مدير عام التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان لصحيفة 14 أكتوبر :
مخطىء وواهم من كان يظن ان المؤسسة التربوية والتعليمية بمحافظة عدن الزاخرة بالكفاءات العالية والخبرات الطويلة من ابناء المحافظة عاجزة عن حل مشكلاتها وتخطي مصاعبها ومواكبة التطور والنماء المعرفي والعلمي والارتقاء بمستوى العملية التعليمية وفق تطلعات المرحلة الراهنة والمستقبلية بمواصفاتها العصرية فقد استطاعت بما لديها من خصائص ومقومات أن تنهض في كل المستويات مما منحها حق الصدارة والريادة ضمن مسيرة العملية التنموية في جميع المحافظات وعليه فإن أية اخفاقات مرافقة لمرحلة من المراحل اوضآلة حجم نجاحاتها لا يرتبط دائماً بشحة الامكانات رغم اهميتها البالغة وإنما يكمن في عدم استثمار الكنوز المعرفية والطاقات المتوافرة بالقدر الكافي المستوعبة آمال وتطلعات القيادات التربوية بالمحافظة .وضيف هذا اللقاء أحد الكوادر التربوية الذين اسهموا بفاعلية في النجاحات المحققة وتركوا بصمات واضحة وجلية .ومن خلال قراءته المتفحصة للواقع التربوي والتعليمي الحالي أدرك تماماً بأن الوقت قد حان للاستغلال الكامل والعملي للعقول النيرة والقوى المهدورة وتوجيهها صوب البناء بما يحمل من دلالات ومعان قيمة.للتعرف على أهم القضايا التربوية وما التصقت بها من هموم التقينا بالاخ / سمير علي يحيى مدير ادارة التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان وأجرينا معه هذا الحوار ..تعاقبتم على منصب مدير ادارة التربية والتعليم في العديد من المديريات وتربعتم على عرش الكثير من المناصب الادارية العليا ايضاً ونظراً لما تتمتعون به من كفاءة نلتم ثقة القيادة التربوية بالمحافظة ومن خلال موقعكم كمدير لادارة التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان .كيف تقيمون دور المؤسسة التربوية في المرحلة الراهنة ؟بداية اسجل شكري الجزيل للقائمين على صحيفة 14 أكتوبر بما توليه من اهتمام وبمدى تفاعلها مع مجمل القضايا التربوية . وبالنسبة الى سؤالكم ، لاشك في أن المرحلة الراهنة اتسمت بالعديد من الانجازات وحظيت بالاهتمامات النوعية الملامسة لمواطن القصور والضعف حيث سعى القائمون على المؤسسة التربوية والتعليمية بالمحافظة وعلى رأسهم الاخ / د. عبدالله احمد النهاري للقضاء على كافة المظاهر السيئة ودأبت الى حل كافة المعضلات التي تواجهها العملية التعليمية بصدد تطويرها وتحسين مستوى الاداء وتفعيل دور المؤسسة التربوية بما يتلاءم مع حجم تبعاتها ومن نتائجها الطيبة افتتاح اقسام اكثر اختصاصية وشمولية والاستفادة من التخصصات في اداء واجبها برؤى عصرية وعلمية فنحن مثلاً في مديرية الشيخ عثمان صرنا نعمل اليوم من خلال (61) قسماً يهتم برقابة ومتابعة المهام الميدانية ورفع الكشوفات الرقمية من خلال الاحصائيات الميدانية التي تبنى عليها الدراسات الجادة في سبيل تجسيد قانون الكفاية بينما كانت المديرية في السابق تعمل من خلال (4) اقسام فقط لا تستطيع تلبية وانجاز المهام الملقاة على عاتقها كما هو مطلوب منها ، وهذا الامر اندرج تحت وطأة إعادة الهيكلة التربوية والادارية لتقييم اعمال جميع المديريات وعلى ضوئها اكتسب العمل مردودات انتاجية طيبة الثمرات والتي تسير على خطى المعالجات والتصحيحات عامل آخر لعب دوراً هاماً ضمن الممارسة العملية وهو ارتباط عمل المؤسسة التربوية بالسلطة المحلية التي اسهمت كثيراً في انجاز وتنفيذ الكثير من المخططات المعدة مسبقاً من خلال تقديم الدعم بالموازنة التشغيلية الهادفة الى تطوير كافة انشطتنا وبذل كل مالديها من جهد ضمن عملية الشراكة .لاشك في انكم تركتم بصمات جليلة خلال مشوار حياتكم المهنية الطويلة..