14اكتوبر تتابع تنفيذ مشروع (أيام حقلية) بدلتا ابين
رصد ومتابعة / فضل مبارك بعيداً عن الغرف المغلقة عكس عشرون مزارعاً في محافظة ابين معرفتهم بالحقول على الهواء الطلق في برنامج تدريبي شامل يمتد لمراحل ينفذه مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة .. ويستهدف تنمية معارف المزارعين وتغيير سلوكياتهم الخاطئة في الري والعمليات الزراعية ، والحفاظ على مخزون المياه الجوفي وذلك باستخدام أنظمة الري الحديثة والمحسنة التي تؤدي الى زيادة الانتاج وتقليل التكاليف وخلق وعي لدى المزارع باهمية المشاركة في التكاليف الاستثمارية لتنفيذ الانشطة المختلفة . صحيفة ( 41 أكتوبر ) شاركت يوم الاثنين الماضي في اول ( الايام الحقلية ) بدلتا أبين الذي يمتدعطاؤها من خلال فريق التدريب الى خمس عشرة محافظة يشملها نشاط المشروع على مدى اربع سنوات .. رصدت مادار من نقاش عن اهمية المشروع وخدماته وملاحظات المزارعين من جهة .. آراء المختصين في البرنامج التدريبي وغاياته من جهة اخرى . الدكتور / حسن داموس - الخبير الدولي في المشروع قال : نحن سعداء بتزايد الطلبات على خدمات المشروع من قبل المزارعين .. وبما تحقق خلال نمو عام واحد بانجاز نحو احد عشر ألف هكتار على مستوى 51 وحدة حقلية موزعة على 51 محافظة مقارنة بعشرة آلاف فدان انجزها المشروع السابق للحفاظ على المياه والتربة خلال سبع سنوات فإننا ندعو رؤساء مجموعات المزارعين الى تشجيع بعضهم للاستفادة من خدمات المشروع وميزاته . وقال المهندس / عمر عبدالله السياري مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة أبين :نتمنى ان يعمل المشروع الحالي على مسح الصورة السيئة التي رسمها المشروع السابق الذي لم يستفاد منه وكبد البلد خسائر كبيرة .. وبما ان المشروع الحالي قد بدأ بداية جيدة واختيرت له ادارة كفوءة ومقتدرة على مستوى الوحدات الحقلية بحسب مانلمسه في أبين ، فإننا نرجو من الادارة العامة مواصلة هذا الجهد المبذول وتعزيزه بما يحقق اهداف المشروع .. ونحن في مكتب الزراعة بالمحافظة لن نتوانى عن تقديم كل دعم ومساعدة ونعتبر انفسنا فريقاً واحداً للدفع بالتنمية الزراعية في المحافظة . وكان الدكتور / بسام محمد علي مدير الوحدة الحقلية قد قال في كلمته ان هدف المشروع تقديم خدمات للمزارعين بما يوفر لهم الوقت والجهد والمال في العملية الزراعية .. من خلال لجوء المزارع الى استخدام اسلوب الري الحديث ، وبذلك يكون المشروع قد حقق الهدف الاستراتيجي المحدد في توفير مخزون في المياه الجوفية . واضاف من بداية العام القادم سوف ننفذ مزارع ايضاحية لتبصير المزارع والمقارنة بين طرق الري المختلفة ، مشيراً ان الوحدة الحقلية ضمن اقسامها يوجد قسم خاص لارشاد الري وجد من اجل تقديم كل مايتعلق بارشاد الري ، علماً بأن خدمات المشروع لاتقتصر على ذلك فهناك خدمات اخرى منها تقديم الانابيب لاعمال الري باسعار زهيرة . ماذا قال المستفيدون ؟< قادري علي جابر - مزارع - : معظم المزارعين اميَّون ولايجيدون القراءة ، الكتابة لذلك فهم لايعرفون لغة الارقام وعمليات الاحتساب بدقة بحسب مايتحدث عنها خبراء المشروع من حيث الفوائد والعائدات ، لذلك نتمنى من المشروع وضع برنامج دوري للتدريب وعقد دورات مستمرة لمساعدة المزارعين في أحتساب كلفة الانتاج والمردود الاقتصادي .. ونطلب من كوادر المشروع النزول الى المزارع للوقوف على ارض الواقع . زين العراشة - مزارع : سبقت بعض المحافظات في تحقيق نمو زراعي .. في ابين امكانيات المزارعين محدودة من حيث الدخل والقدرة على الشراء لاية معدات زراعية لانعدام اشكال العمل التعاوني التي يمكن ان تسهم في مساعدة المزارع في الحصول على التمويل . ولعل هذه الاسباب ادت الى عزوف الناس عن الارض بل وهروبهم من الزراعة . وبذلك ومع تقديرنا لدور المشروع وخدماته لابد من ان يراعي امكانيات المزارعين في ابين للوصول الى الهدف .