كــــتاب
تأليف / لوسيل فيغرييه:عرض / إصلاح العبد: كما لاحظت ليس في هذه الفصول شيء سوى وصف لرحلة العودة إلى باريس والمشاكل والصعوبات التي واجهتهم وكذا وصف رومانسي لرحلة العودة ولكن أردنا أن نتعرف على ماشاهدته خلال رحلتها من مشاهدات في تلك الفترة من الزمن .[c1]زيارة صهاريج عدن وساحل جولدمور[/c] تبدأ المؤلفة في الفصل الرابع عشر في وصف رحلة العودة واقامتهم في الحديدة والطريق إلى عدن والاقامة فيها وتظهر جوانب الحياة الاجتماعية في اليمن حيث تقول عند نزولهم في دار الضيافة استقبلهم احد الوجهاء كما دعاهم للعشاء دكتور ايطالي في ليلة وصولهم وتشير إلى انهم تعرفوا على تجار يونانيين وتاجر سوداني وظلواهي وامها واخوتها يسترجعون ذكرى والدهم وكذلك الاحداث التي عاشوها في صنعاء بعد مقتل الامام يحيى والثورة وحصار المدينة ماكان يخفف عنهم هو الدكتور ميروشي الذي كان يدعوهم كل مساء لتناول العشاء على سطح منزله كي ينتعشوا قليلاً بالرطوبة التي يحملها نسيم البحر واحضرلهم اصناف جيده من محار البحر الاحمر ، ولكن عند تأخر السفينة وبعد اربعة أيام كان كبير الخدم في دار الضيافة لم يرغب باطعامهم الابتوقيع امر جديد وتقول لوسيل انه شتان بين استقبال القبائل وفي الريف ويمنيي المدينة . ثم تصف طريقة وصولهم إلى السفينة ( افريقيا ) الراسية على بعد ميل من الميناء حيث يؤخذ قارب يجنح على بعد 25 إلى 30 متراً من الشاطئ حيث نقلهم اليه حمالون وهم على مقعد خشبي يحمله ثلاثة رجال وهذا كان معمول به سواء في الحديدة اوعدن او في جيبوتي في ذلك الوقت كان القبطان انجليزي وعاملهم معاملة حسنة وكانت الرحلة هادئة والبحر هادئاً ولكن كان مايحزنهم هو عودتهم إلى فرنسا ناقص العدد .. وعند عبور مضيق باب المندب رأوا جزيرة بريم وهي خضراء للغاية .. ووصلوا إلى عدن وتقول لوسيل ان منظر المدينة لم يتغير منذ مرورهم بها عند القدوم حيث مازالت تلك الحرارة النارية على هذه الصخور الكبيرة حيث وصلوا في المساء والمساء حالك الظلام وكان سعر حمل الامتعة باهضاً وحصل شجار بين اخوها واحد الحمالين العرب وتشير المؤلفة إلى ان الشرطة تدخلت واخذت اخوها وتدخل قبطان السفينة لحل المسألة مع الشرطة لانهم ارادوا اصطحاب اخوها وضمنهما القبطان بأن يناما على السفينة حتى اليوم التالي ليعالج القنصل الفرنسي المسألة مع الشرطة . وفي اليوم التالي ذهبت لوسيل وامها إلى القنصلية حيث تم استقبالهم بشكل لائق ولكن عندما ابلغته والدتها قضيتهم مع الشرطة وطلبت منه التدخل وحل هذه المسألة التعيسة .. ماكان من القنصل الا ان رفع ذراعيه نحو السماء وبدأ مفجوعاً فالتعقيدات الدبلوماسية هي موضوع قلق دائم بالنسبة للقناصل حيث كانت عدن في ذلك الوقت عام 1948م محمية بريطانية ولكن بالحس الفكاهي للسلطات الانجليزية كما تقول المؤلفة فقد تم التعامل مع هذه المغامرة وكأنها دعابة وليس فيها قضية دبلوماسية !وفي اليوم التالي وصل اخويها ولكن بدون كلبهم الصغير حيث كانت عدن بصفتها محمية بريطانية تطبق قاعدة الحجر الصحي وجلد الكلب برأيهم قذر ولكن بعد ثلاثة ايام اعيد اليهم الكلب وفعلاً اكتشفوا بانه مغطى بالقراده . وتقول لوسيل بانهم كانوا مدللين من قبل المستعمرة الاوروبية وكانوا يدعونهم إلى ساحل جولدمور وذات يوم عندما كانت تسبح هي واخوها رأوا سمكة قرش هائلة الحجم فعادوا إلى الشاطئ محطمين كل رقم قياسي في السرعة .. وتقول بانها كانت تستطيع من على يخت رؤية قاع البحر الاحمر وهذا مالم يمكن لذاكرتها ان تنساه . في 14 يوليو حضروا حفل استقبال اقيم في القنصلية الفرنسية حيث التقوا هناك باللورد شامبيون