أنهى المرحلة الأولى من وساطته في لبنان دون نتائج ملموسة
بيروت / وكالات : استأنف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وساطته لحل الأزمة السياسية في لبنان والتقى لهذا الغرض زعيم الأكثرية النيابية في البرلمان سعد الحريري.وأكد موسى للصحافيين عقب اللقاء صعوبة المفاوضات التي يجريها بين الحكومة والمعارضة، مشيرا إلى أن محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين دخلت في التفاصيل وفي التفاصيل تكمن الشياطين، على حد تعبيره. وقال موسى إن اليوم (أمس) هو الأخير من المرحلة الأولى من وساطته وسيلتقي خلاله رئيسي البرلمان والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة والبطريرك الماروني نصر الله صفير وقيادات لبنانية لم يحددها، مشددا على ضرورة إنجاح مبادرة الجامعة العربية التي تحظى بدعم كل الدول الأعضاء.وقالت الانباء في بيروت إن موسى ركز في لقاءاته مع الأطراف اللبنانية على المحكمة الدولية وحكومة الوحدة الوطنية، مشيرة إلى أن الحكومة والمعارضة ما زالا متمسكين بموقفيهما دون أن تلوح في الأفق أي بوادر انفراج في الأزمة.وأكدت أن الطرفين متفقان على تشكيل المحكمة، لكن المعارضة ترفض ضم بعض القضاة اللبنانيين إلى اللجنة المكلفة بالتنسيق مع هذه المحكمة، مضيفة أن المعارضة ما زالت متمسكة كذلك بمطلبها بتمثيل أفضل في الحكومة والدعوة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، لكن الحكومة وحلفاءها يرفضون هذه المطالب.وكانت الصحف اللبنانية قد اشارت الى ان مبادرة موسى ما تزال "تراوح" مكانها وان زيارته الى دمشق لم تؤد الى "خرق" في المواقف المتصلبة للفرقاء.وكتبت "النهار" الموالية للحكومة "لم تبرز معالم جدية لخروج وساطة موسى من دائرة المراوحة التي اصطدمت بها لدى توغلها في تفاصيل البنود الاربعة".وتشير الصحيفة بذلك الى المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وحكومة الوحدة الوطنية التي تطالب بها المعارضة والانتخابات الرئاسية والنيابية ومؤتمر "باريس 3" لتقديم دعم مالي للبنان.من جهتها اكدت صحيفة "السفير" المعارضة ان المشاورات التي اجراها موسى الخميس اثر عودته من دمشق "جاءت في معظمها نسخة طبق الاصل عن مناقشات الايام السابقة بدون تسجيل اي خرق فعلي في جدار القضايا الجوهرية".وقالت "السفير" ان مهمة موسى توصلت فقط الى توضيح نقاط الخلاف بدون ان تبلور اي حلول. وكتبت الصحيفة ان "موسى قام بواجبه. القضايا الخلافية صارت واضحة اما سبل الحل فتحتاج الى ارادات يبدو انها لم تكتمل بعد". ونقلت عن مصدر مقرب من موسى قوله ان "المسألة الجوهرية هي الثقة المفقودة والاولوية التي يعمل عليها هي لاعادة بناء جسور الثقة اولا".اما صحيفة "اللواء" الموالية فقد رأت ان "الازمة تدور على نفسها بعد عودة موسى من دمشق". وقالت ان "لا تقدم في اي من الملفين المطروحين المحكمة الدولية والحكومة" اللذان اعتبر موسى بانهما يشكلان المرحلة الاولى لحل الازمة.وكتبت صحيفة "الشرق" الموالية ايضا ان "مكوكية موسى تدور في حلقة مفرغة".من جهتها اشارت صحيفة "الاخبار" القريبة من حزب الله الى ان مهمة موسى واجهت الخميس "عقبات جدية" موضحة ان "الاجواء ما تزال قاتمة ازاء احتمال التوصل الى حل للازمة خلال الايام المقبلة".واضافت ان نتائج المهمة "اظهرت تصلب الكل والتمترس خلف المواقف الاساسية".في هذه الأثناء انتقد حزب الله اللبناني قيام وزارة الداخلية اللبنانية بدهم منازل مسؤولين وأعضاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي في مناطق متفرقة وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات إضافة إلى توقيف عدد من أعضاء الحزب. واتهم بيان للحزب ما سماه الفريق الحاكم، في إشارة للحكومة اللبنانية بالسعي من خلال هذا الفعل لاستغلال هذا الحادث سياسيا ضد حزب الله والمعارضة من ورائه.وقال البيان إن مخزن أسلحة الحزب السوري القومي قديم وكثير من القوى اللبنانية تمتلك مثله من بينها الفريق الحاكم، حسب تعبير بيان حزب الله.وكانت قوى الأمن أعلنت في بيان لها أمس الاول أنها صادرت كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات مع صواعق كهربائية من منازل في منطقة الكورة التي يتواجد فيها الحزب القومي السوري الموالي لدمشق.كما طوقت مراكز للحزب ببيروت وتمت عمليات الدهم لمنازل أعضاء الحزب بناء على أوامر المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا.ودافع رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو عن حيازة أعضائه للأسلحة المصادرة، مؤكدا أنها تعود إلى زمن مقاومته للاحتلال الإسرائيلي.