القاهرة /متابعات:أكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة مستمرة في تنفيذ برامج الإصلاح المختلفة في مصر , وأكد أنه ما دام أن هناك من المصريين من لم يتمتع بجني ثمار الإصلاح ولم يحقق تطلعاته نحو مستقبل أفضل له ولأبنائه فإن مهمتنا في الإصلاح لم تنته. وقال نظيف , في ندوة تحت عنوان /استثمر في مصر/ نظمتها وزارة الاستثمار على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بشرم الشيخ , إنه رغم الانجازات التي حققتها الحكومة على الصعيد الاقتصادي ومن بينها زيادة معدل النمو الاقتصادي إلى أكثر من 7 % وزيادة الاحتياطي الاجنبى لدى البنك المركزي وحزمة الإصلاحات الضريبية والجمركية والمصرفية وتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار إلا أنه لازالت هناك مجموعة من التحديات تواجه المجتمع المصري. وأوضح الدكتور نظيف أن الحكومة ملتزمة بتحقيق حلم حياة أفضل لكل المصريين إلى حقيقة , حتى يشعر كل مصري بالآثار الايجابية للنمو وتحسين المرافق والخدمات خاصة في مجالات الصحة والتعليم والنقل والطرق والمياه والصرف الصحي. وقال نظيف إن مصر بحاجة إلى مواصلة عملية الإصلاح في جميع المجالات وتحديث المجتمع حتى يمكن مواجهة التحديات المختلفة ومنها ارتفاع أسعار الغذاء والنفط في الأسواق العالمية بكل انعكاساته على الاقتصادات المتقدمة والنامية على حد سواء. وأضاف أنه لمواجهة هذا التحدي يصبح هدف زيادة معدل النمو ضرورة حيوية , مما يسهم في امتصاص الصدمات الاقتصادية , إلى جانب زيادة الدخل القومي وزيادة معدلات التشغيل وزيادة الأجور والدعم. وأشار الدكتور نظيف إلى مجموعة أخرى من التحديات مثل خفض العجز في الموازنة العامة للدولة إلى حدود دنيا ، وزيادة الصادرات، وجذب الاستثمارات والبحث عن بدائل جديدة للطاقة ، والتوسع الزراعي. وأكد رئيس مجلس الوزراء أهمية تحويل التحديات إلى فرص للتقدم، موضحا أن تحدى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية يشجع مصر على زيادة الاستثمار في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني واستصلاح مزيد من الاراضى. وأشار إلى أن الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء أوصى بتنفيذ إستراتيجية مستقبلية للتوسع في مجال الزراعة خاصة في مشروع شرق العوينات والسعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحاصلات الزراعية خاصة القمح والحبوب الزيتية , كما أشار إلى أن مصر كانت تاريخيا سلة الغذاء للعالم. وقال رئيس الوزراء إن التوسع الزراعي في مصر ممكن مع التقدم التكنولوجي , حيث يمكن باستخدام التقنيات والأساليب الحديثة في الزراعة زيادة حجم الإنتاج الزراعي , مع ترشيد استخدام المياه , مما يسهم في زيادة الصادرات الزراعية مستقبلا. كما أشار الدكتور نظيف إلى أنه يمكن استثمار التحدي المتمثل في ارتفاع أسعار الطاقة عالميا والتحول في مصر إلى الطاقات البديلة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية والنووية وطاقة الرياح التي وصفها بأنها واعدة حيث تتمتع مصر بمناطق غنية بالرياح خاصة في منطقة البحر الأحمر. وأوضح الدكتور نظيف أن الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط يحمل فرصا واعدة في الاستثمار , والمثال على ذلك انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ مدينة السلام. مشيرا إلى تزايد الاستثمارات في قطاع السياحة بهذه المدينة لدرجة أنها تدر أكثر من 3 مليارات دولار لمصر سنويا. وفى هذا الصدد , أوضح رئيس مجلس الوزراء أن هناك مستقبلا مشرقا للسياحة المصرية بشرط تنويع المقاصد السياحية وزيادة القرى السياحية والطاقة الفندقية والاستثمار في مجال السياحة. وأشار الدكتور نظيف إلى تزايد الاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية ومن بينها الصناعة التي نمت بنسبة 50 % خلال السنوات الأربع الماضية , كما نما قطاع البناء والتشييد بنسبة 50 % العام الماضي رغم ارتفاع أسعار مواد البناء , وانطلق قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وزادت صادراته خاصة من المبرمجات. وقال إن ذلك يرجع إلى وجود مجموعة من الكوادر الشبابية الجديدة التي تتمتع بالتدريب الراقي على أحدث التقنيات في هذا المجال. وأضاف د. نظيف أن الاقتصاد المصري يندمج مع الاقتصاد العالمي وتضاعف حجم تجارة مصر الخارجية 3 مرات خلال 4 سنوات , وتزايدت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السوق المصرية وبلغت العام الماضي 11 مليار دولار , وهذا يعنى توفير مناخ صحي للنمو. وتابع أن الحكومة دخلت في مشاركة مع القطاع الخاص والأهلي لإقامة مشروعات استثمارية وتنموية في مجالات بناء المدارس والمستشفيات وخدمات النقل والمرافق والاتصالات ومجموعة أخرى من الخدمات مما يساعد على الارتقاء بالخدمات التي تقدم للمواطنين. وحول تحقيق العدالة الاجتماعية قال الدكتور نظيف أن الحكومة عملت مؤخرا على زيادة الأجور عن طريق العلاوة الاجتماعية للعاملين بالدولة 30 % وكذلك زيادة الدعم للسلع الأساسية وزيادة مقررات البطاقات التموينية.