حاكم عدن وزوجته وتحدثوا بمشاعر صادقة عن موت والدهم المبكر وعن اقامتهم في اليمن البلد الغريب المثير للفضول وكذلك عن ثورة فبراير التي عايشوها وتقول بأن اخواها ذهبا لزيارة صهاريج المياه المبنية بأمر من ملكة سبأ ( بلقيس ) . وكان القنصل على علم بهمومهم فاقترح على والدتها بأن يعودوا إلى فرنسا على متن سفينة صغيرة تنقل البضائع والركاب ايضاً تدعى ( لوفيلو ) لأنه لاتوجد سفن كبيرة تتوجه إلى فرنسا في مثل هذا الوقت الا بعد فترة طويلة ونبه والدتها إلى ان الرحلة ستكون طويلة اذان سفينة ( لوفيلوا ) ستفرغ وتشحن بضائع في موانئ ( جيبوتي ومصوع ولوبيريه وجنوا قبل وصولهم إلى مرسيليا .( مصوع ميناء في اثيوبيا وحالياً ارتيري ولوبيريه ميناء في اليونان وجنوا في ايطاليا ) فأستهوتهم فرصة المرور بكل هذه المراسي ثم ان لا احد ينتظرهم في فرنسا حسب قولها فوافقت والدتها على ذلك فتأهبوا للرحيل من عدن .[c1]ظهور اسرائيل وإجراءات السلطات المصرية[/c] في الفصل الخامس عشر تتطرق الكاتبة اولاً إلى الحديث عن (الفيلو) سفينة الشحن التي غادروا على متنها فتقول بانها سفينة شحن قديمة جداً ويعود تاريخ صنعها إلى بداية القرن التاسع عشر وشكلها كلاسيكي وعليها مدخنة عاليه وقائد السفينة ايطالي وكذا العاملون ايطاليون وكانت المقصورة التي يجلسوا فيها كبيرة ومريحة . وتقول بأنه لم يكن على ظهر السفينة سوى ستة مسافرين اسرتها وطبيب لبناني وآخر ايطالي وتتحدث بحنين كيف كانوا يأكلون الطعام مع بعضهم مع طاقم السفينة بألفه ويتولى الخدمة اشخاص عرب وهندوس وكانت الاطباق ايطالية . وتقول لوسيل عندما ارخى الليل سدوله وفي وقت الاذان رأت البحارة المسلمين يتجهون إلى ظهر السفينة ويودون الصلاة على سجاجيد خاصة بالصلاة متجهين نحو مكة وفي عمق البحر على متن هذه السفينة الصغيرة كان لهذا الطقس نكهة خاصة عندها . وتمضي الكاتبة في الاسترسال في وصف الايام والجو والبحر والسمك الذي كان يتقافز على ظهر المركب من حولهم واسماك القرش التي تتبع المركب وتصف ضوء القمر والنجوم المتلألئة وروعتها في ظلام الليل ومياه البحر وروعتها .عند الوصول إلى جيبوتي كانت الفرحة تغمرهم واستمتعوا بالنظر إلى خليج تاجورا وهنا تذكرت لوسيل والدها عندما كان معهم في الرحلة السابقة وتصف ميناء جيبوتي بأنه يزخر بالنشاط والحدائق المزهرة لقصر الحاكم تتدلى خضرتها نحو البحر والطرقات مليئة بالورود وكذا القصور الاوروبية والمقاهي وهناك اشجار النخيل من الزنك .اتى احد اصدقائهم لاستضافتهم عند نزولهم من السفينة حيث اخذهم إلى فندق ( اركاد ) الذي ابدى مالكوه لطفاً في التعامل معهم ودعاهم صديقهم إلى تناول العشاء حيث تذوقواالمحار الشير في المنطقة والتي تصفها بأنصغيرالحج لكنها لذيذه جداً .وتقول انهم مكثوا في جيبوتي يومين ثم عادوا إلى متن ( الفيلو ) متجهين إلى مصوع الذي توقفوا فيها ثمانية واربعون ساعة بسبب تأخر عملية شحن الحمولة التجارية وتصف مصوع بأنها مدينة ميته لضعف الحركة التجارية في الميناء رغم توفر البنى التحتية الاساسية للموانئ وتصف المدينة قائلة ( وكانت المدينة كما لوانها صحراء خاليه من السكان اذ انه في شهر يوليو يتوجه اغنياء المدينة نحو اسمره لقضاء وقت ممتع مع البيئة الجبلية والبحث عن جو الطف ) . عملت لوسيل ووالدتها على شراء هدايا تذكارية من رصيف الميناء وكذا قدمت لهم قلائد من الاصداف الحلزونية الصغيرة وبعض المرجان المتواجد بكثره في البحر الاحمر . وبعد انتهاء العمال الاثيوبيون من تسليم أكياس الفاصوليا الحمراء وكذا حزم من جلود الحيوانات استأنفوا السفر في البحر حيث تصف لوسيل البحر وغروب الشمس ومنظره الذي يعلق في الذاكرة .. وتقول انه بدأ اقترابهم ليدخلوا البحر الابيض المتوسط عبر قناة السويس وسيكون بوسعهم مشاهده البحيرات الكبرى حيث تتجه السفن للانتظار .