إذا استمرت هجمات القوات الأمريكية والعراقية على أتباعه
اعتصام عدد من العراقيين من مؤيدي الصدر
النجف/بغداد/14 أكتوبر/رويترز: دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر العراقيين إلى تنظيم اعتصامات وهدد «بعصيان مدني» إذا استمرت هجمات القوات الأمريكية والعراقية على أتباعه. وقال الصدر في بيان تلاه مساعده حازم الاعرجي انه يدعو كل العراقيين لتنظيم اعتصامات في شتى أنحاء العراق كخطوة أولى وإذا لم يستجب لمطالب الشعب ستكون الخطوة الثانية إعلان العصيان المدني في بغداد والمحافظات الأخرى. كما هدد الصدر «بخطوة ثالثة» لكنه قال انه من السابق للأوان الإعلان عنها. وطالب الصدر أمس الثلاثاء أتباعه بالاعتصام في جميع أنحاء العراق «كخطوة أولى» احتجاجا على تجاهل الحكومة تنفيذ مطالب التيار الصدري داعيا إياهم إلى الاستعداد لتنفيذ الخطوة الثانية وهي الاعتصام المدني «وبعد ذلك انتظار الخطوة الثالثة.» وقال بيان يحمل توقيع الصدر «ندعو جميع العراقيين إلى الاعتصام في جميع العراق كخطوة أولى فان لم تحترم الحكومة العراقية المطاليب الجماهيرية فتكون الخطوة الثانية العصيان المدني في بغداد وباقي المحافظات» وطالب الصدر أتباعه بان يكونوا مستعدين بعد ذلك «بانتظار الخطوة الثالثة» ومضى البيان يقول «ولكل حادث حديث.» وشنت قوات الأمن العراقية عملية كبرى ضد الميليشيات بما في ذلك ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر في مدينة البصرة النفطية الجنوبية أمس الثلاثاء. وقال مسئولون عسكريون وشهود إن قتالا شرسا اندلع أمس الثلاثاء في مدينة البصرة بجنوب العراق حيث أطلقت قوات أمنية عراقية عملية رئيسية في الفجر ضد ميليشيات قوية. وأفاد مسئولون عسكريون بأن العديد من «الخارجين على القانون» قتلوا. وأعلن الصدر وقفا لإطلاق النار ألزم به ميليشيا جيش المهدي التابعة له في أغسطس ثم مدده في فبراير لكن أتباعه نزلوا إلى الشوارع في بعض أحياء بغداد أمس الأول الاثنين وأمس الثلاثاء لشن ما وصفوه بحملة عصيان مدني وأمروا المتاجر بإغلاق أبوابها. وقال الصدر في بيانه أمس الذي تلاه الاعرجي انه يدعو كل الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية للتدخل لوقف الهجمات على الشعب والتي تدعمها «قوات الاحتلال.» ويتقاتل فصيلان شيعيان هما المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر من أجل السيطرة على البصرة بالإضافة إلى حزب شيعي أصغر هو حزب الفضيلة. وكان أتباع الزعيم الشيعي قد لبوا نداء الصدر لهم قبل يومين من قبل قياديين في التيار دعوهم إلى تنفيذ العصيان المدني في مدينة بغداد وعدد من المحافظات العراقية بعد تجاهل الحكومة لمطالبهم الخاصة بوقف عمليات الاعتقال التي تستهدفهم وإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين من أتباعهم. وشهدت مدينة بغداد أمس الأول الاثنين واليوم الثلاثاء نزول أعداد كبيرة من أنصار جيش المهدي والتيار الصدري إلى الشوارع في عدد من مناطق بغداد وقام هؤلاء بمنع الناس من الخروج من منازلهم أو التوجه إلى أعمالهم. وتزامنت دعوات العصيان في بغداد مع بدء عمليات عسكرية تقوم بتنفيذها القوات الحكومية في محافظة البصرة منذ فجر اليوم الثلاثاء استهدفت ميليشيا جيش المهدي وأعلنت السلطات الأمنية هناك حظر تجول في المدينة ووقف الدراسة في الجامعات والمعاهد. وانتقد الصدر في بيانه العمليات العسكرية التي تقوم بتنفيذها القوات الأمنية العراقية وقال ان هذه القوات «جاءت اليوم لتكمل مسرحية الدم والإقصاء والإلغاء...مستغلة بذلك أكذوبة تطبيق القانون الذي لم يطبق إلا على من كان سببا بان يستقر العراق ويكون موحدا لا كما يريدون ويريد الاحتلال.» وأمر الصدر في البيان أتباعه في المناطق التي تشهد مواجهات ساخنة «بتوزيع المصاحف وأغصان الزيتون على كافة نقاط الشرطة تعبيرا عن السلام.» ودعا الصدر القوات الأمنية العراقية إلى عدم الانصياع للأوامر التي تصدرها الحكومة وقال «ندعو أبناءنا في القوات المسلحة العراقية من الجيش والشرطة ان لا ينجروا إلى هذه الخدع التي يقودها الاحتلال وتروج لها الحكومة باسم القانون.» كما دعا الصدر في بيانه «جميع الشخصيات الدينية والاجتماعية والسياسية ان تضطلع بمسؤولياتها الشرعية والأخلاقية والوطنية من اجل التدخل بوقف هذه الهجمات ضد أبناء شعبنا والمدعومة من قبل الاحتلال.»، كما دعا الصدر زعماء القبائل ونواب البرلمان لان «يقفوا إلى جانب الشعب العراقي.» وكان علي الدباغ الناطق باسم الحكومة قد رفض أمس الثلاثاء وصف القيام بعصيان مدني بأنه تعبير أو احتجاج سلمي وقال في تصريحات لقناة التلفزيون العربية الفضائية «عندما يكون التعبير عن الموقف السلمي بمجابهة مسلحة أو بعصيان مدني فان هذا يخرج عن كونه ممارسة سياسية أو سلمية... وبالتالي لم يكن أمام الحكومة إلا تطبيق القانون.» وقال الدباغ ان الحكومة «لا تستهدف أي تيار...وان ما يجري هو حملة لنزع السلاح غير المرخص من قبل الجميع ولا نستثني أحدا في ذلك.»، وأضاف « الحكومة عازمة على الضرب بيد من حديد على كل من يستخدم السلاح لتهديد المواطنين.»