الأخرى بشكل متفاوت.ووفقا لمصادر أمنية ، ففي آخر يومين من شهر فبراير 2006 الماضي وُضع ملف أمني غير معهود مثله على مكتب الرئيس محمود عباس، تضمن تأكيدات على وجود عناصر من تنظيم القاعدة في الأراضي الفلسطينية و هو ما فاجأ عباس لما احتواه الملف من معلومات ليصرح الرئيس الفلسطيني بداية مارس للإعلام بوجود تنظيم القاعدة في غزة و يحذر من عواقب هذا الوجود مستقبلا، و قال إن السلطة لديها مؤشرات على دخول عناصر من القاعدة إلى القطاع بناء على معلومات استخباراتية وصلته من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، و أمر بالتيقظ لهذا الملف و محاصرته تماما بالمراقبة و الخطوات العملية قبل فوات الأوان، و هو ما تعمل عليه بعض الأجهزة المكلفة بالمتابعة.أما حركة حماس فترى نفسها من أشد المتضررين لو دخلت القاعدة إلى فلسطين على اعتبار أن فكر حماس يختلف عن فكر القاعدة و هو ما صرح به ناطقون باسم الحركة تعليقا على خطاب بن لادن الأخير الذي حرم فيه دخول حماس في المجلس التشريعي، فيما يتفق الفلسطينيون على المستوى السياسي و التنظيمي الواعي على أن عمل القاعدة في فلسطين سيكون نواة للحرب الأهلية التي تمتلك المقومات و لكن أحدا غير مستعد لتحمل نتائجها أو مقتنع بجدواها ،كما تقول المصادر الأمنية مشيرة إلى أن هذه الحرب ستندلع فيما لو نفذت القاعدة هجمات ضد أهداف فلسطينية كما هو متوقع بهدف إشعال فتنة داخلية عبر استهداف شخصيات و مراكز لفصائل متنافسة دون الإعلان عن الجهة التي نفذتها.و حول النطاق الزمني الذي يمكن أن تتشكل فيه نواة فاعلة للقاعدة في الأراضي الفلسطينية و تكون محل اعتراف القيادة في التنظيم بزعامة ابن لادن، فإن ذلك "مرهون للمجموعات التي ترغب في ذلك،لأن القاعدة تقوم على مبدأ افعل ثم احصل على الاعتراف و الدعم، الشيء الذي يعني أن القاعدة تطلب من أنصارها تشكيل مجموعات و خلايا قوية تستطيع تنفيذ عمليات كبرى بقدر حجمها، و من ثم تقدم هذه المجموعات نفسها كفرع للتنظيم في البلاد تحت مسمى مستقى من العقيدة و أدبيات الجهاد، و تعلن مبايعتها لتنظيم القاعدة و زعيمه بعد أن تؤكد الولاية و الإمامة له" ، أيضا حسب المصادر الأمنية.