د.شهاب غانمفي أكتوبر 2000م عقدت في الجزائر مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري احتفالات الجائزة والندوات المرافقة تحت عنوان" دورة أبي فراس الحمداني والأمير عبدالقادر الجزائري" وكانت المؤسسة قد أكرمتني بالدعوة للمشاركة بإلقاء بعض القصائد ولقاء الرئيس بوتفليقة.كانت العودة بطائرة استأجرها الشاعر عبدالعزيز البابطين الذي كان معنا على مثنها مع مئات من الشعراء العرب البارزين والمفكرين والنقاد. وجدت نفسي اجلس إلى جوار الشاعر الكبير سليمان العيسي ثم إلى جانب الشاعر العراقي جواد جميل والشاعر المصري علي الباز فقد كنا نتنقل في الطائرة لنسعد بعقد الصداقات ونقرأ بعض الأبيات والمقطوعات على بعضنا البعض.توقفنا في الكويت وبتنا في فندق هناك فقد كانت الكويت آخر موقف للطائرة قبل أن نستقل طائرات أخرى إلى مواطننا.كان من ضمن من نزل منافي ذلك الفندق الشعراء الصديق عبدالرحمن رفيع وخليل الفزيع وحسن كمال ومحمد الجلواح على مائدة الفطور كان أمامي شاعر عرفني بنفسه بأنه عباس خزام سألته أن كان يعرف الشاعر عادل خزام فاخبراني بأنه والد عادل الصديق الذي يقدم عموداً اسبوعياً في الصفحة الثقافية في صحيفة البيان والذي كان قد أكرمني بالإشادة بمحاولاتي المتواضعة في ترجمة الشعر العربي إلى الانكليزية والشعر الانكليزي إلى العربية وقد سعدت بترجمة قصيدة له في مجموعتي الانكليزية الأخيرة" قهوة وتمر" التي صدرت عن اتحاد الكتاب والأدباء في الإمارات منذ بضعة أشهر.كان عباس خزام رجلاً في غاية اللطف ويبدو واسع الثقافة والاطلاع وتبادلنا العناوين بعد ذلك أرسل إلي ببعض مقالاته وأشعاره إلى دبي واستمرت المكاتبات بيننا متقطعة ومنذ أشهر أرسل لي ديوانه" أنغام من ارض النخيل" ومجموعة من المقالات كتبها عن احمد سلمان الكوفي وعبدالغني السنان ورائد الجشي وإبراهيم العواجي ومجموعة من المقالات في تاريخ المنطقة عن الخوارج والجارودية وتاريخ البحرين . فتحت الديوان فوجدت القصيدة الأولى الحزينة عن ابنه عادل والثانية بعنوان " درة الخليج" وهي مقررة في مناهج التعليم على طلبة المرحلة الإعدادية بالبحرين وتقول في مطلعها :[c1]هاهنا تربة جدي وأبيهاهنا يلمع مجد العربصفحات مشرقات بالسنىكتبت أحرفها من ذهبتعبق الأطياب من خباتهاسحرا كالجدول المنسكبفعلى الشاطئ ذكرى امةشيدت أمجادها بالغضب[/c]وهي أبيات تدل على شاعر متمكن وقد كتبت له رسالة اشكره على هديته وأرسلت له ديواني الأخير " لقد أفقنا" ففاجأني منذ نحو شهر- وهولا يؤرخ رسائله قائلاً:- " تلقيت ببالغ الشكر وديوانكم الرائع " لقد أفقنا منذ أكثر من شهر وبداخله خطابكم الكريم ولقد تأخرت عن إشعاركم باستلامه وذلك بسبب كثرة تنقلي بين السعودية والبحرين ... وستجدون على الصفحة الثانية من هذا الخطاب أبياتا قليلة العدد املاً أن تكون هذه الأبيات قد عبرت لكم عن بالغ شعوري وعظيم تقديري.." وتقول الأبيات التي عنونها " ياغانم الشعر" [c1]ياغانم الشعر أنت الشعر والأدبوأنت نبع من الإيمان منكب لبست تاج العلا تاج المفاخرمن آل الرسول وفخر ذلك النسبسطعت نورا بآفاق الثقافة فيدبي وشعرك تتلو بعضه الشهبتاه القريض بكم زهواً وكنت لهنبعاً ومن فيضه يستلهم العربلقد أفقنا أتاني بالبريد وقدرأيته قبساً تزهو به الكتبإني تخطيت ستيناً فما وهنتقريحتي ابداً أو عاقها نضبإعجابنا هو شعر بعضه درروبعض آخره ياغانم الذهبحتى يكون كباقات أقدمهالشخصكم حيث أنت المنهل العذب[/c]شعرت بالامتنان لهذه المشاعر الكريمة الدفاقة وعلى الرغم من إنني لست ممن يمتلكون المقدرة على كتابة الاخوانيات بل وقصائد المناسبات بشكل عام إلا إنني وجدت نفسي اكتب الأبيات التالية: رداً على تلك التحية تحت عنوان " لكنه الحب ياعباس":[c1]أخي لك الشكر.. هذا الشعر والأدبكأس تولد فيها النور والحببصهباؤها أبهجتني .. فهي مسكرةوان تكن ليست فيها الغولى والريبنسبتني لرسول الله قدوتناومن به يفخر الإسلام والعربوليتنا نقتدي حقاً بسيرتهكيما بسيرتنا قد يرتضى النسبمد يحكم فوق مايرقى الشهاب لهوإنما هو ماترقى له الشهبلكنه الحب ياعباس فجرهفاسلم له ولنا وليصدح الأدب[/c]وقد بعثت بالأبيات في رسالة منذ أيام قليلة لا ادري إن كانت وصلته قبل وفاته.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته والهم ابنه عادل وأهليه الصبر والسلون.
|
ثقافة
الشاعر عباس خزام.. وداعاد.شهاب غانم
أخبار متعلقة