علي محمد السعدي - مزارع : لايمكن نكران جهود وخدمات المشروع ومايقدمه من تسهيلات ومنافع للمزارعين لكن ظروف المزارع في ابين تختلف عنها في المحافظات الاخرى لذلك لابد تراعي خصوصية كل محافظة وان يتم الاتفاق مع بنك التسليف الزراعي او اي بنك آخر لتقديم تسهيلات مالية بعيداً عن نسبة الارباح الكبيرة . احاديث خاصة : < الاستاذ / احمد البكري خبير وطني في المشروع كان احد المحاضرين في الدورة التدريبية قال في حديث خاص مع الصحيفة . على المدى القريب هدفنا تجميع المزارعين لتدارس مشكلة الاستنزاف الجائر لمياه الري مع المختصين من ناحية ومن ناحية اخرى فيما بينهم بغية الوصول الى الاستشعار بالمشكلة ومن تم وعلى المدى البعيد وعبر جمعيتهم ومن خلال شعورهم بالمشكلة - واثرها على استمرارهم في العملية الانتاجية سوف يعملون على البحث عن اعراف وتقاليد وعهود للاستخدام الامثل للمياة الجوفية ، ونحن كيمنيين وعبر الزمن اوجدنا اعراف وتقاليد للمياه فوق سطح الارض ولكن لم نتطرق الى المياه الجوفية الا في الثلاثين السنة الاخيرة من القرن العشرين ، لذلك اهتمت الدولة وعبر مشاريع المياه اشراك الاهالي في ادارة المياه الجوفية للمساعدة من الخروج من الازمة الحالية وعدم الوقوع المستقبلي في كارثة جفاف الاحواض المائية على مستوى البلاد . اهداف التدريب < الخبير الوطني لارشاد الري الاستاذ / خالد الصلوي قدم للمزارعين في اول يوم تدريبي محاضرة قيمة استعرض فيها مكونات المشروع واهمية تقديم خدمات ارشادية للمزارع بما يعينه على تحقيق أعلى معدل للانتاج بأقل التكاليف .. ثم طلبنا منه ان يعطي عبر الصحيفة لمحة موجزة عن المشروع وبرنامج التدريب وقال : تعتبر المياه الجوفية من الموارد الهامة والاستراتيجية وفي ظل الطلب المتزايد للمياه فإنه من المتوقع ان تتحول قطرة المياه الى واحدة من اسباب التوتر وعدم الاستقرار في مختلف بقاع العالم اذ ان كمية الامطار الساقطة قليلة كما ان المخزون المائي الجوفي يعاني من النضوب او انه يستنفذ بطريقة خاطئة حيث ان الاعتقاد السائد لدى المجتمع الريفي ان كميات المياه الموجودة في باطن الارض يمكن تشبيهها بالبحر الذي لاينضب مما اوجد احساس عند المزارعين استخدام هذا المورد بشكل مسرف وجنوني لري مزروعاتهم نتيجة لضعف كفات الري المختلفة ( النقل ، الاضافة ، التوزيع ... الخ ) وعدم اخذ التدابير اللازمة لتقليل تلك الفواقد ، في الوقت الذي يتزايد فيه اعداد السكان يقل نصيب الفرد من المياه لذا لم يكن هناك من حل لهذه المشكلة سوى الترشيد من استخدام المياه للحفاظ على المخزون الجوفي واعادة تغذية هذا المخزون من خلال ادخال تقانات الري المختلفة وحصاد مياه الامطار .استشعار بهذ الخطر القادم دأبت الحكومة على ان تعطي قضايا الزراعة والموارد المائية والبيئية اهتماماً خاصاً وبالذات المشاريع والانشطة المتعلقة بزيادة كفاءة انظمة الري وادخال اساليب الري المحسنة وترشيد استخدام الموارد المائية المتاحة وصيانة المدرجات الزراعية الهادفة في مجملها الى زيادة الانتاج الزراعي والاستخدام الامثل للامكانيات المتاحة والمحافظة على البيئة وجاء تصميم هذا المشروع ( الحفاظ على المياه الجوفية والتربة ) لايجاد حل لمعضلة المياه الجوفية في بلادنا الذي يغلب عليها الطابع الريفي كونه يرتبط ارتباطا مباشراً بتوطيد الحب للارض والوطن وحب البقاء في ظل توفر وسائل العيش الذي يعتبر الماء اساسا لها ، حيث نجد ان مانسبته 46 من الاجمالي العام للسكان يعيشون في المناطق الريفية اضف الى ذلك ان الزراعة المروية لاتزال تمثل النشاط الاقتصادي ومصدر الدخل