وتشير لوسيل انه عند وصولهم إلى بورسعيد كانت هناك بعض التعقيدات مع السلطات المصرية حيث كان قد رحل الانجليز عنها في وقت سابق وجاء رجال الجمارك وفتشوا المركب وفتحوكل خزانة حائطية بل حتى خزانة صالة الطعام حيث ان اسرائيل كانت قد ظهرت منذ وقت قصير والعرب متحسسون جداً لذلك . خيم الظلام وانيرت الكثير من ناقلات النفط الراسية بمصابيح كهربائية حمراء وخضراء كانت كثيرة وراسية جنباً إلى جنب ، وكان المنظر جميلاً وفي الصباحايرت المحركات وغادروا المياه الرقية إلى مياه البحر الابيض المتوسط . [c1]زيارة المعابد والمعالم[/c]وفي الفصل السادس عشر تقول المؤلفة انهم فوجئوا باصابتهم بضربة شمس نتيجة التعرض مباشرة لأشعة الشمس كما ان اجسادهم اكتسبت اللون البرونزي وتشير بانهم استمتعوا بجو جميل في البحر الاحمر لكن الحال لم يكن نفسه في البحر الابيض المتوسط الهائج حيث تعرضوا لبعض العواصف الكبيرة وكادت السفينة ان تفقد المدخنة فقام البحارة بتثبيتها بواسطة الحبال وتحدثت لوسيل واخوتها بأن ذلك تقليداً لـ ( التنك والخيوط ) في اليمن . كما تتحدث المؤلفة في هذا الفصل عن حياتهم على ظهر السفينة وكذا وصولهم إلى ميناء دييريه والخليج الذي يسحر بجماله وكذا الحركة الكثيفة رغم وجود حطام سفن كثيرة حيث لم يبقى للميناء الا مدخل ضيق ولم تنسى لوسيل شيئاً حتى القلعة المرتفعة والمحصنة للمدينة المحاطة بالجبال وصفتها وكذا تحدثت عن تجوالهم في المدينة وتقول ان ما ادهشها هو فصول ولطف اليونانيين . وتشير المؤلفة انه كان في تلك الفترة في اغسطس 1948م الحرب الاهلية في قمتها ومنظر المدينة يوحي بالفقر وتصف المنازل بأنها عبارة عن أكواخ حقيرة وتصف لباس الرجال والنساء بأنها بالية وغير متناسقة ولكنها نظيفة وتقول انه على الرغم من الهموم الا ان الناس ودودون والابتسامة لاتفارق شفاههم .. وتشير إلى ان الاسعار في المحلات التجارية فاحشة ، ثم تتحدث عن انتقالهم عبر المترو الذي كان يكتظ بالجنود المسحلين .ثم تصف الجو بأنه حار جداً ولكن جمال هذا البلد استبدبهم ورأوا القلعة المرتفعة والمحصنة للمدينة وآثار المعبد والتماثيل حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي يروافيها مثل هذه الاشياء فزاروا القلعة وكذا معبد النسر ومعبد الا ريشتيون وتماثيل الكارياتيد ، كما زاروا معالم كثيرة تعد آية في الجمال حسب وصفها وكانوا يودون لوبقوا اطول فترة ولكن كان عليهم العودة للمركب بعد انتهاء فترة التوقف في اثيناء ، ثم وصلوا إلى ميناء جنوه الايطالي ونزلوا إلى المدينة للتجول وشراء بعض التدكاريات . ثم ذهبوا إلى محطة القطار وغادروا جنوه باتجاه مرسيليا التي وصلوها في منتصف الليل وكانت ليلتهم متعبة ، حيث لم يكنوا متعودون على ضوضاء الدراجات النارية والاصوات العالية لعابري الشارع وضجيج المدن الكبيرة والحديثه .وواجهتهم بعض المشاكل المالية ولكنهم تغلبوا عليها واخيراً استقلوا القطار إلى باريس ولكن بسبب اهمال ممثلهم في جده كادت ان تحدث لهم مشكلة حيث كانت والدتها حصلت على شهادة وفاة والدها موقعة من السلطات اليمنية ومن الطبيب العقيد الذي شهد الوفاه لكن لم يتم تسجيل اي شيء من ذلك في سجلات جده او فرنسا وكان لدى والدتها جميع برقيات التعازي الرسمية ومروا بظروف صعبة حتى تم تسوية هذا الوضع الشاق . وبذلك انتهت رحلتهم التي بدأت بالفرح والحماس لزيارة بلاد ملكة سبأ .