هل لنا أن نتعرف على أهم محطة والبصمات التي خلفتها اعمالكم ؟كل انسان بحكم الطبيعة البشرية يتنقل بين العديد من الوظائف لابد وأن تصقله التجارب على كافة الاصعدة وكوني انتمي الى البشر فأنا اخضع لمعادلة الحياة من حيث التأثر والتأثير وفيما يتعلق ببصمات أعمالي فإني أرى أنه من الافضل فسح المجال للآخرين للتحدث عنها لكني ومنذ التحاقي بمهنة التدريس السامية اعشق الحصة الدراسية كما أن الرسالة التربوية تجري مبادؤها في عروقي وهي بمكانة القلب من الجسد .حيث مثلت لي اول محطة في ادارة التوجيه التربوي المدرسة الاولى التي تعلمت فيها الخطوات الاولى لتفعيل طرق التدريس والاقتراب من المناهج التعليمية بصورة مباشرة اثمر عنه توسيع مداركي العلمية . وفي المحطة الثانية تعلمت من موقعي كمدير لادارة التربية والتعليم بمديرية الميناء سابقاً اهمية العمل الجماعي واكتسبت حنكة ادارية افادتني في اجراء لقاءات ميدانية لرؤسات الهيئات الادارية بالمدارس وإقامة علاقات وطيدة مبنية على الاحترام المتبادل وتفهم الاوضاع الكلية ونوع وحجم المعاناة استطعنا في نهاية المطاف من تذليل الكثير من الصعاب وتغطية معظم النواقص واضيفت الى حصيلتي مفاهيم جديدة تناولت جانب القيادة الادارية وفي المحطة الثالثة في شعبة التعليم العام تعرفت على جوانب اخرى كانت غامضة بعض الشيء عني واكتملت جميع عناصرها المتعلقة بماهية ادارة العمل المؤسسي اسهمت في تقديم مقترحات عديدة تفيد وتدعم شروط التعامل بنجاح مع العملية التعليمية باختصاصه الفني ومحطتي قبل الاخيرة كانت مع موعد للخوض في مجال تأسيس المدارس النموذجية كتجربة جديدة انفردت بها المؤسسة التربوية بمحافظة عدن عن بقية المحافظات الاخرى صببت فيها خلاصة خبراتنا وعصارة تجاربنا طيلة سنوات عملي بالتعاون مع غيرنا من الزملاء .ومحطتي قبل الاخيرة كانت مع موعد للخوض في مجال تأسيس المدارس النموذجية كتجربة جديدة انفردت بها المؤسسة التربوية بمحافظة عدن عن بقية المحافظات الاخرى حيث فيها خلاصة خبراتنا وعصارة تجاربنا طيلة سنوات عملي بالتعاون مع غيرنا من الزملاء .ومحطتي الاخيرة في مديرية الشيخ عثمان التي اشغل فيها اليوم مديراً لها تحكي عن تعلمنا لغة النجاح السريع من خلال بيئة تجيد التعامل مع مجريات الامور بفاعلية وملبية لاحتياجاتنا وطبقنا فيها مبدأ اللمسة الانسانية بموجب مذهب العلاقات الاجتماعية .ماهي ابرز الصعوبات التي تواجهونها اليوم ؟كل عمل يراد ان يكتب له النجاح لابد أن تعترضه صعوبات لكنها تظل متقلبة ومتغيرة بتغير العوامل والزمان والمكان وقبل الخوض في تفاصيل هذا الموضوع دعني اتحدث عن مثلث النجاح بمحاوره الثلاثة واهم مرتكزاته بحيث يتكون من الانسان احد عناصره الرئيسة والذي بامكاننا تغييره نحو الافضل وتفعيل دوره من خلال تزويده بسلاح الاخلاص وتنمية مداركه العقلية وتوسيع نطاق دائرة مجالات عمله أما النظام المحور الثاني فهو يمثل الطرق التي يتم عبرها مواصلة الخطى بارشادات النظم واللوائح على جانبيها ونأتي على المحور الثالث المتعلق بالامكانات والتي تعكس جملة الادوات المستخدمة لتحقيق نتائج العمل والتي دائماً ما تقف حائلاً أمام مانربو إليه والافتقار الى عمليتي التوازن والتكافؤ بين الحين والآخر.لذا فإننا ومن خلال تلك المحاور قياس حجم الصعوبات وسبل المخارج منها بمقتضى حالتها وعدم التسليم والركون للحجج والاعذار .ماهو الفرق بنظركم بين طالب الامس والطالب اليوم ؟عند اجرائنا المقارنة لابد أن نأخذ بعين الاعتبار بعض العوامل الخارجية لحياة الطالب والمتعلقة بالظروف المعيشية وآثارها السلبية على المستويات العامة لطالب اليوم واختفاء دور الاسرة من خلال عمليتي الرقابة والمتابعة واضطرار العديد من الطلاب المعسوري للجوء الى العمل للحصول على موارد مالية .