والاستخدام الرئيسي بالمناطق الريفية وبالتالي استنفاذ مخزون المياه الجوفية له آثاره المباشرة على مشكلة الفقر والاستخدام وحتى التركيبة الاجتماعية . وحول الاهداف المتوخاة من برنامج التدريب قال تعميق الوعي لدى المشاركين بأهمية دورهم لمشاركة المشروع في ادارة الموارد المائية والحفاظ على التربة من خلال : 1- تنمية المعارف وتغيير سلوكيات المزارعين المستهدفين الخاصة بالممارسات الخاطئة للري والعمليات الزراعية الاخرى بهدف الحفاظ على المخزون الجوفي من الاستنزاف بإدخال انظمة الري المحسنة التي تؤدي الى زيادة الانتاج من الوحدة المائية المستخدمة في وحدة المساحة والاستخدام الامثل للامكانيات المتاحة بالاضافة الى التركيز على العواقب السلبية الرئيسية التي ستنول في حالة عدم الحفاظ على هذا المورد من الاستنزاف الجائر . 2- تعزيز مهارات المشاركين من خلال اشراكهم في عمليات تركيب ، تشغيل وصيانة انظمة الري المحسن (نقل المياه بالانابيب البلاستيكية / انظمة الري الحديث ) .3- خلق وعي جماعي في الاوساط المختلفة لجمهور المستهدفين وتحفيزهم بأهمية مشاركة المجتمعات المحلية في التكاليف الاستثمارية لتنفيذ الانشطة المختلفة عن طريق تشكيل مجاميع وجمعيات مستخدمي المياه لادارة هذا المورد كما ان الشراكة في المصدر المائي يقلل من استنزاف الحوض المائي .يتعرف ( 02 ) مزارعاً من المنتسبين لجمعيات ومجاميع مستخدمي المياه في منطقة صدقة ومنطقة الميوح بمديرية خنفر محافظة ابين على وصيانة وتشغيل انظمة الري المحسن في اطار الايام الحقلية التي ينظمها مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة ممثلاً بالوحدة الحقلية ابين وبالتنسيق مع محطة ابحاث الكود ويتلقي المزارعون على مدى يومين محاضرات علمية نظرية وعملية من قبل الاخصائيين بوحدة تنسيق المشروع ، الوحدة الحقلية ومحطة ابحاث الكود ( الهيئة العامة للبحوث والارشاد الزراعي ) حول المهام المستقبلية للمشاركين والمتمثلة في نقل المعارف والمهارات التي تلقوها اثناء فترة التدريب لبقية زملائهم المزارعين في مجاميع مستخدمي المياه المنتسبين اليها ، اقتصاديات الانفاق في زراعة المحاصيل المروية ، اهمية العمل الجماعي واشراك المجتمعات المحلية في تنفيذ انشطة المشروع بالاضافة الى عمليات التركيب ، تشغيل وصيانة انظمة الري المحسن والوفورات المحققة نتيجة تبني هذه النظم . < كما قدم الدكتور / سمير عبدالرحمن محمد - من محطة ابحاث الكود الزراعية ورقة عمل اعطى فيها لمحة مختصرة عن طرق الري واقتصاديات المحاصيل مع اجراء مقارنة لعائد المحصول باستخدام انظمة ري مختلفة ( التنقيط ، الرش،السطحي) مع ابراز وتحديد مميزات كل نظام وعيوبه . وفي الجزء الثاني اوضح الدكتور / سمير كيفية احتساب العائد الاقتصادي باجراء حسابات المدخلات والمخرجات وحساب صافي العائد . وضرب مثالين لمحصول الخضار ( الطماطم ) والفاكهة ( المانجو ) وحدد صافي العائد لكل محصول في حالة الري السطحي وقورن بصافي العائد في حالتي الري بالتنقيط واستخدام الانابيب البلاستيكية لتوصيل الماء من البئر الى الحقل المنزرع . وقال الدكتور / سمير للصحيفة ان العدد المحدود للمزارعين في عملية التدريب لليوم الحقلي الاول يساعد المحاضر على تقديم المعلومات والمعارف بهدوء وتركيز بالاضافة الى سهولة تبادل الخبرات بين المزارعين والمختص .واوضح ان الجانب التدريبي يستفاد منه بشكل كبير عادة ، لكن مايعيق معظم المزارعين في استخدام وسائل الري الموفرة للجهد والمال والمياه ضعف السيولة النقدية عند المزارعين وهذه المشكلة تجري محاولة التغلب عليها عن طريق انشاء مثل هذه المشاريع بحيث يسهل على المزارع الحصول على القروض الميسرة والخدمات والتسهيلات لتطبيق هذه النظم في مزارعهم .