حثت واشنطن على التوقف عن اختلاق مزيد من الأزمات بالمنطقة
المبنى المشتبه به للمفاعل النووي السوري
دمشق/14 أكتوبر/خالد يعقوب عويس: اتهمت سوريا الولايات المتحدة أمس الجمعة بالتورط في هجوم إسرائيلي وقع عليها العام الماضي قالت واشنطن انه استهدف مفاعلا نوويا مشتبها به أقيم بمساعدة من كوريا الشمالية. وقال بيان سوري عن الغارة التي شنتها طائرات حربية إسرائيلية على شرق سوريا في سبتمبر «كانت هذه الإدارة (الأمريكية) على ما يبدو طرفا في تنفيذها (الغارة).» وقال مسئول أمريكي الخميس أن واشنطن لم تعط إسرائيل أي ضوء أخضر لشن تلك الغارة. وزعمت الولايات المتحدة أمس الأول عما قالت أنها معلومات للاستخبارات تقول أنها تظهر أن كوريا الشمالية ساعدت سوريا في بناء مفاعل نووي مشتبه به استهدفته طائرات حربية إسرائيلية في سبتمبر، وقال البيت الأبيض ان الولايات المتحدة مقتنعة بأن كوريا الشمالية ساعدت سوريا في بناء مفاعل نووي سري. وجاء التعقيب بعد أن أحاط مسئولو استخبارات مشرعين أمريكيين علما بالغارة. وقال البيان السوري الذي نقلته وكالة الأنباء السورية «في الوقت الذي ترفض فيه سورية الادعاءات الأمريكية جملة وتفصيلا فإنها تؤكد أن هذه الحملة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية تهدف بشكل أساسي إلى تضليل الكونجرس الأميركي والرأي العام العالمي بادعاءات لتبرير الغارة الإسرائيلية على سورية في أيلول من العام الماضي.»، وأضاف قوله «كانت هذه الإدارة على ما يبدو طرفا في تنفيذها كما أصبح واضحا أن هذا التحرك من قبل الإدارة الأمريكية يأتي في إطار المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الكوري.» وحث البيان واشنطن على «التصرف بمسؤولية والتوقف عن اختلاق مزيد من الأزمات في الشرق الأوسط الذي ما فتئ يعاني من تداعيات السياسات الأمريكية الفاشلة.» وكرر البيان السوري نفي دمشق القيام بأي أنشطة نووية ونفى اتهامات واشنطن قائلا أنها تجيء في إطار حملة التشهير التي تشنها على دمشق. وقالت سوريا وهي من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي وقت وقوع الغارة ان الهدف الذي ضرب في الغارة الإسرائيلية هو مبنى عسكري تقليدي. وطالبت المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل عن برنامج نووي كبير طور عبر عقود بمساعدة غربية. وأصدرت الولايات المتحدة الخميس صورا فوتوغرافية قالت أنها تربط كوريا الشمالية بمفاعل لإنتاج البلوتونيوم تحت الإنشاء في سوريا في محاولة لممارسة ضغوط على بيونجيانج كي تفشي أسرارا بشأن نشر التكنولوجيا النووية. وأعلن محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الجمعة ان مزاعم المخابرات الأمريكية ان سوريا أقامت سرا مفاعلا نوويا بمساعدة من كوريا الشمالية هي مزاعم خطيرة ويجري تحقيق شامل بشأنها. وقال البرادعي «ستنظر الوكالة إلى هذه المعلومات بالجدية التي تستحقها وتتحرى عن دقة المعلومات.» وتقول كوريا الشمالية إن سوريا حليفة مقربة من خلال العلاقات الدبلوماسية والمدنية ولم تعلق بيونجيانج بعد على المزاعم الأمريكية إلا أنها تنفي أي تورط لها في الانتشار النووي فيما وصفت مسألة العلاقات النووية مع سوريا بأنها محض «خيال.» وقال بيان البيت الأبيض الأمريكي ان سوريا لم تخطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإنشاء المفاعل وغطت على وجوده بعد تعرضه للقصف.، وجاء في بيان البيت الأبيض «هذه التغطية تؤكد قناعتنا بأن هذا المفاعل لم يكن للأنشطة السلمية.» وقال دبلوماسيون أن سوريا لم توافق على طلب الوكالة الدولية إرسال مفتشين إلى الموقع وان كانت دمشق غير ملزمة بأن تفعل ذلك دون أدلة دامغة على وجود نشاط نووي هناك. ووصف سفير سوريا لدى الولايات المتحدة إتهامات أمريكا بأن كوريا الشمالية ساعدت بلاده في بناء مفاعل نووي سري بأنها «محض خيال». وقال السفير عماد مصطفى في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.إن.إن.) الإخبارية أمس الأول «هذا محض خيال وهذه الإدارة أظهرت سجلا من القصص المختلقة عن أسلحة دمار شامل لدول أخرى.»، وأضاف قائلا «آمل ان يتم كشف الحقيقة للجميع... هذا سيسبب حرجا كبيرا للإدارة الأمريكية للمرة الثانية.. هم كذبوا بشان أسلحة الدمار الشامل العراقية ويعتقدون أنهم يمكنهم ان يفعلوها مرة أخرى.» وقال مصطفى ان المبنى الذي تزعم واشنطن انه كان مفاعلا نوويا سريا هو مجرد «مبنى عسكري عادي» كان خاليا.، وأضاف ان وزارة الخارجية الأمريكية استدعته وأبلغته «قصة مثيرة للسخرية عن مشروع نووي سوري مزعوم وابلغوني أن لديهم أدلة دامغة على ان سوريا تخطط لاكتساب تكنولوجيا نووية.» وقال السفير السوري ساخرا إن «المبنى السري» كان يمكن مشاهدته بسهولة في صور الأقمار الصناعية التجارية ولم تكن حوله أي أسلاك شائكة أو إجراءات أمنية مشددة.، ومضى قائلا «آمل ألا يكون خداع المواطنين الأمريكيين وممثلي الشعب الأمريكي هذه المرة سهلا مثلما كان في الفترة السابقة على حرب العراق وأن يتوقفوا عن تصديق الاتهامات السخيفة للإدارة الأمريكية.»