وعموماً فإن طالب الامس كان مجداً في دروسه وباحثاً عن مصادر معلوماتية اخرى بهمة وإخلاص بينما صار طالب اليوم في الغالب مهملاً وإتكالياً اذا راعينا قضية هامة بأن هذه الظاهرة ليس معممة وباعتبار أن لكل قاعدة شواذ .هذه العوامل كانت الدافع وراء عزوف معظم الطلاب للاقبال على التعلم مما أدى الى انخفاض نسبة الحماس وهبوط درجات الرغبة .ولا تتحمل المؤسسة التربوية مسئولية تدني المستويات العامة للطلاب بل يتحمل ذلك كل افراد المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني . ولايستطيع انسان أياً كان موقعه التشكيك بكفاءة معلمينا او بملائمة مناهجنا الدراسية ومراعاتها للفروقات الفردية للطلاب ، وليس من حقه اتهام قيادتنا التربوية بالتقصير نظراً لما تقدمه من دعم مادي ومعنوي ، وماتقدمه من تسهيلات والتي من شأنها رفع معنويات الطلاب وتعزيز ثقتهم بانفسهم وبذلت كل ما بوسعها في سبيل تحقيق النجاح والانتقال من مرحلة الى أخرى من خلال ايضاً تهيئة الاجواء العلمية المناسبة .وأريد أن أؤكد من خلال هذا اللقاء على أمر هام غفل عنه الكثيرون وهو أن التعليم هم جماعي يستدعي استنفار جميع القوى والطاقات إذا أردنا تفادي هذه الازمة وتعديل مسار التعليم نحو الافضل وإن الكرة صارت اليوم في ملعب المؤسسات المدنية وكافة افراد المجتمع بمختلف فئاته .ماهي المنجزات التي تحققت في المديرية ؟1- ترتيب اوضاع المدارس في المديرية من حيث : أ- الادارات المدرسية مدراء ووكلاء .ب- الهيئات المساعدة .ج- هيئات التدريس .د- الاثاث المدرسية .2- ترتيب اوضاع المديرية من حيث استكمال جميع الاقسام والبالغ عددها 61 قسماً .3- الاجتماعات الدورية للادارات المدرسية والهيئات المساعدة شهرياً .4- اللقاءات الودية مع موظفي المديرية لمناقشة قضايا تربوية وفق الخطة .5 - المنتدى التربوي لكافة التربويين في المديرية والشخصيات الاجتماعية ومجلس الاباءالذي تم ترتيبه يوم 22/21/5002م.6- الامسيات الرمضانية خلال شهر رمضان وفق خطة لكافة المدارس والتي شملت الجانب التربوي والثقافي والفكري والرياضي والفني .7- احتلت مديرية الشيخ عثمان المركز الاول على مستوى المحافظة لمنتخب كرة القدم للتعليم الاساسي .8- النزول الميداني الى المدارس بواقع ثلاث ايام صباحاً وظهيرةً ووسط الفترتين الى جانب ترتيب مشرف لكل مدرسة للتواصل الاسبوعي في كافة القضايا المرتبطة بين المدارس والمديرية.9- نوبة الظهيرة وفق جدول للمناوبة بمعنى أن إدارة التربية تعمل منذ الصباح حتى المساء .01- مصلى في ادارة التربية ليتمكن الموظفون من اداء الصلاة حفاظاً على مواعيد الدوام .11- تكريم اوائل التلاميذ في التعليم الاساسي والثانوي وكذا الانشطة بمناسبة 03 نوفمبر .21- المهرجان الكرنفالي بمناسبة 03 نوفمبر لمدارس المديرية والحفل الفني الغنائي والخطابي .كيف استعددتم للامتحانات ؟كانت الاستعدادات لامتحان الفصل الدراسي الاول ..لاول مرة تطبق في مدارس م / الشيخ عثمان تجربة الكنترول فقد عقدت دورة تأهيلية لمندوبي المدارس اعطيت لهم كافة الوثائق المرتبطة بأرقام الجلوس ونماذج من الامتحانات لتسيير عمل الامتحان وشارك فيها مديرو المدارس ومندوبون من كل مدرسة وشارك في الدورة مديرو التربية والتعليم في المديرية ومدير عام المديرية ومدير الامتحانات .. ومن ضمن ترتيب الاقسام في المديرية .. قسم التدريب والتأهيل الذي استطاع الاشراف على نجاح التجربة .. كما تم نزول مشرفي المدارس بالاشراف على حداثة التجربة من حيث ارقام الجلوس وتخصيص غرفة خاصة بالكنترول والارقام السرية وهذا مؤشر يبعث بالارتياح بالجهود المبذولة مع تمنياتنا للجميع التوفيق ..